باريس-سانا
أكد الكاتب الفرنسي جان بيير بيران أن دول الخليج دعمت بشكل مباشر وغير مباشر تنظيم “داعش” الإرهابي وتعامت عن الدعم المالي الكبير الذي كان يوجه إليه من قبل مواطنين فيها.
وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة الليبراسيون اليوم تحت عنوان الثروة الهائلة لتنظيم الدولة الإسلامية “إن التنظيم الإرهابي “دولة العراق والشام” استفاد من مساعدات مالية من الجهات المانحة الخاصة في دول الخليج مثل الجماعات السلفية في الكويت التي دعمت العديد من التنظيمات التي تقاتل في سورية”.
ونقل الكاتب عن توبي ماتيسين الباحث في جامعة كامبريدج البريطانية قوله إن “تنظيم /الدولة الإسلامية/ لم يكن ليفرض نفسه لو لم تكن دول الخليج أغمضت عيونها عن تمويله” معتبرا أن “دول الخليج تعمل بعقلية لا تفكر بالنتائج فهم كانوا يريدون أن يسقطوا الحكومة السورية والآن يواجهون أناسا يريدون الاستيلاء على مكة والمدينة”.
وأشار الكاتب إلى أن تنظيم “داعش” يعتمد إلى جانب التمويل الخليجي على عدة مصادر لتنفيذ عملياته وتوسيعها من بينها السرقة حيث تمت سرقة ثلاثة بنوك كبيرة في الموصل بلغت حصيلتها 429 مليون دولار يضاف إليها “عائدات الفديات” من خطف الرهائن والابتزاز.
وأوضح الكاتب أن أموال بيع النفط تشكل عائدات كبيرة للتنظيم في تمويل عناصره إضافة إلى الاستيلاء على منتجات السكان وخاصة القطن والقمح وبيعها وتهريبها لافتا إلى أن هذه الأموال ساعدت التنظيم الارهابي على استقطاب العديد من الإرهابيين الذين ينتمون لتنظيمات إرهابية أخرى.
واعتبر الكاتب أن الكثير من الدبلوماسيين وأجهزة الاستخبارات والباحثين الذين يراقبون صعود تنظيم “داعش” الإرهابي يؤكدون أنه “لم يحصل أبدا أن تجمعت في أيد سيئة أموال كثيرة كهذه” وهذا ما يشكل خطرا كبيرا حيث يتم تقديم إغراءات مادية كبيرة لتجنيد إرهابيين جدد.
يذكر أن العديد من التقارير الاستخباراتية والاعلامية أكدت وبشكل موثق قيام ممالك ومشيخات الخليج وعلى رأسها نظام آل سعود ومشيخة قطر بدعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية المسلحة التي عاثت قتلا وتخريبا في سورية على مدى السنوات الماضية بالمشاركة مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في فرنسا وبريطانيا وبالتآمر مع حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة رجب طيب أردوغان.