اللاذقية-سانا
بضحكته وحركاته المحببة للأطفال استطاع محمد طريفي أن يدخل قلوب الأطفال ويلامس طفولتهم البريئة عبر شخصية نفتوش التي ابتكرها وطور أدواتها لتكون متواجدة مع الأطفال في أي تجمع أو مكان من خلال عروض وألعاب تفاعلية سمعية وبصرية تنشط أذهانهم وتوسع مداركهم وتنمي في نفوسهم أسس المواطنة الصالحة.
ويجسد نفتوش شخصية مهرج يعتمد على الألوان والجذب البصري للفت نظر الأطفال وشد انتباههم وتأتي هذه التسمية للدلالة على الفرح والإنطلاق حيث يشير محمد طريفي ممثل ومخرج مسرحي لنشرة سانا الشبابية إلى أن نفتوش من الشخصيات المتفردة في محافظة اللاذقية التي تعتمد على الابتكار في التعامل مع الطفل وليس على تقليد شخصية كرتونية اعتادوا رؤيتها في البرامج التلفزيونية المخصصة لهم.
ولفت إلى أن البدايات الحقيقية للشخصية كانت عام 2007 بمشاركتها في الأنشطة الترفيهية التي تقيمها الفرق التطوعية بعد انتهاء أعمالها البيئية والخدمية ضمن الحدائق لذلك كان لابد من وجود شخصية تجذب الأطفال وتروج لمفهوم المكافأة نظير مساعدتهم لتلك الفرق.
ويضيف عندما يؤدي الطفل مهمة أو يبادر لمساعدة الآخرين يجب أن نقول له شكرا بطريقة متميزة وأن ننوه بأهمية ما قام به لنغرس بذور التطوع لديه منذ الصغر ما سينعكس إيجابا على المجتمع بشكل عام ولعل اللعب والترفيه هو خير وسيلة للتعامل مع الطفل بسلاسة ويسر ونظرا لكوني أعمل في المسرح وجسدت شخصية المهرج في أحد الأعمال كان لدي أدوات وإكسسوارات الشخصية واقترحت على الفريق التطوعي الذي عملت معه دمج الشخصية ضمن أنشطته عن طريق تنفيذ أنشطة للأطفال تعتمد على جذبهم بصريا ليروا ما تفعله الشخصية ويحاولوا تقليدها بالإضافة لتنبيه حاسة السمع لديهم لتكوين جمل وأغان لها علاقة بالبيئة والنظافة.
وتابع لقد نجحت الفكرة بشكل لافت وانتشرت الشخصية وتعاونت مع عدد كبير من المجموعات التطوعية والجمعيات الأهلية كنادي الرسم المجاني وفريق قطرات ملونة.
ولفت الفنان إلى أن مسؤوليات نفتوش تضاعفت مع بداية الأزمة نظراً لتوجه الشخصية للتعاطي مع الأطفال المهجرين الذين يحتاجون كل رعاية ودعم نظراً للآثار السلبية التي تركتها الأزمة لديهم ولاسيما في الجانب النفسي وكان هناك تعاون مثمر مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وبطريركية الروم الأرثوذكس في عدد كبير من الأنشطة الموجهة لهذه الشريحة من الأطفال.
كما شارك نفتوش في مبادرة باص العيد التي تتوجه إلى الأطفال ضمن الأماكن الفقيرة والريفية والمناطق المتضررة جراء الأزمة فكان له حصة من هذه المبادرات جميعها من خلال أنشطة غنائية ومسرحية متنوعة تعزز قيم الإنتماء لدى الأطفال وتخلصهم من المشاعر السلبية وتنمي انتمائهم للمحيط.
كما زارنفتوش الأطفال المهجرين في عدد من المحافظات السورية وطرأ تطور ملحوظ على الشخصية منذ انطلاقتها حتى الآن بحسب
طريفي ولاسيما في الأفكار المطروحة خلال الأنشطة فأصبح لنفتوش الحرية في ابتكار ألعاب بعيدة عن توجهات الفريق الذي يتعاون معه كلعبة المرايا ولعبة الأصوات التي توسع مدارك الطفل وخياله بالإضافة لسرد حكايا ومشاهد تمثيلية أمام الأطفال وإتاحة الفرصة لهم لمشاركة في إيجاد حلول للقضايا المطروحة ضمن المشهد الأمر الذي تجسد بشكل حقيقي ضمن الفعالية التي قامت بها مؤسسة المياه خلال العام الحالي لتوعية الأطفال بضرورة الحفاظ على المياه وترشيد استخدامها حيث قدمت فقرة مسرحية تفاعلية قام خلالها الأطفال بتبادل الأدوار مع الممثلين ووضع حلول لترشيد المياه من خيالهم وأفكارهم و كانت تجربة رائعة تدل على التفاعل الكبير الموجود لدى الأطفال مع الشخصية.
وأوضح طريفي أن نجاح فكرته دفعه لتأسيس مبادرة مدتها شهران تدعمها شبكة مبادرون ستنطلق قريبا ويكون نفتوش ركيزتها الأساسية وتقوم المبادرة على زيارة 12 قرية موزعة ما بين ريفي اللاذقية وجبلة لتقديم أنشطة تفاعلية لأطفال كل قرية على مدى يومين تختتم بعرض مسرحي.
وشرح طريفي توجهات المبادرة قائلا تهدف المبادرة إلى ترسيخ مبادئ المواطنة الفاعلة لدى الأطفال عبر طرق مدروسة تبدأ بالتواصل معهم بمرحلة للتعارف وكسر الجمود يليها التفريغ الإنفعالي لتكون المرحلة التالية بعرض تفاعلي يطرح مشاكل الأطفال ومحاولة إيجاد الحلول لها بالتعاون معهم ومع اقتراحاتهم كما نقوم الآن بالتعاون مع مركز دمشق الإعلامي بإنتاج وثائقي صناع الفرح الذي يوثق نشاطات شبان سوريين يقومون بجولات على مراكز الإقامة المؤقتة لإشاعة الفرح ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال عبر مسرحيات وأنشطة متنوعة وأناشيد هادفة والذي سيتم عرضه على الجمهور فور الإنتهاء من تصويره قريبا جداً.
وأوضح طريفي أن نجاح فكرته دفعه لتأسيس مبادرة مدتها شهران تدعمها شبكة مبادرون ستنطلق قريبا ويكون نفتوش ركيزتها الأساسية وتقوم المبادرة على زيارة 12 قرية موزعة ما بين ريفي اللاذقية وجبلة لتقديم أنشطة تفاعلية لأطفال كل قرية على مدى يومين تختتم بعرض مسرحي.
وشرح طريفي توجهات المبادرة قائلا تهدف المبادرة إلى ترسيخ مبادئ المواطنة الفاعلة لدى الأطفال عبر طرق مدروسة تبدأ بالتواصل معهم بمرحلة للتعارف وكسر الجمود يليها التفريغ الانفعالي لتكون المرحلة التالية بعرض تفاعلي يطرح مشاكل الأطفال ومحاولة إيجاد الحلول لها بالتعاون معهم ومع اقتراحاتهم كما نقوم الآن بالتعاون مع مركز دمشق الإعلامي بإنتاج وثائقي صناع الفرح الذي يوثق نشاطات شبان سوريين يقومون بجولات على مراكز الإقامة المؤقتة لإشاعة الفرح ورسم الإبتسامة على وجوه الأطفال عبر مسرحيات وأنشطة متنوعة وأناشيد هادفة والذي سيتم عرضه على الجمهور فور الإنتهاء من تصويره قريبا جدا.
من جهتها قالت هبة أحمد مدربة مهارات إنسانية أنها عملت مع نفتوش في عدد كبير من الأنشطة المخصصة للأطفال لافتة إلى أن أكثر ما يميز هذه الشخصية تعاطيها مع الأطفال بأسلوب يناسب فهمهم وطريقة استيعابهم لدرجة أن المتلقي يظن أن نفتوش هو طفل حقيقي لشدة انسجامه مع الأطفال.
وتتابع اعتمد نفتوش على اللعب لإيصال أفكاره وجذب الأطفال إليه الأمر الذي سيبدو جليا في فيلم صناع الفرح الذي يبرز دور نفتوش في تعليم الأطفال المهجرين كيفية التعاطي والتفاعل مع المكان الجديد الذي يعيشون فيه بعيداً عن بيتهم ومدرستهم وأصدقائهم فكان وجوده مؤثراً جداً في الأطفال الذين يتحلقون حوله في كل مركز أو تجمع يزوره ويوجد ضمنه.
أما زهرة البودي كاتبة ومخرجة فلفتت إلى أن نفتوش استطاع بأدواته البسيطة وروحه المرحة أن يزرع الابتسامة على وجوه أطفال فقدوا أحبتهم خلال الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية نظرا لمهارته الكبيرة في إعادة صياغة الحالة النفسية لهؤلاء الأطفال بصريا وسمعيا وإعطاء الطفل طاقة إيجابية تجبره على التجاوب مع ما تقدمه الشخصية.
ياسمين كروم