الشريط الإخباري

الفنان سمير المنجد.. مواهب متعددة تبدأ بالغناء ولا تنتهي بالتمثيل

دمشق-سانا

يمتلك الفنان سمير المنجد شخصية متعددة المواهب سمحت له أن يجسد العديد من الأدوار الدرامية ولاسيما التي تحتاج إلى شخصية قوية لامتلاكه بنية جسدية فضلاً عن أدوار الشخصيات الأجنبية لإتقانه الحديث بأكثر من لغة أجنبية إضافة إلى امتلاكه لصوت جميل مكنه من الغناء بعدة لغات ولاسيما الإسبانية.

ويروي الفنان المنجد كيفية دخوله عالم التمثيل خلال حوار مع سانا قائلاً: “بدأت بالتمثيل منذ عام 2009 بعد أن وجدت أن موهبتي صقلت وأصبحت قادرة على أداور معقدة يهرب منها الآخرون فأتبناها أنا لأنني أمتلك أدوات قادرة على التعبير عن كوامن الشخصية سواء كان من تعابير الوجه وتقاسيمه أو من خلال البنية الجسدية والقدرات الرياضية إضافة إلى اللغات التي أتقنها.”

ويضيف المنجد: “لقد كانت أول مشاركاتي بالدراما السورية بالمسلسل التاريخي أمام الفقهاء للمخرج سامي الجنادي ومسلسل ملح الحياة الذي أخرجه الفنان أيمن زيدان حيث جسدت شخصية السفير الإنكليزي في دمشق وهذا الدور من أصعب الأدوار التي قمت بتجسيدها لأنه شخصية معقدة وكان الحوار طويلاً وباللغة الإنكليزية وهذا المسلسل يطرح فترة الاستعمار في المنطقة العربية بكل أشكاله.

وعن سبب اختياره للغناء باللغة الأسبانية إلى جانب اللغة العربية يقول: “اخترت الغناء باللغة الإسبانية لأنها لغة قريبة إلى قلبي ولأن كلماتها جميلة وشفافة تصل إلى الحالة الوجدانية التي أنشدها ولاسيما أنني أجد أن الساحة الغنائية العربية بدأت تغص بالأغاني الهابطة دون أن تعتني بمواهب أبنائها ما جعلني أسعى لإتقان هذا النوع من الغناء.”

ويتابع صاحب شخصية ريتشارد تشرشل في مسلسل بواب الريح حديثه عن نشاطه الأدبي قائلاً: “شاركت في بعض الفعاليات الثقافية المنوعة التي شملت الغناء باللغة الإسبانية وقراءة الشعر والأدب رغم عدم وجود الموسيقا التي يمكن أن ترافقني أو تتوحد معي في الأداء الغنائي كون أغلب الموسيقيين لدينا لايزالون يجهلون معالم الموسيقا الإسبانية لذلك اضطر أحيانا إلى اللجوء لابني لقربه مني وانسجامه مع آلة الغيتار التي يعزف عليها عندما أقوم بالغناء.”1

ويسعى المنجد إلى البحث عن كلمات لأغان وطنية وذلك باللغة الإسبانية بصفتها اللغة الثالثة في العالم على أن تكون هذه الكلمات تخدم وطنه سورية وتتصدى لما يتعرض له جراء الأزمة التي فرضها المتآمرون مؤكداً أنه يفعل ذلك دون أن يفكر بأي مقابل.

ويلفت المنجد إلى مشاركته في العديد من الأفلام السورية كان أهمها فيلم بلازما للمخرج باسل طه الذي يشارك الآن بمهرجان دبي السينمائي ويتحدث عن فترة زمنية يعيشها الناس قبل دخول التقنية الالكترونية بأنواعها والتغيرات التي حصلت نتيجة دخولها وكيفية تعامل الناس معها معبراً عن رغبته بالعمل مجاناً في أي مسلسل درامي أو مساهمة فنية تخدم القضية السورية وتساهم في إخراجها من الأزمة.

ويعتبر المنجد أن الفن في إطار التمثيل هو أكثر أهمية لديه من أي فن آخر لأنه يتمكن من خلاله أن يعبر أكثر عما يدور في خاطره الإنساني وعن رسائله التي يتمناها أن تصل إلى العالم.

ولا يخفي فناننا خوفه على الدراما السورية مما سماه التهديد بالاحتضار وذلك بسبب غياب الكاتب الحقيقي أو بسبب انتقاء القائمين نصوصاً ضعيفة لا تجسد الواقع السوري ولا ترتبط به وهذا يهدد مستقبل فن التمثيل بشكل عام لأن المتلقي سيفتش عن انتماء لتلك الأعمال فلن يجد لها واقعاً تنتمي إليه وبالتالي سيرفضها ولن يتعامل معها كقيمة إنسانية أو فنية عالية.

ويرفض المنجد أن ينطلق المسلسل السوري في تعاطيه مع الواقع مسايرة لنظرة مجتمعات أخرى معتبراً أن البيئة السورية يغلب عليها الحضارة والرقي كانت المرأة السورية فيها ومنذ آلاف السنين إلى يومنا شريكة في صنع الحضارة والأمجاد في حين أن هذا الواقع بات يعاني من تكرار فكرة امتهان المرأة وضعف شخصيتها وأخلاقها في أغلب المسلسلات السورية.

ويطالب المنجد الوسط الفني بالاعتماد على كتاب موهوبين بعيدين عن الامتهان والتدني وكتابة المسلسل السوري الذي يعكس حقيقة المرأة السورية المشاركة بالانتصارات والمساهمة في صناعة الأمجاد وصياغة القرارات وهي موجودة في كل الشرائح الاجتماعية على مختلف أنواعها.

وحتى يكون الفنان مستحقاً للتكريم فلابد من اكتسابه لعوامل عدة كما يرى المنجد أولها أن يكون مرتبطاً بوطنه وملتزماً بترابه وبما يساهم في الحفاظ عليه معتبراً أن كل فنان يبتعد عن وطنه خلال الأزمة لا يستحق التكريم ولا التقدير كما أن الفنان الذي يبحث عن اللون الرمادي في الحضور لا يختلف في الجوهر عن الذي تخلى عن بلده.

وينوه المنجد بشخصيات فنية سورية كانت أساتذته في العمل الفني أمثال الفنان أيمن زيدان والمخرج العالمي نجدت أنزور الذي رفض كل المغريات حتى يغادر بلده إضافة إلى المخرج المثنى صبح الذي قدم عدداً من الأعمال الوطنية.

يذكر أن الفنان سمير المنجد شارك في العديد من المسلسلات السورية الهامة مثل شيفون للمخرج نجدت أنزور ومحمود درويش وياسمين عتيق للمخرج المثنى صبح و وطن حاف للمخرج فرودس أتاسي إضافة إلى العديد من الأفلام السينمائية كما أجرى حوارات صحفية مع شخصيات أجنبية حيال موقفها من الأزمة التي تمر بها سورية.

محمد الخضر