مشاركون في ندوة بدار البعث: النهوض بالواقع الحالي للمجتمع السوري وتجاوز مفرزات الأزمة- فيديو

دمشق – سانا

أكد المشاركون في ندوة أقامها المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي أهمية وضع أسس للنهوض بالواقع الحالي للمجتمع السوري وتجاوز مفرزات ومنعكسات الأزمة واستنباط الحلول بمواجهة الجهل والتخلف والفكر الظلامي المتطرف.

وطرح المشاركون خلال الندوة التي أقيمت في دار البعث اليوم تحت عنوان “فكرة التقدم ومآلاتها السياسية والاجتماعية والفكرية” عددا من التساؤلات أبرزها “هل ما زالت فكرة التقدم واقعية وممكنة في ظل تردي الوضع الاقتصادي أو الانفتاح الإخباري ولا سيما في عالم الانترنت” و” ما هو دور علماء ورجال الدين في تعزيز الفكر التقدمي وصون حرية الاختلاف في الرأي” و”مدى عزلة النخب المثقفة عن المجتمع”.

وطالب المشاركون بـ “إطلاق عملية إصلاح فكري في مواجهة كل الموروث القديم الذي أثبتت التجربة خطأه ودحض وتفنيد كل مكونات الفكر الظلامي المتطرف”.

وقدم الدكتور محسن بلال عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب التعليم العالي شرحا حول كيفية الاستفادة من الفكر التقدمي من خلال تجارب الأحزاب في عدد من الدول مثل إيطاليا وفرنسا ومحاولات الإمبريالية العالمية ترتيب التحكم في دول العالم وقال “نحن في أزمة حياة أو موت ولا بد من دراستها بجميع المستويات ولا سيما أننا أمام عالم جديد “.

ودعا الدكتور بلال إلى”البحث عن حلول للخروج من المأزق الذي تعيشه المنطقة وإعادة القيم للشعوب في ظل هيمنة الامبراطوريات كالولايات المتحدة التي يقودها شخص أرعن تحكمه شركات السلاح والاستخبارات وهو الأمر الذي يشكل خطرا على السلام العالمي وخاصة إذا علمنا بالعدد الكبير من القواعد العسكرية المنتشرة في اغلبية دول العالم والتي تديرها الولايات المتحدة”.

وأشار الدكتور بلال إلى أن الرسالة التي يجب أن “توجه للأجيال القادمة هي كيفية تحصين أنفسهم علميا ووضع خطة عملية تقدمية تضمن لهم العيش في ظل معاني الكرامة والوحدة والسيادة ” مؤكدا أهمية التفكير بالسلام الاجتماعي والسلام بين الدول في مواجهة الأهداف التي تسعى الإمبريالية الأمريكية المتوحشة لتحقيقها.

من جانبه رأى الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام أن بحث مسألة التقدم يجب أن يستند إلى علاقته بالوجود البشري وليس بالإيديولوجيات وبنائه على ثلاثة أركان هي “المفهوم والأهداف ومشكلة قياس التقدم أو المعايير” موضحا ان التقدم هو “اعتقاد يجب أن ينتقل من حالة موجودة إلى حالة افتراضية شريطة انتقال الواقع بمجمله وبكل أركانه”.

بدوره أكد الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد حنين نمر أنه “لا يمكن أن يكون هناك تقدم دون وجود حامل إيديولوجي في مواجهة أخطر هجوم إمبريالي رجعي في العالم” وقال “إن الإمبريالية تسعى مجددا لترسيخ عوامل التخلف والرجعية حيث لم نتمكن من تكوين تيار تقدمي عريض يستند إلى أحدث ما توصل إليه الفكر البشري”.

وبين نمر أن “أزمة الرأسمالية في العصر الراهن لا تزال أزمة حقيقية وقائمة ولكن هذا لا يعني أنها ستنهار غدا ” داعيا إلى البحث عن الأسباب الحقيقية لاستمرار الرأسمالية وإمكانيات انهيارها بصفة عامة مقارنا ذلك بالتجربة السوفييتية التي قدمت خلال سبعين عاما انجازات فشلت في انجازها الرأسمالية.

من جهته تساءل وزير الإعلام المهندس محمد رامز ترجمان عما قدمه المثقفون والتقدميون والمؤسسات للأجيال الناشئة وخاصة جيل الشباب الذي يعول عليه لبناء سورية المستقبل، مشيرا إلى أن “الوزارة تسعى لأن يكون الإعلام السوري إعلاماً وطنياً جامعاً يعمل على زيادة الوعي في المجتمع ونشر الثقافة وتعميق الانتماء الوطني “.

وقال الوزير ترجمان “إذا أردنا بناء خطاب تقدمي جامع في المستقبل علينا التركيز على الشباب” مشيرا إلى أن هناك سلطة خامسة تتمثل بسلطة مواقع التواصل الاجتماعي الامر الذي يفترض تأطيرها بطريقة مناسبة للحفاظ على الشباب السوري.

وبين وزير الإعلام أن “سبب صمود سورية هو إيمان الشعب السوري بهويته العربية السورية حيث بات واضحا للجميع أن هذا الشعب محصن بشكل كبير تجاه المخطط والمؤءامرة التي تحاك ضده حيث هب بغالبيته للتصدي للإرهابيين”.

واعتبر مدير عام دار البعث الدكتور عبد اللطيف عمران أن “فكرة التقدم هي نظير فكرة العقلانية والعلمية والحداثة بنزعتها الانسانية وهي على المحور الأفقي وليست على محور الزمن وهو ما كان محل خلاف من قبل العديد من المفكرين عبر الزمن”.

ولفت الدكتور عمران إلى أن هذه الندوة مهمة جدا ولا سيما أنها تسلط الضوء على العديد من القضايا المتصلة بالأزمة في سورية وكيفية النهوض بواقع الشباب والمجتمع ككل .

من جهته أشار يحيى الناصح عضو لجان المشروع الوطني لتطوير المناهج في وزارة الأوقاف إلى أن ابتعاد الأمة عن هويتها يتمثل بظهور هؤلاء القتلة والإرهابيين والمرتزقة الذين لبسوا لباس الدين وخالفوا جميع نصوص السلم والسلام.

حضر الندوة عدد من مديري المؤسسات الاعلامية والمثقفين والمهتمين بالشأن السياسي والثقافي.