دمشق-سانا
قصائد لشعراء من سورية ودول عربية تضمنتها مجموعة حديث الياسمين شملت الاشكال الشعرية في مختلف أنواعها .
المجموعة التي تضمنت ثلاثة أجزاء وأقيم حفل توقيع لها في المركز الثقافي في أبو رمانة حفلت بنصوص شعرية في مختلف مواضيع الحياة الاجتماعية مصورة البيئات السورية والعربية على انواعها وفق ما تأثر به أبناء هذه البيئة وانعكاس هذا التأثر على انماطهم الشعرية.
المجموعة الأولى قدمت النثر معتمدة غالبا على الومضة الشعورية حيث حاول كتابها ان يطوروا الفاظها وتعابيرها حتى يرقوا بمستوى القصيدة إلى مستوى الشعر وهذا ما كان موجودا عند اغلب الشعراء كمحمد الدمشقي وماجدة حسن وخلود فرحات من سورية.
أما باقي الشعراء الذين تضمنتهم المجموعة اختلفت نبرتهم الصوتية وأسلوبهم التعبيري الذي ارتبط أيضا بالبيئة وجاءت الأدوات بما يتلاءم مع النمط الحياتي والمعيشي لكل شاعر أو شاعرة في البيئة التي يعيش كما هو الحال عند زهرة النابلي ثابت من تونس وسميحة مذبوح من لبنان وسوزان المصري وسمرا عنجريني من سورية.
كما كان للعاطفة أثر في محتويات المجموعة عند عدد ليس بقليل من شعراء المجموعة كما هو عند سوزان المصري وعليه عيسى ولميس الصالح ومحمد الحلبي من سورية وفادي جمعة وفضيلة ذياب وميرفت أبو حمزة ومنتهى السوداني ومنير ثابت ونشأت أبو حمدان وهيثم رفعت ووليد العايش من مختلف البلدان العربية.
وتتباين نصوص المجموعة بين نثر يصل إلى مستوى الشعر وآخر يذهب الى الخاطرة العاطفية وغيره يقترب من الخطابة الا أن محتوى المجموعة يبشر بميلاد ثقافة إيجابية.
المجموعة الثانية في حديث الياسمين غلب عليها الوزن الخليلي الذي تجلت فيه موهبة الشطرين وقدرة الشعراء على الحضور وارتفاع العاطفة إلى أعلى مستوياتها في العديد من النصوص كما هو عند الدكتور اسامة حمود ومحمد الدمشقي وانتصار سليمان قنبر ورضوان قاسم وريم معروف وريما البرغوثي.
وفي المجموعة أيضا امتزجت الدلالة مع العاطفة وجاء الأسلوب عفويا وشفافا كما هو عند سامر الخطيب وصهيب السيد ذاكر وسمر التغلبي وفارس دعدوش وسهير شعوري وعصام سلمان كما كانت فاطمة سليطين ومحمد موسى وميساء زيدان باتجاه الالفاظ الجزلة والعاطفة الرقيقة التي تنامت تدريجيا مع الحدث الشعوري الذي كان في أغلب النصوص الشعرية وتداعياتها.
المجموعة الشعرية ترتكز على ثقافة شعرية ممتدة إلى الأصالة وإلى العصر الحديث نظرا لتفاوت وسائل النسيج الشعري فبعضها اعتمد على الفاظ معجمية وبعضها الاخر ظل بين البيئة التي يعيشها والعاطفة.
وجاءت اغلب النصوص على البحور التي اعتمدها شعراء العصر الأموي والعباسي كالبسيط والكامل والوافر دون قصد في الانتقاء وذلك وفق ما يضطلع ويتأثر به الشاعر في حياته الثقافية ومناخه الأدبي.
أما المجموعة الثالثة بحديث الياسمين فشملت محمد الدمشقي وأحمد زمام وأحمد ياسين واحلام ملحم وبسمة الاسطواني وحنان مراد وخالد العمر وذكريات حبيب ورغد سليم ورنا عبد الله وزكريا عليو وسلوى فرح وصفاء صالح وفاطمة احمد وفيروز مخول وعبير شباني وعدنان بصل وغفران عربي ونجلاء نجيب ووفاء شقير ورشا فاروق وعبير محمد وربا مسلم.
هذه المجموعة ظلت متأرجحة مع العاطفة في مدارات الشعور الذي سيطر عليه النثر بأغلب الاماكن ثم تسربت موسيقا داخلية على شكل منوع دعته الحركة العاطفية ليكون مرافقا لها كما اختلفت المستويات الفنية فيها وتنوعت على حجم الثقافات التي انعكست على النصوص.
يشار إلى أن حديث الياسمين صادرة عن دار ليندا في السويداء.
محمد خالد الخضر وميس العاني