دمشق-سانا
بمناسبة اليوم العالمي للترجمة اقامت الهيئة العامة السورية للكتاب صباح اليوم ندوة وطنية تحت عنوان “الترجمة في سورية.. مشكلات وحلول” وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول من الندوة قراءة رسالة المترجمين السوريين في اليوم العالمي للترجمة ومحاور تناولت قضايا منها الترجمة في سورية.. مشكلات وآفاق وترجمات تضعف اللغة والترجمة من الشرق وواقع وآفاق الترجمة العلمية وإشكالية ترجمة المسرح المعاصر.
وأشار المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور ثائر زين الدين في كلمته له إلى مقولة الشاعر الروسي بوشكين إن “المترجمين هم الأحصنة التي تجر عربات الثقافة والتنوير” مستعرضا آراء أدباء ومفكرين عالميين أكدوا دور المترجم والمترجمين في النهضة والتنمية ومد جسور التواصل الثقافي.
وعن سبب إطلاق اسم الندوة الوطنية للترجمة على هذه الفعالية أوضح مدير هيئة الكتاب أنها نتيجة تعاون بين وزارة الثقافة ومجموعة من المؤسسات الثقافية التي تنهض بهذه المهمة الجسيمة.
وخلال مداخلة له جاءت بعنوان “ترجمات تضعف اللغة العربية” دعا زين الدين إلى ضرورة الاعتماد على المترجمين الرواد السابقين الذين وضعوا لغة جميلة سليمة بين أيدي القراء وأسهموا في تبسيط لغتنا وتقريبها لافتا إلى عشرات الترجمات الأدبية اليوم التي يتصدى لها أشخاص لا يعرفون لغتهم الأم جيدا ويظنون أن إتقانهم للغة النص الأصلية كاف فينبرون للترجمة ويسهمون في إفساد لغة القارئ وتخريب ذائقته في ظل اندفاع القراء الشباب نحو الأعمال الأدبية المترجمة.
من ناحيته بين رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم حافظ في مداخلته التي جاءت بعنوان “الترجمة من الشرق..واقع وآفاق” ضرورة الاهتمام والتوسع في ترجمة ثقافة الشعوب الشرقية كالصينية والهندية والفارسية والكورية وغيرها عبر كل الوسائل الورقية والالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات موضحا أن هناك عوائق عدة للمترجم والناشر العربي في ترجمة الكتب الصينية منها صعوبة ترجمتها وعدم انتشارها بالرغم من غنى هذا الأدب إضافة إلى ندرة المترجمين من اللغة الصينية إلى العربية.
وألقى مدير الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتاب حسام خضور كلمة المترجمين السوريين أشار فيها إلى أن التنوع الثقافي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتنوع اللغوي وأن فقدان اللغة يعني فقدان جزء من الهوية الثقافية مبينا أن الترجمة مهمة للحفاظ على الثقافة والتعلم منها.
وناشد خضور باسم المترجمين السوريين المترجمين في العالم “التضامن مع سورية في مواجهة الإرهاب الدولي والعمل على رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية ودول أخرى بغرض إضعاف بلدنا على نحو يخالف القانون الدولي وخلق صعوبات معيشية مؤلمة لشعبنا لأن التضامن مع سورية في حربها الوطنية ضد الإرهاب ينسجم مع رسالة الترجمة الداعية إلى التعاون والسلام بين الدول والاحترام المتبادل بين الشعوب”.
وصنفت الدكتورة لبانة مشوح في مداخلتها بعنوان “الترجمة في سورية ..مشكلات وآفاق” التي ألقاها بالنيابة عنها حسام خضور مشكلات الترجمة في سورية ضمن فئتين رئيسيتين هما مشكلات معرفية ومشكلات تنظيمية التي تقف حجر عثرة أمام ازدهار الترجمة معتبرة أن المشكلات المعرفية هي الأشد لأنها تتصل بمستوى المترجم المعرفي اللغوي والثقافي في اللغتين المصدر والهدف.
وأشارت مترجمة كتاب عاصفة على الشرق الأوسط إلى ضرورة إيجاد الإطار القانوني والمهني لتنظيم مهنة المترجم وحفظ حقوقه والاهتمام بتعليم اللغات الأجنبية في سورية من المراحل العمرية المبكرة وإعادة النظر في آليات ومعايير قبول الطلاب باقسام اللغات الأجنبية ورفع مستوى تأهيل المترجمين عبر إحداث أقسام مستقلة للترجمة في التعليم النظامي بالجامعات الحكومية وتزويدها بأحدث المناهج وتحديث مناهج أقسام الترجمة في نظام التعليم المفتوح ووضع خطة وطنية استراتيجية لترجمة أبرز العناوين في شتى حقول المعرفة وانتقائها بناء على قيمتها المعرفية والفكرية والقيمية والجمالية وإحداث مختبرات للترجمات الأدبية والعلمية في الجامعات السورية ورفع قيمة المكافاة المالية للمترجمين.
وأشارت الدكتورة خزامى الجمال أخصائية في الطب المخبري في مداخلتها التي جاءت بعنوان “الترجمة العلمية .. تحديات وحلول” إلى بدء الترجمة العلمية منذ العصور القديمة والتحديات التي واجهتها على مختلف الصعد والمقترحات لمواجهتها مؤكدة ضرورة ألا تكون الترجمة من العلوم الغربية بمثابة التبعية للغرب والذي يحتل في عصرنا المكانة الأولى بالمجال العلمي والتقني وإنما أن نخضع هذه النصوص المترجمة دائما للعقل النقدي ونعيد التفكير فيها وننظر إليها نظرة الند والمشارك.
ووفقا للجمال فإن من أهم صفات المترجم في المجال العلمي أن يكون من أهل الاختصاص ومتمكنا ومتدربا جيدا فيه وأن يمتلك المعرفة والدراية الكاملة بلغة المصدر واللغة الهدف لصياغة المادة المترجمة صياغة متناسقة ومفهومة وأن يتوخى الأمانة والدقة في الترجمة باستخدام الفاظ محددة واضحة الدلالة وبأسلوب علمي مبسط إضافة إلى أن يكون المترجم ملما بثقافة البلاد التي تترجم لغتها وحضارة وتاريخ أهلها.
إشكالية ترجمة المسرح المعاصر كانت عنوان مداخلة الدكتورة ميسون علي تحدثت فيها عن إشكاليات النص المسرحي ولا سيما المعاصر وخصوصيته التي تتعلق ببنيته الدرامية وبكل عناصره لافتة إلى أن النص المسرحي المعاصر ذو بنية مختلفة ويتسم بكسر تام للأعراف المسرحية التي حددها ارسطو له ولجماليات أبي الفنون الكلاسيكية مشيرة إلى ضرورة أن يكون المترجم متفهما لخصوصية النص المسرحي ولبنيته المختلفة وأن يكون عارفا بلغة الحياة اليومية في الثقافة التي يترجم من خلالها مستشهدة بالكاتبتين الانكليزيتين كارل تشرشل وسارة كين.
رافق الندوة معرض للكتاب ضمن عناوين مترجمة في مجال السياسة والاقتصاد والأدب والروايات العالمية والقصص القصيرة المترجمة من عدة لغات إلى اللغة العربية إضافة إلى جناح خاص للأطفال.
وتستمر الندوة يومين وتقام بالتعاون مع جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب وجامعة دمشق والمعهد العالي للترجمة واتحاد الناشرين السوريين ومؤسسات الترجمة الخاصة.
يشار إلى أن اليوم العالمي للترجمة مناسبة يحتفل بها في الثلاثين من أيلول من كل عام في عيد القديس جيروم مترجم الكتاب المقدس أطلقها لأول مرة الاتحاد الدولي للمترجمين عام 1991 لإظهار تعاضد المترجمين في جميع أنحاء العالم ولتعزيز مهنة الترجمة دوليا وعرض مزاياها التي تزداد أهميتها مع تذكير المستخدمين بالأعمال المهمة التي يقوم بها المترجمون.
شذى حمود
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: