واشنطن-سانا
تقف دول الغرب التي غذت الإرهاب في سورية والعراق لسنوات عاجزة أمام تضييق الخناق ومحاصرة تنظيم داعش الإرهابي وتواجه صعوبات كبرى في استهداف مصادر تمويل هذا التنظيم الذي يعتمد وسائل شبيهة بأساليب المافيا تدر عليه الملايين من الأموال في سورية والعراق.
وقال محللون لوكالة الصحافة الفرنسية: “إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي خلافاً لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي اعتمد بشكل شبه حصري على الهبات الخاصة يمارسون عمليات الابتزاز والخطف وتهريب النفط وصولاً إلى الاتجار بالقطع الأثرية.”
وأفاد ايفان يندروك المحلل في مكتب جينز للاستشارات أنه من الصعب للغاية على العقوبات الغربية أن تستهدف مصادر تمويل هذا التنظيم بالمقارنة مع تجفيف منابع أموال تنظيم القاعدة مشيراً إلى أن نظام عقوبات شاركت فيه أكثر من160 دولة نجح في نهاية المطاف في الحد من قدرة تنظيم القاعدة على الحصول على أموال عبر مؤسسات خيرية ومصارف غير أن هذا لن يكون مجدياً حيال تنظيم داعش الإرهابي الذي له مصادر تمويل خاصة به في المناطق التي يوجد فيها.
وقال يندروك : “إن كان بوسع عقوبات مشددة الحد نوعاً ما من حويل الأموال إلى هذا التنظيم من خارج العراق وسورية فإنه من الصعب للغاية تقليص مصادر التمويل داخل مناطق سيطرته من حقول نفطية وشبكات إجرامية وعمليات تهريب.”
وأوضح مسؤول في الاستخبارات الأمريكية طلب عدم كشف اسمه أن تنظيم داعش الإرهابي هو التنظيم الجهادي الأكثر ثراء في العالم ويستمد أمواله من ابتزاز التجار المحليين وفرض ضرائب على سائقي السيارات والشاحنات الذين يسلكون الطرقات في مناطق سيطرته.
ويبقى مصدر الدخل الرئيسي للتنظيم الإرهابي حقول النفط حيث يقوم الإرهابيون ببيع النفط الخام بأسعار زهيدة لدول مجاورة لسورية والعراق ولا سيما تركيا مقابل مبالغ نقدية ومنتجات مكررة وذلك بعد أن كان يعتمد بشكل كلي على الدعم المالي المقدم من مشيختي قطر وآل سعود اللتين سمحتا مع الكويت بتحويل الأموال له.
ويقول لؤي الخطيب الباحث في معهد بروكينغز في الدوحة أن مداخيل التنظيم الإرهابي تصل إلى مليوني دولار في اليوم بفضل مبيعات النفظ المسروق.
وتتغاضى الحكومة التركية عن تهريب النفط السوري والعراقي المشترى من إرهابيي داعش والتي تقول عدت تقارير بأنها تتورط بشكل كبير في إرسال الوسطاء لشراء هذا النفط المسروق ولا سيما أنه يباع بأسعار زهيدة.
إلا أن هاورد شاتز خبير الاقتصاد في مركز راند كوربوريشن للأبحاث يشير إلى أن: “العقوبات المالية ليست فاعلة جداً في تجفيف مصادر تمويله ومن الممكن الحد من عمليات بيع النفط إذا ما شددت تركيا والأردن اجراءات مراقبة الحدود أو تم التعرف على الوسطاء الذين يؤمنون عمليات التهريب.”
وكان أستاذ الاقتصاد الكندي ميشيل شوسودوفسكي كشف في مقابلة أجرتها صحيفة ايدينليك التركية عبر الهاتف الاثنين الماضي أن تنظيم دولة العراق و الشام الإرهابي هو من صنع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي اي ايه وقال: “ينبغى ألا ننسى أن تنظيم داعش هو أحد التنظيمات الإرهابية المرتزقة في سورية المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل السعودية وقطر حيث تتولى دول الخليج مهمة التدريب بالتنسيق والتعاون مع واشنطن” مضيفاً: ” نعلم أن اسرائيل تدعم تنظيم داعش في الجولان وأن حلف الناتو والجيش التركي لعباً دوراً في عملية تجنيد الجهاديين.”