اللاذقية – سانا
قرابة ثلاثين فنانا وفنانة تشكيلية من مختلف المحافظات اجتمعوا في ملتقى السلام والمحبة للنحت والتصوير الزيتي الذي تقام فعالياته بمدينة اللاذقية ليخطوا بريشتهم وأزاميلهم رسائل مفعمة بالمعاني الإنسانية تؤكد وفقا لهم إصرار الفنانين السوريين على أن يكونوا “رسل سلام ومحبة” من خلال أعمالهم الفنية مجسدين شكلا من أشكال مقاومة العنف والإرهاب.
صوت أمواج البحر والحدائق المحيطة بموقع العمل في منتجع لاميرا الذي يحتضن أيام الملتقى كان له أثر على محتوى أعمال العديد من المشاركين كما في لوحة الفنانة مجد مكارم من محافظة السويداء التي اعتمدت على رمال الشاطئ القريب من موقع العمل كعنصر مكمل للوحتها مجسدة فيها مدى مفتوحا على أفق بعيد تظهر فيه امرأة تقترب من الشاطئ في إشارة إلى أن الأمل آت مهما طال الانتظار.
كذلك كان لاخضرار حدائق المكان انعكاس على اختيار الفنانة لينا ديب لموضوع لوحتها التي تظهر فيها طبقات غنية من اللون الأخضر تبدو فيه المرأة كعنصر مكمل للوحة وانتهجت ديب اسلوب تقسيم العمل إلى مربعات لتبسيط مساحات خضراء زينتها زخارف شرقية كتكريس لأصالة الأرض والحضارة التي أتينا منها حسب تعبيرها.
تراث مدينة حلب والظروف الصعبة التي مرت بها المدينة هو محور عمل الفنان محمد زيدان الذي يشارك في الملتقى قادما من الشهباء حيث اختار انجاز سلسلة أعمال زيتية من ذهنية مدينته التي يحبها وعاش كل ظروف الحرب فيها على مدى ستة أعوام حيث قال “سيكون اللون الأحمر بطلا لأعمالي التي تحمل دلالات حرب عاشتها مدينتي فشهدت تشوها بصريا طال معالمها التراثية التي ستظهر في لوحاتي بشكل جميل رغم التخريب الذي لحق بها”.
الخط العربي ايضا كان له حضوره في الملتقى من خلال لمسات الفنان أكسم طلاع المتخصص بالأعمال الحروفية وتظهر في ملامح لوحته التي اعتمدت اللون الأزرق البحري الطاغي جملة” فقد الأحبة غربة “والتي يراها طلاع معبرة عما يجول في خاطر الكثيرين لتكون محورا لعمله الفني مترجما عبره واقعا معاشا يحمل الفنانون مسؤولية للتعبير عنه.
وليس بعيدا عن مكان تجمع ورشة التصوير الزيتي يتوزع النحاتون المشاركون في الملتقى غارقين في عملهم مع جذوع أخشاب الزيتون الذي تعبق رائحته الزكية في المكان حيث بدأت ملامح المنحوتات بالظهور ولاسيما أن النحاتين أجمعوا على سهولة التعاطي مع الخشب كمادة أولية للعمل وهو أمر أكدته الفنانة أمل الزيات مبينة أنها اختارت نحت حيوان أسطوري جاء بناء على شكل الجذع الذي اختارته وستضيف لاحقا تفاصيل أخرى ستظهر فيما بعد.
وفي السياق ذاته أشارت الفنانة وسام الحداد من دمشق إلى خصوصية خشب الزيتون بتلافيفه وعقده النافرة التي توحي بمواضيع يمكن ألا تخطر على بال النحات في بداية العمل وقالت.. “البيئة البحرية المحيطة بنا اوحت لي بنحت الأسماك كعنوان أساسي لعملي الفني كونه رمزا للخصب والخير وللسلام وهو المحور الذي جمعنا كفنانين في هذا الملتقى”.
الأنثى بقوتها ورمزيتها كمصدر للحياة والخصب والديمومة ظهرت بقوة في عدد كبير من منحوتات الفنانين مثل وائل فضة الذي يجتهد على إظهار جسد المرأة من خلال ثلاث كتل سيصلها ببعضها في نهاية العمل كذلك سار الفنان ماجد خليل من طرطوس على النهج ذاته مشكلا جسد امرأة فيه من الاستطالات ما يضيف لمسة خاصة لعمله الذي تحدث عنه قائلا.. “هي امرأة ترقص على لحن الحياة والأمل في اشارة الى تجاوز السنين العجاف التي مررنا بها كسوريين فالمرأة كانت وستبقى الرمز الاقوى للولادة والاستمرار”.
ويجمع الفنانون المشاركون على أن الملتقى الذي ترعاه وزارة السياحة سيستمر حتى العشرين من الشهر الجاري وهو فرصة لخلق مساحة للحوار الإنساني والفني لتبادل الخبرات والتعرف على تجارب الفنانين.
ولا يشترط الملتقى بالنسبة للتصوير الزيتي عددا معينا من كل مشارك بينما حدد عملين نحتيين لكل نحات لتعرض الأعمال جميعها على الجمهور في معرض ختامي سيعود ريعه لذوي الشهداء والجرحى من الجيش العربي السوري.
ياسمين كروم
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: