موسكو-سانا
أكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية العاملة في سورية تضرب أهدافا يجري تحديدها وتأكيدها في المناطق التي ينتشر فيها تنظيم “داعش” الإرهابي.
وبين المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف في بيان أن “الطائرات المقاتلة الروسية تضرب أهدافا محددة تشكل مراكز للإرهابيين ونقاط إطلاقهم النار ضد الجيش العربي السوري” مؤكدا أنه “من أجل تجنب تصعيد غير مرغوب فإن قيادة القوات الروسية أعلمت الأمريكيين مسبقا بحدود العملية العسكرية في دير الزور عبر قنوات الاتصال القائمة”.
وأضاف كوناشينكوف: أنه “في إطار عمليات القوات الروسية يجري استهداف الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعرباتهم على الضفتين الغربية والشرقية لنهر الفرات”.
وتشارك روسيا الاتحادية في الحرب على الارهاب بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية منذ أيلول عام 2015 وتمكنت خلال هذه الفترة من تكبيد تنظيم داعش الإرهابي خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
وأشار كوناشينكوف إلى أن “وحدات الاستطلاع الروسية لم ترصد أي معارك بين تنظيم داعش وقوات أخرى على الضفة الشرقية لنهر الفرات خلال الأيام الأخيرة” متسائلا في هذا السياق عن “كيفية دخول عناصر من المجموعات المسلحة أو مستشارين عسكريين من بلدان (التحالف الدولي) مواقع (داعش) شرق دير الزور دون قتال معهم” مؤكدا أن “ممثلي (التحالف الدولي) وحدهم يستطيعون الإجابة عن هذا السؤال”.
وتفضح التقارير الميدانية والوقائع علاقة “التحالف الأمريكي” مع تنظيم داعش الإرهابي حيث نفذ خلال الأشهر الأخيرة عشرات الانزالات الجوية لإخلاء قياديي التنظيم وإنقاذهم من الهلاك المحتم مع تقدم الجيش العربي السوري في عمق المنطقة الشرقية ليضاف ذلك إلى قائمة طويلة من الدلائل على العلاقة الوثيقة بينهم تبدأ باعتراف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بأن “داعش” صنيعة الإدارة الأمريكية وصولا إلى استهداف التحالف مواقع للجيش العربي السوري أكثر من مرة لعرقلة تقدمه وانتصاراته على الإرهاب التكفيري.
الوضع بمناطق تخفيف التوتر في سورية مستقر
وفي وقت سابق وصفت وزارة الدفاع الروسية الوضع في مناطق تخفيف التوتر في سورية بأنه يتميز بالاستقرار رغم تسجيل 15 انتهاكا خلال ال 24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني أن مجموعات المراقبة رصدت 15 انتهاكا في مناطق تخفيف التوتر منها 6 انتهاكات في الغوطة الشرقية واثنان في حماة وواحد في القنيطرة وانتهاكان في إدلب و4 في حلب.
وأشارت الوزارة إلى أن “غالبية الانتهاكات كانت حالات إطلاق نار بشكل عشوائي من أسلحة خفيفة تم تسجيلها في مناطق تنتشر فيها مجموعات إرهابية تابعة لتنظيمي “داعش” وجبهة النصرة المدرجين على لائحة الإرهاب الدولية”.
وتم في اجتماع استانا 6 الذي اختتمت أعماله أمس الأول التوصل إلى اتفاق بشأن منطقة تخفيف التوتر في إدلب في حين تم الاتفاق على إنشاء مناطق لتخفيف التوتر في الغوطة الشرقية وشمال حمص والمنطقة الجنوبية في أوقات سابقة.
وأعلنت الحكومة السورية تأييدها لمناطق تخفيف التوتر مع حقها بالرد الحازم على أي خرق من المجموعات الإرهابية المسلحة وتأكيدها على وحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية.
لافرنتييف: تثبيت مناطق خفض التوتر في سورية سيقود إلى استقرار الوضع في تلك المناطق
من جانبه أعرب الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية رئيس الوفد الروسي إلى محادثات استانا الكسندر لافرنتييف عن أمل موسكو بأن يكتسب نظام وقف الأعمال القتالية طابع الديمومة في سورية مع إقامة وبدء عمل مناطق خفض التوتر فيها.
وقال لافرنتييف في مقابلة مع قناة روسيا 24 التلفزيونية الليلة الماضية “نأمل بأن نظام وقف الأعمال القتالية سيكتسب طابعا لا رجعة عنه وإن تثبيت مناطق خفض التوتر سيقود إلى استقرار الوضع في تلك المناطق”.
وكان لافرنتييف أعرب في مؤتمر صحفي له أول أمس عقب ختام الجولة السادسة من اجتماع استانا عن تفاؤله بأن الوثائق التي تم إقرارها خلال الاجتماع ستصبح أساسا متينا لتقوية نظام وقف الأعمال القتالية بصفته الشرط الأساسي للمضي قدما في الحوار بين الحكومة السورية و”المعارضة”.
وشدد لافرنتييف خلال المقابلة على وجوب حل الأزمة في سورية بالوسائل السياسية وقال “إن الجميع يعترفون حاليا بأنه لا يمكن حل الأزمة بأساليب عسكرية بالرغم من أن بعض ممثلي “المعارضة” ما زالوا يصرون على ذلك”.
وأكد لافرنتييف أن هدف بلاده هو القضاء على الإرهاب الدولي وقال “ليس لروسيا أهداف استراتيجية لتثبيت تواجدها في المنطقة وإنما الهدف الأساسي هو مواجهة خطر الإرهاب الدولي الذي يهدد المصالح القومية الروسية وخصوصا أن هناك مجموعات كبيرة العدد من المنحدرين من روسيا الاتحادية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية وهؤلاء يشكلون بالفعل خطرا على أمننا القومي وتتوجب مكافحتهم”.