S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
اتخذت العلاقات السورية الكوبية المتبادلة أعمق الأشكال فلم تقتصر على الشأن السياسي بل تجاوزته للجوانب الاقتصادية والصحية والثقافية وأهمها الإعلامية ويعود ذلك للمواقف والأفكار والمبادئ المشتركة التي تجمع البلدين ولاسيما في مواجهة القوى الاستعمارية والإمبريالية.
وتعرضت سورية وكوبا لظروف متشابهة على عدة أصعدة منها الهجمة الإعلامية على كلا البلدين لتشويه حقائق ما يجري فيهما من أحداث فبعد انتصار الثورة الكوبية في عام 1959 بقيادة فيدل كاسترو تعرضت كوبا لهجمة اعلامية شرسة لتشويه المبادئ والأفكار التي نادت بها وهو ما استدعى إيجاد وسيلة إعلامية مهنية فكان تأسيس وكالة برنسا لاتينا الأمريكية اللاتينية الكوبية.
وتعد وكالة برنسا لاتينا التي تحتفل بعيدها الـ 58 في السادس عشر من الشهر الجاري ثمرة إدراك لاهمية وسائل الاعلام في ايصال الصورة الحقيقية للشعب الكوبي بشكل خاص والشعوب الأخرى بشكل عام وذلك وفق تصريح السفير الكوبي بدمشق روهيريو مانويل سانتانا لمراسلة سانا الذي أوضح أن قادة الثورة الكوبية مثل فيديل كاسترو وتشي غيفارا أصرا على إنشاء وسيلة إعلامية “تكسر حصار الهجمة الإعلامية الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكية ضد كوبا في تلك الفترة”.
وأشار السفير سانتانا إلى أن وكالة برنسا لاتينا استمرت بالتوسع في عملها بهدف نقل حقيقة ما يجري في كوبا والبلدان الاخرى التي تعاني من العدوان والاستعمار ولكسر الاحتكار الإعلامي الذي مارسته وسائل الإعلام العالمية لافتاً إلى تشابه الحرب الإعلامية التي تعرضت لها كوبا سابقاً والحملة التي تتعرض لها سورية اليوم منذ بداية الأزمة فيها عام 2011.
ونظراً لمتانة العلاقات الثنائية بين كوبا وسورية واشتراكهما بالمبادئ النضالية حظيت الأحداث الجارية في سورية بالأولوية للإعلام الكوبي وهو ما استدعى من وكالة برنسا لاتينا إنشاء مكتب لها في دمشق حيث يبين السفير الكوبي أن “جميع المراسلين تم اختيارهم بعناية ومن ذوي الخبرة والكفاءة العالية حيث لا يقومون بنقل الخبر فقط وإنما تحليله وبثه بطريقة تفند الأكاذيب التي يتم تلفيقها حول سورية”.
من جهة أخرى أشار السفير سانتانا إلى زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى هافانا عام 2010 والتي كان من أحد نتائجها التوقيع على اتفاق إعلامي لتبادل المراسلين والمعلومات بين الوكالة العربية السورية للأنباء سانا ووكالة الأنباء الأمريكية اللاتينية الكوبية برنسا لاتينا معتبراً أن الاتفاق ذو أهمية كبيرة كون العدوان على سورية بدأ بعد عام واحد من توقيعه فأرسلت كوبا مباشرة بناء على ذلك مراسلا لها لتغطية الأحداث في سورية.
وأضاف السفير سانتانا “من المهم جدا أن يكون هناك تمثيل لوكالة إعلامية كوبية في سورية تسهم في بث الأخبار وإيصالها ليس فقط إلى كوبا وإنما لكل البلدان الناطقة بالإسبانية لاسيما في أمريكا اللاتينية” مشيراً إلى أن سفارة كوبا بدمشق تقوم أيضا بهذا الدور وقال “بالإضافة لعملنا كدبلوماسيين نرسل ما يحدث من أخبار في سورية إلى كوبا واعتمادنا الأول في ذلك يكون على الخبر الرسمي الأساسي الصادر من وكالة سانا ومنها نقوم بتصدير الأخبار لكل الوسائل الاعلامية في كوبا ومنها جريدة العمال الكوبية والتلفزيون الكوبي”.
وأكد السفير سانتانا أن الشعب الكوبي باعتباره شعبا ثوريا أمميا متضامن مع سورية في حربها ضد الإرهاب و”يحتفل مثلها بكل انتصار يحققه الجيش العربي السوري على الإرهاب لانه انتصار لكل الشعوب التي تناضل للاستقلال ومحاربة الاستعمار والإرهاب”.
بدوره أوضح مدير مكتب ومراسل وكالة برنسا لاتينا بدمشق الصحفي بيدرو غارسيا ارناندس لـ سانا أن الوكالة تم انشاؤها بتاريخ 16 حزيران 1959 إثر الحملة الإعلامية العنيفة التي تعرضت لها الثورة الكوبية بعد انتصارها ووفق مبادرة عدد من المواطنين الأرجنتينيين الذين كانوا في الوقت ذاته قادة للثورة الكوبية مثل تشي غيفارا وهورهير ريكاردو ماسيتي ممن قاتلوا مع الكوبيين إيماناً منهم بقضايا التحرر والاستقلال.
وأشار الصحفي ارناندس الى أن وكالة برنسا لاتينا تلقت دعماً معنوياً وفكرياً وقال “كان لنا الشرف لدى انشاء الوكالة بأن جميع الكتاب واليساريين والمفكرين في أمريكا اللاتينية أيدوا عملها منهم غابرييل مارسيل ماركيز ومانويل غاليش وكارلوس ماريا غويتيرس وسيريو بيندا وغيرهم” علما أنهم لم يكونوا كلهم كوبيين بل جمعتهم أفكار الثورة الكوبية وضرورة إيقاف حملة التضليل الإعلامي التي عاشتها كوبا.
وامتلكت الوكالة منذ تأسيسها في عام 1959 وحتى أوائل التسعينيات أكثر من 30 مكتبا في مختلف دول العالم وتنتشر في جميع بلدان أمريكا الجنوبية والوسطى والشمالية بالإضافة لجميع دول المعسكر الاشتراكي والصين ولها مكتبان في الجزائر ولبنان وأصبحت وفق المراسل ارناندس تمتلك حالياً 35 مكتبا أحدها في سورية.
وبين الصحفي ارناندس أنه منذ بداية الأزمة في سورية أرسلت برنسا لاتينا 7 مراسلين صحفيين من كوبا لتغطية الأحداث فيها وزاروا الكثير من المناطق كاللاذقية وطرطوس وتدمر.
وأكد الصحفي ارناندس أن برنسا لاتينا تعمل بمهنية كبيرة وبالإضافة للغتها الأساسية الإسبانية فإنها تنشر الأخبار ب 5 لغات هي البرتغالية والإيطالية والروسية والإنكليزية والفرنسية ولديها خدمات إذاعية وتلفزيونية وأن الأخبار التي يتم إرسالها من مكتب دمشق يتم نشرها عبر مواقع برنسا لاتينا على اليوتيوب وتويتر وفيسبوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعرب ارناندس عن شكره وتقديره لوكالة الأنباء السورية سانا لتعاونها المميز مع وكالة برنسا لاتينا واصفاً إياها بأنها “وسيلة إعلامية سورية معروفة تكرس الإنسانية وتعمل من أجل الحقيقة”.
بدوره شرح فادي معروف من المكتب الإعلامي في السفارة الكوبية لمراسلة سانا عمل وكالة برنسا لاتينا في سورية منذ عام 2011 وتعاونه معها باعتباره مواكباً لعملها نتيجة دراسته في كوبا وعمله في وزارة الإعلام السورية مشيرا إلى أنها “الوكالة الوحيدة بأمريكا الجنوبية والشمالية التي بقيت في سورية تغطي الأحداث منذ بداية الأزمة وحتى الآن” إيماناً منها بضرورة التضامن مع الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب.
وقال معروف إن “وكالة برنسا لاتينا لا تعتبر الدفاع عن حقيقة ما يجري في سورية دفاعا عن هذا البلد فقط وإنما عن كوبا أيضا كما أن قضية سورية تهم الإنسانية جمعاء” لافتا إلى أن الوكالة غطت الأحداث في سورية بطريقة موضوعية وتعد عملها هذا استمرارا لمسيرتها الإعلامية التقدمية اليسارية إلى جانب عمل قناة تيلسور الفنزويلية فهما يعدان بديلا إعلامياً في أمريكا اللاتينية عن وسائل الإعلام المغرضة التي لا تعكس الحقيقة.
وتبذل وسائل الإعلام الوطنية الكوبية والسورية جهودا مشتركة لمواجهة حرب إعلامية قذرة تمارسها قنوات معادية للاستقلال والتحرر بدعم وتمويل من قوى امبريالية ورأسمالية غربية وعربية هدفها تشويه الحقائق وتغيير الرأي العام تجاه القضايا العادلة والمحقة للشعوب.
ندى عجيب
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
