موسكو-سانا
وصف نائب رئيس كتلة النواب الشيوعيين في مجلس الدوما الروسي فلاديمير كاشين فك الطوق عن مدينة دير الزور بالانتصار الكبير “الذي يضع نهاية لتلك الأيام السوداء التي كان يفرضها إرهابيو تنظيم داعش على المدينة” على مدار ثلاث سنوات والتي عانى خلالها سكانها أشد أنواع العذاب والآلام.
وقدم كاشين تهانيه لسورية وشعبها وجيشها بهذا الإنجاز مؤكدا في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم تضامن بلاده مع الشعب السوري ووقوفه إلى جانب سورية في مكافحتها البطولية للارهاب الدولي وتصديها للأعمال العدوانية الامريكية مشيرا إلى ان دماء الجنود والضباط السوريين والروس امتزجت معا على الأرض السورية وهم يقاتلون جنبا إلى جنب ضد عدو مشترك.
وقال كاشين: “ندعم الشعب السوري وقواته المسلحة في مكافحة الإرهاب الدولي وندين في الوقت ذاته أعمال المعتدين الامريكيين الذين يدعون بالأقوال فقط أنهم ضد الارهاب ولكنهم يقومون في الواقع العملي بقصف مواقع الجيش السوري ويقتلون السكان المدنيين كما يحدث حاليا في محافظتي الرقة ودير الزور”.
وأضاف كاشين: “إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤءولية الأساسية عن هدر الدماء في العديد من بلدان العالم ومنها العراق وليبيا وأفغانستان ويوغوسلافيا وسورية حيث يقصف الأمريكيون بصواريخهم المدن الآمنة والسكان المدنيين وهذا عار كبير على جبين أمريكا التي تدعي انها بلد ديمقراطي ولكنها لا تعمل في الواقع سوى لتحقيق مطامعها ولا تتورع في سبيل ذلك عن التلويح بالعصا النووية ونحن ندعو جميع شعوب العالم للوقوف صفا واحدا ضد مخططات الهيمنة الأمريكية”.
وأعرب البرلماني الروسي عن الثقة بأن المحادثات الجارية ضمن اطر عمليتي استانا وجنيف ستقود الى إيجاد حل سياسي للازمة في سورية بعد الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري بدعم ومؤءازرة من روسيا وايران وقوى المقاومة في المنطقة وسيكون النصر النهائي نصرا مشتركا للجميع.
وفي مقابلة مماثلة أكد النائب في مجلس الدوما الروسي أندريه بورفيونوف أن الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفائها في المنطقة تقوم بخلق وضع من “الفوضى الموجهة” في الشرق الأوسط.
وقال بورفيونوف: “إن الأمريكيين مهتمون بزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة بأياد غريبة وأجنبية من خلال تحريك المجموعات الإرهابية للحفاظ على مصالحهم في الشرق الأوسط وهم عمليا قاموا بالتخطيط وبدعم العديد من الانقلابات في العالم وهم من خطط لما يسمى الربيع العربي كما أنهم يعملون الآن بهذه الطريقة أو تلك على حماية تنظيم داعش الإرهابي”.
وأضاف بورفيونوف: “إن روسيا الاتحادية شجبت وتشجب مثل هذه الأساليب وهي كانت على الدوام من أنصار السلام في العالم وتعتبر أن لا أحد يملك الحق بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة والتي يمكن لمواطنيها أن يحددوا مستقبل بلادهم بأنفسهم كما أن قيام روسيا الاتحادية بتقديم المساعدة العسكرية لسورية بطلب من الحكومة والقيادة السورية هو إجراء ضروري ومهم لتحقيق السلام في هذه المنطقة”.
وأعرب بورفيونوف عن ثقته الكاملة بأن النظام الأمريكي هو المسؤول الأول عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعوب باستخدامه التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط و”سيحاكم عاجلا أم آجلا على محاولاته تدمير الدولة السورية”.
وقال بورفيونوف: “نحن واثقون من أن روسيا الاتحادية وحلفاء سورية الحقيقيين لن يدخروا جهدا في دعم الجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصار تلو الآخر على الإرهابيين من داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى وها هو اليوم يفك الحصار عن مدينة دير الزور الذي فرضه الإرهابيون عليها منذ ثلاث سنوات”.
وكانت منظمة الحزب الشيوعي الروسي في موسكو نظمت اليوم فعالية احتجاج أمام السفارة الامريكية في العاصمة الروسية أعرب خلالها المحتشدون عن ادانتهم للأعمال والعقوبات العدوانية الامريكية ضد روسيا وسورية ودول اخرى من العالم.
من جهته راى نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي يوري شفيتكين ان نهاية الازمة في سورية باتت “قريبة جدا” بعد فك الطوق عن مدينة دير الزور.
وقال: “برأيي لا شك في أن نهاية الحرب قريبة جدا” معتبرا أن ذلك “حصل بفضل إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية”.
كوليكوف: كسر الحصار عن دير الزور له أهمية استراتيجية
من جانبه أكد وزير الداخلية الروسي السابق الجنرال أناتولي كوليكوف أن كسر الحصار عن مدينة دير الزور يمثل انتصارا كبيرا للجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة.
ونقلت سبوتنيك عن كوليكوف قوله إن كسر الحصار عن دير الزور “له أهمية استراتيجية للجيش العربي السوري ويعتبر ضربة جدية مؤلمة لتنظيم داعش الإرهابي ويفقد الإرهابيين زمام المبادرة”.
من جهته اعتبر الرئيس السابق لمديرية التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية الجنرال المتقاعد ليونيد إيفاشوف أن النصر الذي حققه الجيش العربي السوري في دير الزور” سيغير ميزان القوى في الشرق الأوسط كله” مشيرا إلى أن إرهابيي تنظيم “داعش” سيضطرون إلى التخلي عن المواجهات المسلحة المباشرة وسيبدأ التنظيم المذكور بالتفكك.
وكان الجيش العربي السوري كسر اليوم الحصار عن مدينة دير الزور بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي إلى الفوج 137.