الأغنية الشعبية الدمشقية.. ندوة وأمسية موسيقية في ثقافي أبو رمانة

دمشق -سانا

الأغنية الشعبية الدمشقية عنوان الندوة والأمسية الموسيقية التي استضافها المركز الثقافي العربي في أبو رمانة مساء اليوم في اختتام فعاليات أيام التراث السوري الرابع.

وتحدثت مديرة التراث الشعبي أحلام الترك بوزارة الثقافة في مستهل الندوة عن ارتباط الأغنية الشعبية بمجموعة من البشر في منطقة معينة لتعبر عن عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم المحلية وانتماء هذه الأغنية للبيئة المحيطة موضحة أن الأغنية الشعبية تتعرض للإضافة والتعديل مع كل جيل لتتماشى مع القيم الجديدة.

وتتسم الأغنية الشعبية بحسب الترك بأنها ليس لها مؤلف محدد وبكونها ذات حن سهل وبالصلة الوثيقة بين اللحن والكلمة.

ثم قدم الباحث الموسيقي أحمد بوبس لمحة عن الأغنية الشعبية الدمشقية خصائصها وأنواعها مبينا أنها خلاصة للذاكرة الشعبية وتتصف بالبساطة ماساعد على تداولها وانتشارها وأغلب أغانيها جاء على شكل الطقطوقة حيث تتضمن جملة موسيقية واحدة وتتألف من كوبليه “مطلع الأغنية” ومذاهب مستعينا بشواهد غنائية مسجلة بصوت الفنانة القديرة هدى شعراوي.

ولفت بوبس إلى أن الأغنية الشعبية الدمشقية كانت تؤءدى في أغلب الأحيان من النساء في جلساتهن ونزهاتهن بمرافقة آلات بسيطة كالعود والدربكة والصاجات إضافة إلى أداء النسوة خلال الغناء للرقصة الشعبية الشامية المعروفة.

وتنقسم الأغاني الشعبية الدمشقية لنوعين بحسب بوبس الأول أغاني النزهات والتي عبرت عن تفاصيل بسيطة ودقيقة مستمدة من نزهات النساء مثل أغنية /طيب مقلي هالبيتنجان/ التي كانت تغنى خلال الإعداد لأكلة المقالي أو أغنية /سرقوا السلة/ وتحكي عن سيدة تعرضت لسرقة سلة نزهتها بأسلوب طريف والأغنية الجماعية /تمختر يا أبو الجبة/ والتي كانت النساء الدمشقيات يغنينها في نزهاتهن حيث كن يسألن بعضهن خلالها عن مهن أزواجهن.

أما أغاني السهرات فهي كما بين بوبس أكثر طربا وثقلا من أغاني النزهات ويغلب عليها طابع الأهازيج الشعبية وكانت تؤءدى عادة خلال لقاءات النساء بعد فترة العصر في البيوت وهي غالبا ما تتحدث عن الحب إما بتصريح مباشر كأغنية /بالي معاك/ أو بشكل غير مباشر كأغنيتي /رمانك يا حبيبي/ و/ناعم هالريحان/ مشيرا إلى أغان تحمل طابع المساجلة بين النساء كاغنية /تعي عالفي/ في المقارنة بين فضائل السمر والبيض وأغان أخرى تظهر جمال الأنوثة ودلالها كأغنية /يا قضامة مغبرة/.

ورأى بوبس أن الأغنية الشعبية الدمشقية لم تعرف الكثير من الاهتمام من قبل الموسيقيين والمطربين الكبار الذين لم يحرصوا على إحيائها باستثناء بضعة أعمال للمطرب الكبير صباح فخري استقاها من التراث الدمشقي لافتا إلى الإسهام الكبير الذي قدمه الفنان الكبير الراحل مصطفى هلال في حفظ الأغنية الدمشقية من الضياع ولا سيما عبر برنامجه /من نشوة الماضي/ طوال ثلاثين عاما.

ثم قدم الفنان سومر نجار برفقة العود والمغنية عبير الصايغ وصلة من الأغاني الشعبية الدمشقية بدءا من /بيلبقلك شك الألماس/ ثم قدما على طريقة الغناء الثنائي أغنية / يلي عليكي كتر الدلال يا حلوة انزلي/ وسط تفاعل لافت من الجمهور بما فيها من معان جميلة مستقاة من تفاصيل الحياة الدمشقية وأغنية /عالصالحية يا صالحة/ والأخيرة غناها نجار والصايغ بطرق عدة أديت عبرها هذه الأغنية.

انظر ايضاً

“عائلتي”… ورشة حوارية في المركز الثقافي العربي بطرطوس

طرطوس-سانا نظم المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس – قسم ثقافة الطفل – الورشة الحوارية (عائلتي)