طهران-سانا
أكد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني أن سياسات الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين أدت إلى انتشار ودعم الإرهاب في المنطقة.
وقال بروجردي خلال لقائه في طهران اليوم مارتين تلابا مساعد وزير الخارجية التشيكي: “إن تقسيم الإرهاب إلى جيد وسيىء من قبل أمريكا لا يساعد أبدا على اجتثاث الإرهاب من المنطقة”.
وأشار بروجردي إلى أهمية استمرار المشاورات بين إيران وتشيكيا حول القضايا الإقليمية والدولية وقال:”إن تبادل الآراء بين المسؤولين السياسيين والبرلمانيين في إيران وتشيكيا يساعد على الفهم الصحيح للقضايا الإقليمية”.
وأضاف”إن تطوير العلاقات بين إيران وتشيكيا يحظى بالأهمية الكبيرة” مشيرا إلى الفرص والأرضيات السياسية والاقتصادية الواسعة المتاحة في مختلف المجالات بين البلدين.
من جانبه أكد مساعد وزير الخارجية التشيكي أن إيران بلد مهم في المنطقة ومعالجة المشاكل الإقليمية لاسيما مكافحة الإرهاب غير ممكن بدون مشاركتها.
وأعرب تلابا عن أمله في التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد مشيرا إلى أن المسؤولين التشيكيين يتابعون المفاوضات النووية بتفاؤل.
كما دعا تلابا إلى تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري وتوسيع التبادل البرلماني بين البلدين.
وأكد بروجردي خلال استقباله في طهران اليوم رئيسة اللجنة الدفاعية في الجمعية الوطنية الفرنسية باتريسيا ادام أن تنامي قوة التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق واتساع دائرة نشاطها في المنطقة يعود إلى دعم أمريكا وحلفائها الإقليميين لهذه التنظيمات خلال الأعوام الماضية مشددا على أن الولايات المتحدة تهدف من وراء تشكيل تحالف دولي بذريعة التصدي لتنظيم “داعش” الإرهابي إلى تحقيق مصالحها وليس مكافحة الإرهاب.
وانتقد بروجردي عدم اتخاذ أمريكا وحلفائها أي إجراءات لمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة خلال السنوات الماضية التي شهدت ارتكاب هذه التنظيمات جرائم وحشية بحق شعوب المنطقة لافتا إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي يرتكب جرائمه في المنطقة منذ عدة سنوات فلماذا لم تتخذ أمريكا وحلفاؤءها أي إجراء ضدهم لو أنهم يسعون فعلا إلى مكافحة الإرهاب بالمنطقة.
وذكر بروجردي بالتحالف الدولي في أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 مؤكدا أن التجربة التاريخية تبرهن على أن أمريكا تسعى من خلال هذا الإجراء إلى تحقيق مصالحها وليس مكافحة الإرهاب.
وحول الملف النووي الإيراني أكد بروجردي أن أي إخفاق قد تشهده المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد سيكون بسبب الأطماع الأمريكية المرفوضة مشيرا إلى أن بلاده التزمت دوما بتعهداتها ضمن معاهدة حظر الانتشار النووي وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار بروجردي إلى العلاقات البرلمانية بين إيران وفرنسا والتقلبات التي شهدتها هذه العلاقات خلال الأعوام الماضية قائلا : “إنه نظرا إلى المكانة الخاصة للبرلمانين الإيراني والفرنسي على الصعيد التشريعي فإن قدرتهما على الإشراف على المؤسسات التنفيذية المتعلقة بتنمية العلاقات البرلمانية يمكن أن تسهم بدور مؤثر في تسهيل العلاقات الحكومية”.
بدورها أشارت ادام إلى الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط موضحة أن بلادها مطلعة على الخطر الذي تشكله التنظيمات الإرهابية على السلام والأمن الدوليين وأن الجمعية الوطنية الفرنسية تسعى إلى إصدار قوانين خاصة تحظر انضمام الرعايا الفرنسيين لهذه التنظيمات الإرهابية.
وأعربت ادام عن ارتياحها لزيارة إيران وأشارت إلى مهمتها في السعي إلى توفير الأرضية اللازمة للنهوض بمستوى التعاون البرلماني بين البلدين مضيفة أن فرنسا تتطلع إلى تطوير العلاقات الثنائية في كل المجالات السياسية والاقتصادية.
وفي سياق متصل أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الإجراءات التي تتخذ اليوم لمكافحة التنظيمات الإرهابية تأتي لحرف الرأي العام العالمي عن الدعم الذي تم تقديمه لهذه التنظيمات من قبل بعض الدول.
وقال عراقجي في تصريح له اليوم على هامش الاجتماع السنوي الـ 53 للمنظمة القانونية الاستشارية لآسيا وإفريقيا “الكو” الذي عقد اليوم في طهران: “إن العالم يعترف بدور إيران في إرساء أسس الأمن والاستقرار في المنطقة ” مشيرا إلى ما تقوم به بلاده على مختلف الصعد الرسمية وغير الرسمية للحفاظ على وحدة العالم الإسلامي ومكافحة الارهاب.
وأوضح عراقجي أن نشاطات إيران تأتي في إطار الجهود التي تبذلها للكشف عن الوجه الحقيقي للتنظيمات الارهابية التكفيرية التي لا تمت للاسلام بصلة والتي طفت على السطح خلال السنوات الأخيرة مدعومة من بعض دول العالم.
يذكر أن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد ستستأنف في نيويورك في الثامن عشر من الشهر الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.