حمص-سانا
تحدث عالم الآثار السوري المهندس “ملاتيوس جغنون” خلال ندوة استضافها المركز الثقافي بحمص عن تجربته الطويلة في علم قراءة النقوش الكتابية القديمة أو ما يعرف بعلم “الابيغرافيا” وتعني دراسة النقوش والكتابات القديمة.
ونوه جغنون بأهمية علم الابيغرافيا كرافد لعلم الآثار في قراءتها واستنباط ما بين سطورها للتعرف على التاريخ وتصويب الأخطاء التي تعتريه وكشف تزوير الحقائق التاريخية كي نتعلم قراءة تاريخنا بأنفسنا ولا نترك لغيرنا ليقرأه وعن تجربته في الابيغرافيا أوضح جغنون أن البداية كانت من كراس صغير كان يصدر تباعاً عن مديرية الآثار والمتاحف بعنوان “جرد النقوش التدمرية” إضافة إلى الإنجيل وفيه الكتابة الهيلينة العامة التي عرفت بعد الاسكندر المكدوني وسادت ألف سنة في سورية ومصر حتى تعريب الدواوين في العصر الأموي كما تحدث عن تجربته في قراءة النقوش العربية الجنوبية في اليمن أو مايعرف بقراءات القلم المسند لافتاً إلى أن هذه القراءة لا يتقنها إلا القليلون من علماء قراءة الآثار.
وتابع جغنون إنه بداية تجربته عانى من تعلم اللغة اليونانية وتفاصيلها لأنها تضاهي في صعوبتها اللغة العربية ثم اعتمد على نفسه في تعلم اللغات التدمرية والآرامية واليونانية التي شابهت حلول الألغاز وخاصة في قراءته للنقوش الأثرية والنصوص المشوهة الناقصة أو المبتورة جراء الفراغات وغياب الحروف بفعل أثر العوامل الطبيعية والبشرية لافتاً إلى إسهاماته الخاصة في قراءة النقوش القديمة الموجودة في بعض المدافن التدمرية ثم تحدث عن أنواع الكتابات المستخدمة عبر عصور الحضارة السورية من العربية والآرامية والنبطية في حوران والصفائية في تل الصفا واليونانية واللاتينية وغيرها التي اخترعت على هذه الأرض كالفسيفسائية والأكادية والايبلانية والاوغاريتية والحورية والحثية إضافة ما يؤكد أن سورية كانت مهد الحضارات التاريخية وعرج جغنون على الآثار التي عمل شخصياً على قراءة نقوشها ومنها النقوش في تل التتن في ريف أفاميا وتضمن فسيفساء كنائسية بالسريانية واليونانية ونقش في معرة النعمان يؤرخ لعاصفة ثلجية حصلت في المنطقة والنقوش والأثرية عند جسر الشغور والنقش التكريمي في الأوغورا “السوق العامة في تدمر” ودير الصليب جنوب حلب ونصب تكريمي لآمر الحامية الدمشقية في تدمر ودعا إلى تنمية ثقافة الايبغرافيا في بلادنا من خلال إحداث معاهد متخصصة لتدريسها في جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية أولا وبإطلاق برامج إعلامية نوعية للتوعية بأهميتها وتداولها عن طريق علماء متخصصين في هذا المجال يذكر أن جغنون من مواليد مدينة اللاذقية عام 1943 يحمل بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة حلب عام 1968 عضو شرف في جمعيات أصدقاء دمشق وعاديات اللاذقية وعاديات جبلة وعضو مؤسس في عاديات حمص وهو عضو لجنة التراث المسيحي السوري في مجلس كنائس الشرق الأوسط ببيروت.
من أعماله.. “سورية في آثينا والرومتين” و”آثارنا عندهم وآثارهم عندنا” و”سورية موطن الحضارات و”عربيات الجنوب” و”هكذا كانت تدمر الكبرى” و”الكتابات اليونانية والآرامية في تدمر” وغيرها الكثير.
حنان سويد