دمشق-سانا
بحث المخرج السينمائي الشاب المهند كلثوم من خلال أفلامه في خبايا المجتمع وحالاته الإنسانية وحمل قضية الوطن عبر عدسته ليوصل من خلال الفن السابع روءاه الإخراجية بأسلوب راق ومشوق وليحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير لتكون آخرها شهادة تكريم لأعماله الإبداعية من قبل هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء.
التكريم الذي حصل عليه مؤخراً من الهيئة تعني للمهند كلثوم الكثير كونه ابن شهيد حيث يقول عن ذلك لنشرة سانا الشبابية: “إن هذا التكريم من أجمل وأحب الجوائز التي حصلت عليها فهي جائزتي من المكان الذي عشت وترعرت فيه وهي تكريم من أهلي وبيتي الأول والأخير جائزة لها وقع خاص على الصعيد المعنوي والإنساني والنفسي ومقدمة من أطهر مكان في سورية والعالم.”
وعن عمله يوضح: “إنه يهتم بقضايا المجتمع مبتعداً عن النمطية ويطرح بطريقة سينمائية بعيدة عن المباشرة القضايا والحلول تاركاً للصورة دورها في أن تحكي الواقع المعاش.”
وعن التجربة الشبابية الإخراجية في سورية يقول: “يحتاج النشاط الشبابي السينمائي إلى أن يكون مدروساً بطريقة أكاديمية يدعم إمكانات الشباب ويساهم بتفجير طاقاتهم من خلال إتاحة الفرص لمستحقيها” مؤكداً ضرورة اتباع دورات تأهيلية متخصصة للتعرف على مدارس السينما وأخلاقياتها ومبادئها ومواكبة الحراك الشبابي الجيد لإنعاش السينما السورية.
وعن أعماله المستقبلية بيّن المهند إنه يعمل منذ سنة تقريباً على موضوع الطفل السوري واحتياجاته في ظل الأزمة الراهنة وإعادة إعمار الإنسان من خلال أفلام وثائقية وروائية قصيرة عن الطفل حيث عمل مسارات سورية لدعم الطفولة مع مشروع مسار التنموي كما أنه يجهز حالياً فيلم بيكو درامي وهو فيلم وثائقي ممزوج مع مشاهد تمثيلية تحكي مأساة ومعاناة الطفل السوري من التهجير ومنعه من التعليم في ظل الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية والتأثيرات السلبية عليه.
لـ المهند نشاطات سينمائية متنوعة فقد أخرج فيلماً قصيراً بعنوان (لماذا) عام 2004 في أوكرانيا مدته 7 دقائق يتحدث عن شاب يرحل من الريف إلى المدينة محاولاً كسر الحاجز الذي يفصله عن العالم الجديد وفيلماً قصيراً بعنوان (يلا نلعب) عام 2006 يتحدث فيه عن شاب يبحث عن نصف قلبه مدته 9 دقائق إضافة إلى فيلم وثائقي بعنوان (اليوم الأول واليوم الأخير) عام 2007 في أوكرانيا من تأليفه وإخراجه يتحدث عن المفارقات بين البلاد التي تعيش السلم والبلاد التي تعيش الحرب و(الدمار ليلة رأس السنة) مدته 30 دقيقة وكذلك فيلم قصير بعنوان (أمل إيمان حب) إضافة إلى فيلم تسجيلي بعنوان (البرزخ) 2011 عن الجولان السوري المحتل ومدته 3 دقائق.
وفيلم وثائقي بعنوان (راية وطن) لعام 2012 وهو ثوثيق للمراحل التاريخية التي مر بها علم الجمهورية العربية السورية والتغيرات التي طرأت عليه خلال المراحل السياسية والزمنية التي رافقت تبديل العلم مدته35 دقيقة وفيلم روائي بعنوان (توترعالي) عام 2013 يتحدث الفيلم عن محاولة سينمائية للدفاع عن سكان العشوائيات بعدما شوهت الدراما السورية معظم تلك المناطق من خلال قصة حب تجمع بين شاب يعمل كفني إضاءة بشركات الدراما وفتاة قادمة من الريف لدراسة فن المسرح في دمشق مدته 30 دقيقة.
وفي 2013 أخرج المهند أيضاً الفيلم الوثائقي (ناداهم البرق) وهو عبارة عن توثيق لمخيم راية الشهيد لأبناء وبنات شهداء الجيش العربي السوري الذي أقيم في منطقة دريكيش وتم افتتاحه في دار الأوبرا بدمشق ضمن فعالية (راية الشهيد) إضافة لفيلم ديكودراما (صناعة الحرير السوري) 2013 مدته 10 دقائق وهو عبارة عن توثيق لصناعة الحرير على الدولاب اليدوي.
كما عمل المهند على إخراج فواصل تلفزيونية (أعمدة النور) والتي تحاكي القيم السامية لشهداء الوطن الذين وقعوا رسائل حبهم السرمدي لوطنهم بدمائهم الطاهرة فارتقوا أعمدة نور ممتدة من هذه الأرض المباركة إلى السماء.
وشارك المهند بمهرجانات سينمائية دولية وعربية عديدة منها مهرجان الفيلم الفلسطيني الدولي في شيكاغو ومهرجان المرأة المسلمة في روسيا ومهرجان الفيلم العربي للفيلم القصير في لبنان ومهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس ومهرجان الكاميرا العربية روتردام في هولندا ومهرجان مالمو للأفلام العربية.
كما كرم من قبل العديد من السفارات والقنصليات العربية وحتى من الجاليات العربية والأجنبية الموجودة في أوكرانيا حيث حصل على جائزة السنبلة الذهبية للأقلام الحرة في أوكرانيا وجائزة المغترب السوري المبدع لعام 2010 في أوكرانيا وذلك عن دوره المتميز بنشر الثقافة والفنون السورية وإطلاع الشعب الأوكراني على الحضارة والثقافة السورية العريقة إضافة إلى جائزة المغترب السوري المبدع للمرة الثانية لعام 2012 في أوكرانيا عن فيلم (البرزخ) .
يشار إلى أن المخرج السينمائي المهند كلثوم حاصل بكالوريوس في فنون الإخراج التلفزيوني والسينمائي وماجستير في الإخراج التلفزيوني والسينمائي من أكاديمية خاركوف الحكومية الأوكرانية ويعمل حالياً على التحضير لرسالة الدكتوراه فيها.
لمى الخليل