انقرة-سانا
مازالت التخبطات التي يعيشها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نتيجة تصريحاته المتناقضة والتي تثير الشكوك حول طريقة الإفراج عن الرهائن الأتراك من قبل تنظيم داعش الإرهابي في العراق مستمرة إذ أعلن اليوم أن “مفاوضات دبلوماسية” أدت إلى الإفراج عن عشرات الرهائن الذين احتجزهم التنظيم الإرهابي في حزيران الماضي مؤكدا في الوقت ذاته “عدم دفع” أي فدية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أردوغان قوله للصحفيين في مطار انقرة قبيل توجهه الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة “لم تكن هناك أبدا مساومة من أجل المال لكن مفاوضات دبلوماسية وسياسية فقط أدت إلى الافراج عن الرهائن”.
وردا على سؤال بشأن احتمال أن يكون حصل تبادل لرهائن بارهابيين من تنظيم داعش قال أردوغان “ليس مهما أن يكون حصل تبادل أو لم يحصل المهم هو أن الرهائن عادوا ولموا الشمل مع أسرهم”.
وكان أردوغان أعلن أمس أن الاتراك الـ/46/ اطلق سراحهم ضمن “عملية انقاذ سرية” نفذتها القوات الخاصة التركية غير أن أحمد داود اوغلو رئيس وزراءه لم يستخدم عبارة “عملية” في تصريح أدلى به حول هذه المسالة في اليوم ذاته لكنه اكد ان السلطات التركية كانت على اتصال مع الرهائن.
وكانت صحيفة جمهورييت التركية أكدت أمس أن التصريحات التي أدلى بها أردوغان وداود اوغلو حول إطلاق سراح الرهائن الأتراك متناقضة وتثير الشكوك لدى الرأي العام حيث استخدم اردوغان في بيان خطى كلمة “عملية ناجحة” تم التخطيط لها مسبقا في اطلاق سراح الرهائن غير ان داود اوغلو لم يستخدم كلمة عملية في تصريح أدلى به حول هذه المسالة لكنه أكد أن السلطات التركية كانت على اتصال مع الرهائن دون أن يعطي توضيحات حول ظروف إطلاق سراحهم وسط شكوك وغموض يلف الظروف وطبيعة الاجراءات التى أدت إلى الافراج عنهم.
بدوره أكد شامل طيار النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تعليق نشره على حسابه في التويتر أن أزمة الرهائن الأتراك كانت تشكل إحدى الذرائع لعدم مشاركة تركيا فى العملية العسكرية ضد تنظيم داعش الارهابي مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “اطلاق سراح الرهائن فى هذه المرحلة الحرجة جاء فى اطار حملة نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي اي ايه”.
ودفع هذا الامر أحزابا تركية معارضة من بينها حزب الشعب الجمهورى وحزب الشعب الديمقراطى الى التأكيد أن “حكومة حزب العدالة والتنمية تدعم تنظيم داعش الارهابي في سورية والمنطقة بوسائل مختلفة وتتهرب من استخدام لغة شديدة ضده” وأن تذرعها بالرهائن الاتراك المحتجزين لدى هذا التنظيم الارهابي فى الموصل “ليس إلا خديعة لأن الجميع يدرك أن تركيا سلمت عن قصد الرهائن الاتراك للتنظيم الارهابي لتقدم ورقة رابحة له ولكي تمتنع عن شن عملية عسكرية ضده”.