في الذكرى الخمسين لاغتياله..غيفارا يبقى الثائر ضد الإمبريالية

دمشق-سانا

تحيي كوبا وغيرها من الدول في أمريكا اللاتينية اليوم الذكرى الخمسين لاغتيال الثائر والمناضل أرنستو تشي غيفارا الذي اغتيل في التاسع من تشرين الأول عام 1967 على يد الاستخبارات الأمريكية في إحدى المناطق البوليفية بعد حياة حافلة بالنضال ضد الامبريالية والأنظمة التابعة لها في أمريكا اللاتينية.

ويمثل غيفارا بشعره الأشعث الطويل والبزة العسكرية والقبعة التي يعتمرها ومقولاته الخالدة رمزا لكل الثائرين والرافضين للسياسات الغربية الهادفة إلى الهيمنة على شعوب العالم وثرواتها ومقدراتها.

ومع أن غيفارا كان أرجنتيني المولد والهوية إلا أن حياته شهدت تنقلات كثيرة ونضالا في أكثر من بلد ضمن قارة أمريكا اللاتينية حيث ترك دراسته في السنة الأخيرة في كلية الطب بجامعة بوينس آيرس وذهب في جولة على العديد من دول القارة حيث عاين الظلم الكبير الواقع من الأنظمة الحاكمة المتحالفة مع القوى الإمبريالية على شعوب هذه الدول.

وأسهمت تلك الرحلة في تكوين شخصية غيفارا الفكرية والثورية وتكوين قناعته التي دفع حياته لاحقا ثمنا لها بأن العلاج الوحيد لكل هذا الظلم والفقر والمعاناة هو “الثورة العالمية” ضد قوى الاستغلال حيث تعرف خلال جولته تلك على قيادات الثورة الكوبية ضد نظام فولغينسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية.

وتوجه غيفارا في عام 1959 إلى كوبا والتحق برفيق دربه الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو حيث استطاعا تحقيق انتصار كبير ضد نظام باتيستا بعد نضال شاق وتضحيات جسيمة.

وفي أعقاب انتصار الثورة الكوبية تسلم غيفارا عددا من المناصب الرئيسية في الحكومة التي شكلت من بينها منصب وزير الصناعة ومدير البنك الوطني والرئيس التنفيذى للقوات المسلحة الكوبية ثم جاب العالم كدبلوماسي باسم الثورة الكوبية ومتحدثا باسم كوبا في الأمم المتحدة فوقف مدافعا صلبا في وجه التدخلات الأمريكية كما أعلن مساندته لحركات التحرير في كل من تشيلي وفيتنام والجزائر.

وترك تشي غيفارا كل المناصب وأصر على السير في طريق الثورة العالمية التي حلم بها فبدأ بالمشاركة في ثورة الكونغو إلى جانب المناضل الافريقي الراحل باتريس لومومبا الذي وئدت حركته الثورية من قبل القوى الاستعمارية ثم عاد غيفارا إلى بوليفيا في محاولة منه لقيادة تحرك ثوري ضد النظام القائم فيها والمدعوم أمريكيا آنذاك.

وأصيب في الثامن من تشرين الأول عام 1967 بجروح خلال وجوده في بوليفيا حيث تمكنت فرقة مدربة على يد قوة تابعة لوكالة المخابرات الأمريكية من أسره وإعدامه في اليوم التالي وألقي جثمانه في حفرة ليعثر عليها قبل 20 عاما وتمت إعادته وسط مراسم تكريم إلى كوبا حيث نظمت جنازة وطنية له ودفن في مدينة شرق العاصمة الكوبية مع اثنين من رفاقه.

ومع أن حياة تشي غيفارا انتهت بشكل مأساوي إلا أن حلمه بإقامة “ثورة عالمية” ضد الظلم والاستبداد والاستغلال يظل باقيا إذ ما زالت صورته وأفكاره ومقولاته حاضرة في كل أدبيات الحركات الداعية إلى بناء عالم خال من الإمبريالية وكوارثها.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency