باريس-سانا
أكدت الكاتبة والصحفية الفرنسية لوري ميو أن الاستراتيجية التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الليلة الماضية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي مليئة بالتناقضات وتظهر تشوشاً 171في الرؤية والتعاطي مع الأزمات.
وقالت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية في عددها اليوم إن أبرز التناقضات التي وردت في الخطاب هي أن أوباما الذي وصف عناصر التنظيمات المسلحة في سورية قبل فترة بأنهم مجموعة من المزارعين والنجارين والمهندسين غير الجديرين بالثقة باتوا في استراتيجيته الجديدة هم الطرف الذي يجب دعمه لمواجهة تنظيم داعش.
وأضافت ميو إن الجملة التي طرحها أوباما وقال فيها إن هذه هي استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب تلخص روح خطابه والتي يحاول فيها محي الجملة القصيرة الكارثية في 28 آب الماضي حين اعترف بالنسبة لموضوع مواجهة خطر داعش في سورية بقوله إنه ليس لدينا حتى الآن أي استراتيجية لمواجهة ذلك.
ولفتت الكاتبة إلى أن التناقض ظهر أيضا في حديث أوباما عن أن أمريكا باتت أكثر أمناً ليضيف في الجملة التالية ولكننا ما زلنا نواجه تهديداً إرهابياً وليشير إلى أنه إذا تركناهم يفعلون فان هؤلاء الإرهابيين يمكنهم أن يكونوا تهديداً متزايداً خارج تلك المنطقة بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الجملة وفقاً للمحللين هي الجملة الأكثر كشفا وسخرية للخطاب لأنها تذكر بحرب جورج بوش الوقائية في العراق عام 2003.
وأشارت الكاتبة إلى أن أوباما استخدم أكثر من مرة تعبير قيادة الولايات المتحدة للتحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي معتبرة أن هذه القيادة ليست قائمة إلا من وجهة نظر بلاغية من أجل التأكيد أنه ما زال حيا وحاضراً في ظل الهجوم الكبير الذي تتعرض له سياسته في الولايات المتحدة بسبب ما أطلق عليه القيادة من الخلف والتي اعتمدها في أول فترة رئاسية له.
وأضافت الكاتبة إن أوباما استشهد باليمن والصومال كنماذج جديدة للنظام العالمي الأمريكي وكأمثلة على نجاح الاستراتيجية الأمريكية للقضاء على الإرهاب من خلال القيام بمجموعة من الضربات المستهدفة ودعم من تسميهم الولايات المتحدة بالشركاء على الأرض لافتة إلى أن هذه النماذج تثير السخرية لأنه حتى وإن
اعتبرت نجاحات فهي نسبية.
واعتبرت الكاتبة الفرنسية أن هذه الحزمة من التناقضات في استراتيجية أوباما لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي تظهر حجم تشوش الرؤية لدى رئيس يتفاعل بشكل مجزأ من ضربة إلى ضربة أكثر من التعاطي مع أزمات في شرق أوسط معقد أو متناقض.
يذكر أن الرئيس الأمريكي أعلن الليلة الماضية خطته لمواجهة تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي مشيراً إلى أن قواته ستوسع الغارات التي تشنها فى العراق منذ شهر ضد التنظيم عبر حملات جوية مكثفة إضافة إلى إرسال عدد من الجنود لمساعدة العراقيين دون مهمات قتالية مبينا أنه سيتم استهداف التنظيم في أي مكان وأنه ولن يتردد بضربه فى العراق وسورية.