دمشق-سانا
تركز الحوار المفتوح “حروب القرن الحادي والعشرين” الذي نظمته اليوم جمعية سورية المدنية في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة في دمشق حول الاستراتيجيات والتكتيكات والمعطيات التي استخدمت في الحرب على سورية وانعكاساتها على مستقبل العالم.
الكاتب والمحلل السياسي ميخائيل عوض رأى أن القواعد والمعطيات والاستراتيجيات التي أرستها الحرب المعلنة على سورية تختلف عما شهدته الحروب عبر التاريخ وقال “لن تنشأ حرب بعد الان إلا وفيها سمات وتجربة الحرب على سورية” على الاقل طيلة القرن الحادي والعشرين.
وسلط المحاضر الضوء على بطولات الجيش العربي السوري الاسطورية وصمود الشعب وحكمة قيادته معتبرا أن أحداثا كثيرة تجري حاليا تشهد على انتصار سورية منها تصريحات لمسؤءولين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال عوض إن سورية قاربت على انجاز نصرها وهي قادرة على النهوض وإعادة البناء وكل المؤشرات تؤكد أنها بدأت عمليا بذلك ولم تنتظر انتهاء الحرب” مبينا أن سورية تمتلك عوامل مهمة لمرحلة اعادة الأعمار منها ثروتها البشرية وشعبها المبدع المنتج ووحدتها الوطنية ومؤسساتها التي لم تتعطل رغم كل الظروف.
وأضاف إن سورية بعد نصرها “سيكون لها دور قيادي وريادي في إعادة تصميم المنطقة وهذه حقائق تاريخية مسنودة إلى طبيعة شعبها وقدرة جيشها وحكمة قيادتها” معتبرا أن لسورية كامل الحق بالمطالبة بتعويضات ممن دعم الإرهاب وموله وتورط بالحرب عليها و” أنها ستحصل على جزء كبير منها”.
وحول وصفه للحرب على سورية بالعالمية والعظمى بين المحلل السياسي أن الأسلحة وساحة الاشتباك والجيوش التي استخدمت فيها كانت “عالمية بكل المواصفات” وهي عظمى لان نتائجها ستغير العالم ومن هذه التغيرات أن أمريكا لم تعد تسيطر على العالم والنظام العالمي الاحادي انتهى.
وأشار رئيس الجالية السورية في الكويت الدكتور دانيال بولص في تصريح لسانا إلى أهمية مثل هذه الحوارات والمحاضرات في الوقت الراهن ولا سيما ان سورية تعيش حالة الانتصار وانتهاء الازمة لذلك كل ما يقدمه المحللون والمفكرون “مهم جدا” لإظهار حقيقة ما جرى ويجري في سورية التي تعرضت لهجمة كونية وحققت النصر بفضل بسالة جيشها وحكمة قائدها.
بدوره رأى الاعلامي الدكتور فايز الصايغ ان الحرب التي شنت على سورية يمكن تسميتها “أم الحروب” لكن الشعب السوري أسقطها بفضل وعيه الوطني والنظام السياسي الملتصق بقضايا الناس لافتا إلى أهمية المحاضرات والمنتديات في ايصال الافكار لعامة الشعب كي لا تبقى حبيسة الكتب وتصل الى أوسع قاعدة ممكنة مبينا أن الكاتب عوض عايش التفاصيل وواكب الحدث واستطاع ان يستخلص منه جملة من العبر المفيدة.
من جانبه بين رئيس مجلس ادارة جمعية سورية المدنية طارق الاحمد “إن الجمعية تحرص على العمل في المجال الفكري لرفع منسوب الوعي عبر طرح الرأي والرأي الاخر وهنا تكمن سوريتنا الحقيقية التي فيها التنوع والاختلاط والانفتاح على كل الآراء والثقافات” مشيرا الى ان الإعلام إحدى الادوات التي حوربت بها سورية إضافة إلى الحرب على ثقافتها واقتصادها ويجب تسليط الضوء على كل ذلك وكما أن الجيش العربي السوري يخوض معركة عسكرية للقضاء على الارهاب ودورنا كمجتمع ان نخوض معركة الوعي لمحاربة الجهل.
وبينت الدكتورة ربا ميرزا عضو مجلس ادارة الجمعية ان الجمعية تركز في حوارها اليوم على المجال السياسي بعد ان نظمت نشاطات قانونية وتعليمية لتسليط الضوء على المستجدات الحاصلة على الساحة المحلية والدولية معتبرة أن ما يحدث لا يستهدف سورية فقط بل هي حروب على العالم من أجل تغيير خريطته.
وميخائيل عوض من مواليد بلدة حينة في ريف دمشق عام 1955 درس العلوم الجيولوجية وإدارة الأعمال وأعد أطروحته في إدارة المشاريع المأزومة ساهم بتأسيس وإدارة عدد من المؤءسسات الإعلامية وهو باحث مشارك في كليات ومراكز أبحاث وكاتب في صحف ومجلات لبنانية وعربية في السياسة والاقتصاد والإدارة ومن مؤلفاته “سورية صناعة النصر ..جيوش وحروب القرن الحادي والعشرين” و”الانتفاضة.. تحرير فلسطين أمر راهن وسقوط ونهوض بغداد وسورية الإبحار في العاصفة” وقيد الطبع “المسألة القومية في القرن الحادي والعشرين”.
وتنظم جمعية سورية المدنية التي تأسست عام 2015 فعالية “سبت سورية المدنية” مرة كل شهرين تناقش مواضيع متنوعة ثقافية واجتماعية وقانونية وتعليمية وسياسية.