المعرض ورسالة السوريين.. بقلم أحمد ضوا

 

على مدار الحرب الإرهابية على سورية لم يفوت السوريون أيّ مناسبة أو فرصة للتعبير عن حبهم وتمسكهم بوطنهم موحداً عزيزاً شامخا،ً يرفضون الخنوع ويبدون الاستعداد لبذل أكبر التضحيات صوناً لهذه القيم التي حمت سورية على مدى تاريخها العريق والطويل.

في الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي في مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي قال السوريون كلمتهم في اليوم الأول للمعرض بأن إرادة الحياة في سورية لن يستطيع أي كان دفنها وأن سورية ستبقى وطناً ينبض بالحياة، حيث توافد الزوار إلى المعرض بالآلاف لدرجة أن الطريق المؤدي إلى المعرض كان مكتظاً بالزوار الذين قضى العديد منهم أوقاتاً طويلةً للوصول والتعبير عن حبهم لسورية وفرحتهم باستئناف دورات المعرض كدليل على نصر الشعب السوري على أعدائه.‏

لا شكّ أن السوريين يعلمون أن الحرب العدوانية على بلدهم لم تنته بعد، ولكنهم في مقابل ذلك مقتنعون وواثقون أن النصر على يد الجيش العربي السوري وحلفائه في هذه الحرب قد تحقق وينتظر الإعلان الرسمي حين تعود سورية آمنةً مطمئنةً واحدةً موحدةً.‏

من المؤكد أن أعداء الإنسانية والحضارة لن تتوقف حملات عدوانهم على سورية الدور والموقف، وهم يتلونون وفق الظروف والمعطيات والإمكانيات، وبالتالي نحن أمام خيارين الأول الخنوع ورفضه الشعب السوري، والثاني الاستمرار بالحفاظ على دور سورية القومي والإنساني والعروبي والحضاري والثقافي وهو ما عبر عنه مئات الآلاف من السوريين الذين تحملوا أعباءً كبيرةً للوصول إلى مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي.‏

إن مشهد توافد الآلاف إلى معرض دمشق الدولي وخروجهم عن المألوف في التعبير عن حبهم لوطنهم وتصميمهم على أن تكون هذه الدورة مميزة وناجحة بامتياز هي في الوقت نفسه رسالة لكل العالم بدعم الموقف السياسي للدولة السورية ورفض كل المحاولات التي تهدف إلى النيل من سيادة سورية واستقلالية قرارها السياسي والاقتصادي والإقليمي واستعداد لا مثيل له لانجاز انتصار كامل المواصفات تكون فيه سورية المستقبل أقوى وأقدر على مواجهة التحديات ومتابعة دورها الريادي والإقليمي والدولي.‏

في المقابل يجب ألا تكتفي مؤسسات الدولة فقط بالحديث عن تجربة النصر العظيم للشعب السوري في الحرب الإرهابية على سورية، بل بالالتفات إلى الوراء وسد جميع الثغرات والكوات وحالات الخلل التي نفذ منها الأشرار وداعموهم، وهذا هو العمل الأهم والجوهري الذي يحصن سورية وشعبها في المستقبل، فمن المفيد أن نعيد النظر بعمل الكثير من المؤسسات التي تعنى ببناء المواطن السوري، وخاصة منذ الصغر ليكون قادراً في مسيرة حياته على فهم كل الوقائع المحيطة به وعصياً عن الحملات الدعائية والنفسية والإعلام المضلل.‏

أمام مؤسسات الدولة عمل طويل وشاق لإعادة بناء الإنسان والبنيان بشكل يجنب سورية في المستقبل كل محاولات العدوان التي لن تتوقف، ولا حجة لمؤسسات الدولة إطلاقاً فالشعب الذي ينتصر في هذه الحرب الإرهابية العالمية لن يعجز أبداً عن بناء دولته القوية العصرية.‏

انظر ايضاً

ضمن مبادرة “حملة الخير”… توزيع 400 سلة غذائية في مدينة مصياف

حماة-سانا أطلقت فعاليات أهلية واجتماعية في مدينة مصياف مبادرة “حملة الخير”، ‏وذلك بدعم من أبناء …