دمشق-سانا
قيس بطاح الظالمي باحث في شؤون العرب خلال العصر الجاهلي والذي يرى أن هذا العصر هو لبنة اساس للتطور وللحضارة وللثقافة ولو كتب للعرب أن يستمروا بانطلاقتهم لما هبطت سويتهم الحضارية وفق ما اكتشفه من معطيات في الأوابد الأثرية التي قدمت وثائق تدل على ذلك.
وفي حديث خاص لـ سانا الثقافية قال الظالمي : “لقد اخترت مملكة الحيرة لأنها كانت منارة القبائل العربية آنذاك وموئل الثقافة والإعلام والحضارة فالنعمان ابن المنذر هو الذي استقدم المثقفين والشعراء وما قاله النابغة في حضرة النعمان لا يمكن أن يجاريه مسلك إعلامي حتى يومنا هذا”.
ولفت الظالمي إلى أن ما كانت تبتكره الحيرة من وسائل تثقيف لا يجاريها أحد في عصرها وهي لا زالت منارة تبعث إلينا كيف يمكن أن يكون النقد والإعلام والأدب والشعر.
وراى الظالمي ان كل ما يسعى إليه العالم اليوم من تخطيط إداري وأمني وتنظيمي ودبلوماسي كانت الحيرة ترفل به وتتحلى بأسسه رافعة شعار التطور المستمر الذي تجاهله الكثيرون في عصرنا الراهن .
وعن ثقافة المرأة بين الظالمي أنه ثمة شاعرات آنذاك وخطيبات لعبن دورا بنيويا في تربية أبنائهن وفي الأثر الكبير بالمجتمعات القبائلية آنذاك كما كان الرجال مثل برقاش بنت مالك بنت فهم بن غانم الأزدية أخت جذيمة الأطرش وهند بنت حارث الكندي زوجة المنذر بن ماء السماء وأمامة بنت سلمة بنت حارث الكندي وغيرهن ممن كان لهن دور كبير في بناء الحضارة العربية.
وكانت تلك الحضارة بحسب ما أورده الظالمي ليست بمعزل عن الحضارات الممتدة حولها في الجزيرة العربية وسورية وحوض الفرات وكانت مرتبطة مع الجوار الحليف والشقيق بمعاهدات شرف برغم اختلاف الأديان إلا أن اللغة والتراب وماهية الأرض كانت رابطا قويا جعل منهم تاريخا مجيدا.
وأشار الظالمي إلى أن الملوك آنذاك ركزوا على المدارس العلمية والمثاقفة بين العالم وبرز آنذاك الشعراء والمعلقات وذاع صيت سوق عكاظ ولم تقتصر الحضارة آنذاك على الأدب فكان هناك بالطب مسافر بن أبي ابن عبد شمس وفي الجغرافيا أيضا لمع المناذرة وفي تفسير الأحلام والهندسة والكهانة إضافة إلى الزارعة والاقتصاد والتجارة الداخلية والخارجية وتربية الحيوانات والمواشي.
يذكر أن الباحث قيس بطاح هليكي الظالمي من محافظة المثنى العراقية التي سميت باسم المثنى ابن حارث الشيباني قائد معركة ذي قار مختص بالتاريخ من جامعة القادسية ومن مؤءلفاته مملكة الحيرة ودورها الحضاري والتاريخي في بلاد الرافدين قبل الاسلام وتحت الطبع كتاب في تاريخ العراق القديم وشارك في العديد من المنتديات والأنشطة الثقافية في دمشق.
محمد خالد الخضر