حمص -سانا
استهوت الطبيعة بجمالها التضاريسي والحسي القاص والشاعر عبدو متري فجسدها في اعماله الادبية التي مازج عبرها بين الفصحى والعامية بأسلوب جذاب.
يمتلك متري المتحدر من قرية فاحل الجبلية في الريف الشمالي الغربي لحمص والمشهورة بجمال طبيعتها الخلابة حس التصوير الفني فهو يقودنا في أعماله الأدبية إلى عالم من الخيال كما في لوحاته القصصية التي جاءت في مجموعة بعنوان “هذيان المختلف”.
يختلف متري في أسلوبه الأدبي عن غيره من الكتاب حيث يقدم سبع عشرة قصة واقعية عايشها ليبوح فيها بمشاعره الصادقة وكأنه يكتب ذاته باسلوب فلسفي متقمصاً شخصيات من الطبيعة الريفية عبر أنسنة الأشياء ومنها قصته “مذكرات بعوضة “و”التميمة والوحش” و”جريمة على السفوح” التي يتحدث فيها عن جريمة قطع الاشجار بلسان شجرة سرو تحزن على رفيقتها شجرة الحور عندما بترتها يد الإنسان القاسية.
أما تجربة متري الشعرية في ديوانه “نايات الخريف ” باللهجة المحكية والذي ضم ثلاثا وعشرين قصيدة فلا تختلف عن نتاجه القصصي الذي يبرز في كليهما انصهاره مع الطبيعة والريف في كل كلمة او تركيبة شعرية كما في قصيدته “باقة ورد ” التي أهداها إلى كل شهداء الوطن الذين جعلوا من الإنسان والأرض قضيتهم.
حب الشاعر لقريته فاحل ألهمه فن الكتابة والشعر فكتب فيها العديد من القصائد الوجدانية والانسانية مقدماً لها عربون المحبة والاخلاص وجعلها محبوبة تعلق بها الشاعر.
عبدو متري من مواليد 1950 يحمل اجازة في الفلسفة وعمل لأكثر من ثلاثين عاماً في مجال التدريس وله مجموعة شعرية بعنوان “دفاتر الغريب”.
حنان سويد