حوادث إطلاق النار في أمريكا تكشف عن أزمات عميقة

واشنطن-سانا

شهدت مختلف المدن والولايات الأميركية خلال السنوات الاخيرة تزايدا كبيرا في وتيرة عمليات وحوادث اطلاق النار على خلفيات وأسباب متعددة لتحصد المزيد من القتلى والمصابين وتلقي الضوء على مجتمع يعاني الكثير من الأزمات والمشاكل العميقة.

وبحسب الكثير من الدراسات والاحصائيات تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد حوادث اطلاق النار وما ينتج عنها من ضحايا عدا عن مناطق الحروب والنزاعات الساخنة المختلفة في العالم.

ووفقا للعديد من المحللين تلعب عوامل عدة أدوارا مهمة في تصاعد تلك الحوادث منها انتشار السلاح وتزايد حوادث الكراهية وتنامي الأفكار العنصرية وطبيعة الثقافة الاجتماعية التي يقوم عليها المجتمع الأميركي والتي تكونها هوليوود والماكينات الاعلامية الضخمة من خلال أفلام العنف والقتل وثقافة القوة والهيمنة والتسلط حيث يعد ما جرى اليوم خلال حفل موسيقي في مدينة لاس فيغاس الاميركية من اطلاق نار ادى إلى مقتل واصابة اكثر من 120 شخصا ترجمة لتلك المشاكل التي يعانيها المجتمع الأميركي.

وأوضحت المعلومات المتداولة أن عددا من المصابين في حالة حرجة وان جميعهم مصابون بأعيرة نارية فيما لفتت وسائل اعلام أميركية إلى أن تقارير أخرى أفادت بإطلاق نار في مواقع أخرى من منطقة الملاهي والفنادق الشهيرة في لاس فيغاس.

وتحسبا لتداعيات الحادث اعلن مطار ماكاران الدولي في المدينة عبر تويتر أنه علق رحلاته بشكل مؤقت مع تردد أنباء عن وجود أكثر من مسلح قاموا بإطلاق النار في الحفل الموسيقي واعلان الشرطة عن “تحييد” مسلح دون ذكر تفاصيل إضافية.

ويعيد هذا الحادث التذكير بسلسلة طويلة من الحوادث التي شهدتها المدن الأميركية على مدى الأشهر والسنوات الماضية ففي الرابع والعشرين من أيلول الماضي لقيت امرأة حتفها وأصيب ما لا يقل عن 6 أشخاص في إطلاق نار بكنيسة في ناشفيل بولاية تنيسي الأميركية.

وقبل ذلك بعشرة أيام قتل طالب وجرح ثلاثة آخرون داخل مدرسة في ولاية واشنطن شمال غرب الولايات المتحدة عندما أطلق طالب آخر النار قبل أن يتم توقيفه ونزع سلاحه كما قتل ثلاثة أشخاص بالرصاص في مضمار سباق سيارات بولاية ويسكونسن في الثالث عشر من آب الماضي دون أن تتضح هوية الجاني والدافع وراء الهجوم.

وشهد شهر أيار الماضي حوادث اطلاق نار في ولاية مسيسيبي أدت إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم نائب مدير الشرطة المحلية.

ويبقى الحادث الأكثر دموية الذي هز الولايات المتحدة هو الهجوم الذي وقع في ال12 من حزيران 2016 حيث قتل 50 شخصا وأصيب 53 بجروح في عملية إطلاق نار داخل ناد ليلي للمثليين في أورلاندو في ولاية فلوريدا .
ونسب الهجوم إلى رجل أميركي من أصول أفغانية وأعلن تنظيم “داعش” الإرهابي فيما بعد مسؤوليته عن تنفيذه.

ولا تقتصر هذه الحوادث على قيام أفراد بها بل يشير سجل القتلى الأميركيين إلى سقوط المئات على يد رجال الشرطة الاميركية تحت ذرائع قمع الجرائم والمخالفات.

ومما يلفت الانتباه في هذا السياق أن غالبية من يسقطون ضحايا في مثل هذه الحوادث هم من المواطنين من أصول افريقية ما يؤكد تصاعد حدة الخطاب العنصري وانتشاره الكبير في المجتمع الأميركي.

ويؤشر تزايد وتصاعد حوادث اطلاق النار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الماضية إلى حجم الأزمات التي يعاني منها المجتمع الأميركي والتي تتفاقم بشكل مستمر في ظل استمرار السياسات الاجتماعية والثقافية للادارات الأميركية المتعاقبة على مستوى الداخل الاميركي إضافة إلى السياسات الخارجية الداعمة للارهاب والحروب وافتعال الازمات والنزاعات على مستوى العالم.

انظر ايضاً

مقتل امرأة وإصابة سبعة أشخاص بإطلاق نار في سياتل الأميركية

واشنطن-سانا قتلت امرأة وأصيب سبعة أشخاص بجروح بينهم طفل بحادث إطلاق نار في وسط مدينة …