دمشق -سانا
يمزج التشكيلي غسان عكل في لوحته بين الإرث الحضاري للفن السوري بما يمتلكه من رموز و أشكال و تكوينات إنسانية و بين الحداثة في الفن لينتج عملا فنيا عميقا في تكوينه و معاصرا في رسالته الفنية والإنسانية مستفيدا من تخصصه الغرافيكي لصياغة الأضداد اللونية وناهلا من بيئته الفراتية الغنية بألوان الشمس والتراب والماء وبمخزونها الحضاري.
يقول التشكيلي عكل في حديث لـ سانا: ” لوحتي جزء أساسي من حياتي واعمالي الفنية تجسد واقعي الذي أعيشه من خلال انفعالات اللون والتكوينات التي أقوم بتشكيلها على سطح اللوحة بنشوة تدفعني للغوص في مكنوناتي الداخلية و رغم ان الواني في بعض الأحيان تميل للسواد لكني دائما اذهب للشروق فأنا ابن بلد الشمس وعلى الفنان دائما أن يحتفي بالنور” مبينا ان شخوص لوحاته هم الناس في الحياة و ليسوا عابري سبيل في عمله الفني.
و تابع عكل.. ” منذ بداية تجربتي الفنية وضعت امام عيني هدفا اعمل جهدي للوصول اليه عبر محاولتي ربط الحضارات السورية القديمة بمعطيات الحداثة التشكيلية من خلال الإشارات والرموز والخطوط المنسجمة التي أجسدها في أعمالي الفنية و التي تعبر عن هذا الزمن بما يحمله من أحداث”.
و عن تأثر لوحته بانعكاسات الحرب على سورية يلفت ابن مدينة دير الزور إلى أن الأزمات تخرج إمكانيات إبداعية هائلة من داخل الفنان كونه يرى الأمور بعمق و يبحث في دواخلها ومنعكساتها واثارها ما يجعله يبذل جهده للوصول بعمله الفني الى حالة متداخلة من النواحي الجمالية والحضارية وليكون بالوقت ذاته معبرا عن الواقع الحياتي المأساوي الذي تخلفه الحرب على سورية من خلال الرسم التلقائي والعفوي المنحاز للاختصار والتبسيط بعيدا عن الضياع في تفاصيل المشهد الذي يصوره باسلوبه الخاص محاولا تقريب وجوه شخصيات لوحاته وتعابيرها من التفاؤل والأمل.
و يقول عكل..” الأزمة التي نمر بها جعلت من الفنان التشكيلي السوري مقاوما بريشته والوانه لكل اشكال الغزو الثقافي والفكري والحضاري لأرضنا لتحقيق الازدهار في المشهد الفني التشكيلي السوري كونه يعبر عن فن أصيل بهويته وشخصيته عبر الحضارات السورية المتعاقبة “لافتا إلى أن الفنان السوري المعاصر يترك دائما الاثر الجميل بأعماله الفنية في كل أنحاء العالم كونه يحمل رسالة حضارية.
ويرى عكل أن للمؤسسات الثقافية الرسمية دورا مهما في تطور الحركة الفنية والتشكيلية وانتشارها في سورية من خلال تبني التجارب الفنية الشابة والمخضرمة عبر المعرضين السنويين الخريف و الربيع مبينا أن المركز الوطني للفنون البصرية يعتبر من أهم المؤءسسات الثقافية السورية و يقوم بدور كبير في رعاية الفنانين الشباب والعمل على تطوير مشاريعهم الفنية لرفد الحركة التشكيلية السورية بتجارب فنية مهمة.
ويشير عكل الى ان الصالات الفنية الخاصة يجب ان تكون رديفا للصالات الفنية الرسمية ولها نفس الهدف في نشر الفن بين جميع شرائح المجتمع ليرتقي ثقافيا و بصريا و فكريا مما ينعكس على مختلف نواحي الحياة لافتا الى أن قلة من هذه الصالات تمتلك مشروعا ثقافيا له بعد اجتماعي كصالتي ألف نون و الآرت هاوس.
ويعبر عكل عن تفاؤله بمستقبل الحركة التشكيلية السورية ويختم حديثه بالقول: ” سورية ولادة ثقافيا وفنيا ومصدرة للحركة الثقافية والفنية العالمية بما تملكه من طاقات بشرية مبدعة وخلاقة لا تنضب”.
و الفنان غسان عكل من مواليد دير الزور عام 1973 خريج كلية الفنون الجميلة قسم الحفر عام 1998 وله ثلاثة معارض فردية والعديد من المشاركات في معرضي الربيع والخريف السنويين ويعمل في مجال التصميم الغرافيكي واللوحات الاعلانية.
محمد سميرطحان
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: