دمشق-سانا
تكريما لدورهم الثقافي والإبداعي خلال سنوات الأزمة التي تشهدها سورية كرم منتدى يا مال الشام الثقافي مجموعة من الأدباء والاعلاميين والمسرحيين والموسيقيين خلال مهرجان منوع في غاليري نوى بدمشق القديمة مساء أمس.
وشملت قائمة المكرمين الشعراء محمد الخضر وسوزان ابراهيم والدكتور ماجد قاروط وخالد درويش وهناء أحمد والاعلاميين سعاد زاهر ولمى علي وسوسن سلمان وسلوان حاتم وفي المسرح كفاح زينة وفي الموسيقا علاء صندوق.
وعن هذا المهرجان التكريمي قال جوزيف اليان مدير منتدى غاليري نوى لـ سانا إن الفعاليات التي يديرها الفنان أحمد كنعان في مهرجان يا مال الشام تضمنت تنوعا إبداعيا من الشعر والموسيقا وفقرات خاصة بالأطفال في تحد للازمة لافتا إلى أن هذه الفعاليات التي تعكس حقيقة الشعب السوري لا يمكن أن تتوقف مهما واجهت من ظروف صعبة.
وأضاف إن المنتدى استمر بالعمل الثقافي برغم شدة التحديات وواكب كل الفعاليات الثقافية حيث حضر مهرجان يا مال الشام لفيف من الادباء السوريين والعرب وكانت موادهم التي قدموها تعبر عن مدى انتمائهم وحبهم لسورية ورفضهم لما تتعرض له.
في حين قال مدير المهرجان احمد كنعان إن يا مال الشام منذ انطلاقته الأولى في بيروت استقطب كثيرا من الأدباء العرب والسوريين حتى بعد نقله إلى دمشق بصورة تعكس تصميم المبدعين على الحضور والتحدي ما دفع شعبة المبدعين العرب لتكريم الكتاب والأدباء الذين شاركوا بالمهرجان الاخير لمنتدى يا مال الشام اعترافا بجهودهم ودورهم في إغناء صورة المهرجان ونقل صورته إلى سورية والوطن العربي.
ونوه مدير المهرجان بدور وسائل الإعلام الوطنية التي قامت بتغطية فعاليات يا مال الشام ومواكبة نشاطاته باعتباره جزءا مهما مما تشهده الساحة الثقافية السورية في ظل الأزمة وتداعياتها.
وعن تكريمه في المهرجان قال الشاعر والناقد الدكتور ماجد قاروط إن التكريم في ظل هذه الأزمة التي تعيشها سورية هو إعادة لترتيب البيت الداخلي الثقافي في بادرة مميزة يقوم بها المعنيون من شعبة المبدعين العرب والإداريين في مهرجان يا مال الشام ما يدل على حالة صحية في ثقافة البلاد لافتا إلى أهمية دور الاعلام في مواكبة الثقافة.
أما الشاعرة والمكرمة ليندا ابراهيم فرأت في المهرجان فرصة للقاء المواهب من مختلف المستويات ما يشيع جوا أدبيا في هذه الأوقات العصيبة وخصوصا في دمشق القديمة ليحملوا هذا الطابع الأزلي الذي تكنه دمشق بين جوانحها معتبرة أن المهرجان فرصة للقاء وتلاقح التجارب الأدبية تجسدها فكرة التكريم التي بادرت اليها شعبة المبدعين العرب في سورية في دعوة الى التطور والمواكبة والمتابعة.
في حين قالت الأديبة المكرمة سوزان ابراهيم إن ظاهرة التكريم في هذه البقعة من دمشق التي طالتها قذائف الإرهاب صرخة ضد الموت واغنية للحياة.
ورأت الأديبة جمال طنوس في مهرجان يا مال الشام إصرارا شديدا على الحضور الثقافي وتميزه برغم ما يحاوله المتآمرون على سورية وتعبيرا عن شعور المشاركين بأن دمشق لا يمكن أن تكون إلا عاصمة المقاومة والنضال.
وتناوب الشعراء المكرمون في إلقاء مجموعة من نصوصهم الشعرية التي تضمنت حب الوطن ومدى انتمائهم له خلال هذه الازمة وتحديهم لكل ما يدور معلنين تمسكهم بالحياة التي يحاول ان يسلبهم اياها الطامعون.
وألقى الشاعر قاروط مجموعة نصوص شعرية عبرت عن حبه الكبير لسورية ورفضه للازمة فقال في قصيدته /فصل الانتحار/..
“ترى من سيبقى بقربي.. حين يوشوش في أذنيك الرحيل.. لمن ستغني الكراسي.. لمن سأقول مساؤك صبح لدي.. تنسفك الباب حتى الطريق” وقدمت سوزان ابراهيم مجموعة من نصوصها الشعرية التي ظهر في الفاظها وتعابيرها التفاوءل بالامل والحياة فقالت في نصها رتوش.. “رجوته ألا يؤطر اللوحة..قد يخطر لي هذه الليلة ان أذهب للسفر معه”.
وألقى الشاعر المكرم خالد درويش مجموعة من نصوصه الشعرية التي تعبر عن فرحه بالتكريم وعن تفاؤله بمستقبل مشرق اضافة الى نصوص غزلية تحمل رموزا ودلالات ضمن حداثة شعرية يريد ان يعبر خلالها عن محاولته لتطور القصيدة فقال في نصه بهاء..
“وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى .. كنت انا فقط اتبع بهاءك”
كما قدم الشاعر محمد الخضر مجموعة من قصائده التي عبر خلالها عن أهمية الصمود ضد كل من يحاول النيل من سورية معتمدا بحور الشعر الخليلية فقال في قصيدته دمعة يتيم.. “ونخطف دون أن ندري بشيء .. يورطنا ولا ندري إلاما ويسلبنا صديق ما لدينا .. أولئك يا ابي كانوا كراما على وهم التحرر كل نذل .. وجاسوس يبعثرنا اقتحاما”.
وفي نهاية المهرجان قدم احمد كنعان تشاركه الشاعرة ليندا ابراهيم ممثلة لشعبة المبدعين العرب شهادات تقدير وتكريم للمشاركين والاعلاميين الذي ساهموا في انجاح المهرجان اضافة الى عزف موسيقي رافق فعاليات المهرجان من العازف الشاب علاء صندوق.