اللاذقية-سانا
تجتهد النحاتة الشابة سالي ارسوزي لتحويل كتلتها الرملية إلى عمل فني مميز يحقق تفاعلا إيجابيا مع زوار الملتقى الاحترافي الثالث للنحت على الرمل في اللاذقية والذي يشارك فيه 14 نحاتا ونحاتة من مختلف المحافظات من خريجي الفنون الجميلة ومنهم سالي التي أجرت دراسة كاملة عن خصائص الرمل كمادة أساسية للعمل.
اختارت سالي التي تشارك في الملتقى الذي انطلق قبل ثلاث سنوات للمرة الأولى تنفيذ كائن بحري يتناسب مع جو الملتقى الذي يستضيفه شاطئ مسبح النخيل فالبحر وأمواجه أوحيا اليها بالالتحام مع البيئة البحرية الغنية بعناصر يمكن أن تكون عنوانا لمنحوتتها الأمر الذي وافقتها فيه النحاتة مروى سليمان التي تشارك بدورها للمرة الأولى في ملتقى متخصص بالرمال لتختار تجسيد الفقمة التي وجدت فيها إضافة مرحة تتوجه للكبار والصغار وتترك انطباعا طيبا في نفوس الزوار عند التواصل بصريا مع العمل.
اجماع النحاتين على خصوصية التعاطي مع الرمال الذي يمكن أن يفاجىء الفنانين بهبوط هنا وانهيار هناك دفعهم الى توظيف مفاهيم وتقنيات تحافظ على تماسك الكتلة وثباتها فالفنان سامر روماني اعتمد مفهوم تحديد ميلان الكتلة بحيث يتناسب ارتكازها مع جاذبية الأرض ما يتيح له الفرصة لتنفيذ فكرة الجاموس التي يعمل عليها في مشروعه الفني على أكثر من خامة ويأمل نجاحها على الرمل لتظهر بحركات تشكيلية يعمل على تحقيقها.
كذلك يعمل الفنان يامن يوسف من طرطوس على تجسيد الاستقرار والبناء بعد الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية الذي يظهر بتفاصيل الأم وأبنائها فمنحوتته التي تحمل اسم الحلم مستقاة من وحي المرحلة السورية الحالية المفعمة بالأمل وقال “رغم مشاركتي في نسخ قديمة من الملتقى إلا أننا ما زلنا في مرحلة التجريب لاكتشاف هذه المادة وتطوير أدواتنا للتعاطي معها بشكل صحيح”.
ترطيب الرمال ورصها أخذ وقتا طويلا من النحاتين لتكون الكتل مهيأة للعمل حيث أشارت النحاتة نورا حداد من دمشق إلى أنها بدأت العمل من الأعلى لتنفيذ بورتريه لجسد بشري تحاول العناية بتفاصيل التشريح فيه فالعمل مع الرمل هو بمثابة تحد لإظهار التفاصيل التي تكمن في ذهنها بشكل حقيقي على الواقع أما الفنان قصي النقري من حمص فقد لفت إلى أن المبالغة في ارتفاع الكتلة تعتبر العدو الأول للرمل مشيرا إلى أن الفنانين المشاركين يحاولون تطويع المادة والعمل معها حسب الإمكانات المتاحة وخاصة أن الرمال وصلت إليهم غير مضغوطة ما تطلب جهدا مضاعفا من قبلهم لتشكيلها فنيا.
ومن السويداء جاء الفنان تمام أبو عساف للمشاركة في هذا الملتقى الذي وجد فيه فرصة لاكتشاف مادة جديدة ورغم تعرض كتلته لكثير من الانهيارات منذ بدأ العمل بها لكنه عاد ورمم ما تهدم في منحوتته التي تصور شخصا مسترخيا على الشاطئ فالاسترخاء فكرة يعمل عليها أبو عساف منذ فترة ويحاول نقلها حاليا إلى الرمال.
تشاركية وتشبيك فعال حققته عدة جهات لإنجاح الملتقى الذي يقيمه غاليري مصطفى علي بدمشق بالتعاون مع جمعية نحنا الثقافية وهيئة مار أفرام السرياني للتنمية كما يحظى برعاية من وزارتي السياحة والثقافة ودعما من محافظة اللاذقية ومجلس مدينتها حيث قال علي الشيخ مدير الملتقى “أن هذه النسخة من الفعالية تندرج ضمن مشروع أبيض الذي تقيمه جمعية نحنا ونفذت عبره أكثر من فعالية في عدة محافظات ليندرج الملتقى كواحد من أنشطتها الثقافية المتخصصة بنشر السلام والترويج له كغاية وهدف للشعب السوري”.
وأضاف الشيخ تطورت آلية التنظيم والتنسيق لإنجاح الملتقى هذا العام فالكثير من الفنانين الذين شاركوا في النسخة السابقة أصبحوا الآن ضمن اللجنة التنظيمية لنقل خبراتهم إلى المشاركين الجدد كما حرصنا على استضافة أسماء شاركت في نسخ سابقة لإضافة ثقل للمخرجات ودعم الجدد بخبراتهم ومعارفهم كما اعتمدنا على مياه البحر لترطيب الكتل الرملية لتثبيتها بشكل أكبر.
ويستمر الملتقى الذي انطلق في الخامس عشر من الشهر الجاري حتى الخميس القادم ليختتم بتكريم ومعرض لمنحوتات المشاركين وهم نزار البلال – فاطمة عثمان – منتجب يوسف – سالي ارسوزي- سامر الروماني- مروى سليمان – قصي النقري- تمام أبو عساف- لجين حمدان- يامن يوسف- نورا حداد-صلاح الدين الجاسم- ولاء كاتبة وعلي الشيخ.
ياسمين كروم
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: