انتصارات حرب تشرين التحريرية في قصائد الشعراء العرب

دمشق-سانا

شكلت حرب تشرين التحريرية منعطفا مهما في حياة الأمة العربية إذ حطمت أسطورة الجيش الصهيوني بأنه لا يقهر عبر وحدة عربية كانت سورية فيها المحور الأساسي وتأكد لدى العالم بأسره بأن هذا الانتصار قابل للتكرار ضد أي معتد عندما تتوفر لدى العرب إرادة الوحدة.

وبذلك الحدث التاريخي عبر كثير من الشعراء السوريين والعرب عن فرحهم لهزيمة كيان الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى منذ نكبة 1948 وكان من أكثر الشعراء حماسا لنتائج حرب تشرين التحريرية الشاعر الراحل سليمان العيسى الذي كتب عددا من القصائد الشعرية راصدا تحولات الحرب وانعكاساتها على النفوس العربية فقال في قصيدة “ناداهم البرق”..

“ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا‏..عند الشهيد تلاقى الله والبشر
ناداهم الموت فاختاروه أغنية..خضراء ما مسها عود و لا وتر‏
تقدس المطر المجدول صاعقة..وزنبقا يا شموخ الأرض يا مطر”.‏

أما الشاعر نزار قباني فجاءت مقدمته الشعرية على أسلوب شعراء الجاهلية فبدأ بالغزل ليرسم للعرب كيف استعادت حرب تشرين ألق الماضي ليربط بينه وبين الحاضر معتمدا على تفعيلات البحر الخفيف الذي لا يكتب عليه إلا فحول الشعراء فقال..

“أتراها تحبني ميسون..ام توهمت والنساء ظنون
يا ابنة العم والهوى أموي..كيف أخفي الهوى وكيف ابين
يا دمشق التي تفشى شذاها..تحت جلدي كأنه الزيزفون”.

على حين عبر الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي عن فرحة النصر بأسلوب شعر التفعيلة الذي اعتمد فيه على الاستعارات المكنية والدالة على قوة العرب إذا شاؤوا وإمكانيات نصرهم في أي مجال فقال في قصيدة “إنه وطن”..

“لست أنت .. و لست أنا..إنه وطن..شجرة ودم ونجوم‏..في جلال
تواضعه‏ ظل منتظراً في غيوم كآبته‏..حاملاً جرحه المتفتح
عاما وعاما وعاما ونحن نحدث عنه‏ ونهرب من وجهه المتسامح”.‏

أما الشاعر القروي رشيد سليم الخوري فمزج بين عاطفة الفرح وجذوة الحماس معتبرا ان تشرين هو سر الأمل القادم في إنصاف العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص وان النصر هو من حق الذين اغتصبت أرضهم فجمع بين انتصارات الماضي وانتصارات الحاضر فقال..

“جعلنا قلعة الطغيان دكاً..زعيق نسورهم فيها نصيب جبال حديدهم رمل مهيل..وجيش حدودهم شمع يذوب و ذكرى القادسية و المثنى..تضج به المدائن والسهوب”.‏

وفي قصيدتها “إيه تشرين” رأت الشاعرة هند هارون ان الفرح عم قلوب السوريين بشكل خاص والعرب بشكل عام وان التاريخ العربي عاد إلى الوجه الحقيقي فلا يمكن لنا أن ننهزم ونحن اصحاب قضية وحق فقالت..

“‏إيه تشرين وقد أوقدت في صدري لهيبه‏..بت في قلبي ربيعاً
تنشر الدنيا طيوبه‏..صرت لحناً في حداء الشعر يندى
بالعذوبة‏..أنت للتاريخ سفر مشرق أنت الخصوبة..”.

الشاعر نجم الدين الصالح عبر في قصيدته تشرين عن أهمية تضحيات الجيش العربي السوري خلال الحرب الذي قدم بطولة أسطورية حققت النصر الذي ما زلنا نسير على طريقه حتى تكتمل دورته ويعود الحق كما كان ويظل التاريخ رافلا بأهله الحقيقيين..

“أيها السادس المجلجل من تشرين أهلاً فقد عشقن النفيرا
لا نطيق الحياة إلا كفاحاً و كفاحاً خلف الجليل مريرا‏
يا شموس العيد الحبيبة هلا عدت جفناً على الجليل كسيرا‏”.

الشعراء الذين كتبوا عن حرب تشرين التحريرية قاموا بوصف معطياتها وتحولاتها كانوا على قدر المسؤولية التاريخية التي جعلت من حرب تشرين حالة ستبقى ماثلة إلى الأزل ولا سيما ان هذا النصر جرى على ألسنة الشعراء بأكثر من شكل وإيحاء ودلالة تذهب جميعها إلى ان سورية بلد الصمود الذي لا ينحني للعاصفة.

محمد خالد الخضر وميس العاني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency