دمشق-سانا
نظم المركز الثقافي العربي في أبو رمانة حفلا لتوقيع كتابي الأديبة لميس الزين الأول بعنوان “حدث غدا” والثاني بعنوان “أحلام منتصف الشوق” بحضور شخصيات أدبية وثقافية.
الكتاب الأول عبارة عن مجموعة قصصية تضمنت حالات اجتماعية يعيشها الإنسان السوري في الوقت الراهن وعاشها في فترات عدة اعتمدت فيها الزين على التقاط الصورة مكثفة الحالة الفنية فيها لتكون ومضة ترسخ في الذاكرة مؤرخة لكثير من الحالات الاجتماعية التي تعكس حياة المجتمع.
وحرصت الزين في مجموعتها القصصية على إسقاط كل انماط القص الذي يعتمد على الحكاية أيضا والأسس الفنية الأخرى بالإضافة إلى الومضة عبر تكثيف قصير محاولة أن تترك عنصر الإثارة والتشويق أهم ما يكون الحدث كما كانت بيئة حلب ظاهرة كأحد عناصر القص التي تكون بيئة الكاتبة متأثرة بأماكنها وأزقتها وجمالياتها فلونت ما جاء على الورق في مزج فني على صفحات مجموعتها.
أما المجموعة الشعرية “أحلام منتصف الشوق” فاحتوت نمطين الأول هو النثر الفني الذي لم يخل من الحكاية القصصية المعبرة عن تأثر الزين بما يدور حولها وإن كانت الدلالات قد أخذت مكانها في كل ما جاءت به من نثر.
وكان الرجل فيما طرحته الزين حاضرا إلا ان شخصيته لم تكن في سياق الغزل بل في سياق أكثر وعيا يذهب للدعوة إلى إقامة حضور اجتماعي تتشارك به المرأة والرجل في بنية وطنية وإنسانية سليمة.
وفي الجانب الثاني الذي جاء بالمجموعة كانت العاطفة سيدة الموقف والحضور فحرصت الزين على حضور حرف روي في بعض نثرياتها أيضا لتحدث جلجلة معينة في ذهنية المتلقي الذي اعتاد على استقبال الشعر المقفى وصاحب الروي الموحد.
وفي نفس الوقت نرى ان روح الأديبة الزين حلقت في فضائي مجموعاتها القصصية ومجموعتها الشعرية لتعكس الوجع ذاته وتطرح كيفية حل القضايا ذاتها وهذا النوع من الطرح الأدبي اصبح قليلا ونادرا على الساحة الثقافية في ظل الوضع الثقافي الحالي.
واعتبر الناقد ملهم الصالح خلال قراءته النقدية ان مجموعتي “حدث غداً” للقصة القصيرة جدا و”أحلام منتصف الشوق” في الشعر توءمان أدبيان حقيقيان للميس الزين مجسدة الأنثى السورية الباحثة عن موطئ قلم تحت شمس الأدب والمهاجرة الدؤوب في حيزها الزماني والمكاني.
وقال الصالح .. “رغم وحدة الرحم والمخاض المنشأ والمضمون إلا أنه لا يمكن لأحدهما /التوءمان الحقيقيان/ إلغاء الآخر ولا سيما أن الزين أدركت وبشكل جلي نسبيا الحد الفاصل بين القص القصير جداً والومضة الشعرية /شذرات/” لافتا إلى أنه لا حدود في كتابات الزين بين الماضي والحاضر الواقعي والمتخيل سعيا منها لتقديم رؤيتها حول الحياة والواقع في زمن الحرب.
واقتصر الكاتب والإعلامي سامر الشغري في قراءته النقدية على مجموعة أحلام منتصف الشوق التي اعتبرها تجربة خاصة تختلف عن كل ما قرأه سابقا نافيا عنها التأثر بأديب أو كاتب محدد مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التجربة تحمل إطارا جديدا ينهل من القصيدة الومضة دون أن يقع في تكثيفها المبالغ ويتحرر من القافية دون أن يتخلى عن الموسيقا ويغوص في عالم من الصور والتشبيهات مع تنوع في الموضوعات من القلب وشجونه إلى الوطن ومعاناته.
ورأى الشغري أن المباشرة والتقريرية التي سلكتها الزين في بعض نصوصها أثرت على الشاعرية فيها معتبرا أن ذلك خيار التزمت به المؤلفة كون اللجوء إلى الرمز هنا لن يوصلنا للفكرة التي تريد كما ان استخدام حرف الروي في النص النثري الذي يرفضه النقاد جاء منسجما مع إيقاع النص ووجدانيته.
وعمل الروائي سهيل الذيب على تقديم قراءة لما وقعته الزين بشكل ذاتي عبر فيه عن رأيه الشخصي فيما طرحته الكاتبة وفق ما رآه صحيحا في مضامين المجموعتين كما اهتم في الأخطاء المطبعية للكتابين بشكل لافت.
يشار إلى ان مجموعة حدث غدا من منشورات مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي أما مجموعة أحلام منتصف الشوق الشعرية فمن منشورات دار نينوى للطباعة والنشر والتوزيع بالتعاون مع مؤسسة الدار للطباعة والنشر والتوزيع في لبنان.
والكاتبة لميس الزين حاصلة على إجازة جامعية في الأدب الانكليزي شاركت بأمسيات شعرية عديدة ونشرت نتاجاتها في صحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية.
محمد خالد الخضر ورشا محفوض
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: