أهمية الحفاظ على التراث في زمن المخاطر… ندوة في مجمع اللغة العربية بدمشق

دمشق-سانا

بمناسبة يوم المخطوط العربي أقام مجمع اللغة العربية بدمشق اليوم ندوة بعنوان “التراث في زمن المخاطر” ركزت على أهمية الحفاظ على التراث المكتوب باعتباره ثروة قومية ومرجعا أساسيا في جميع ميادين العلوم يرتبط بالذاكرة والوجود الحضاري.

واعتبر رئيس المجمع الدكتور مروان المحاسني في كلمة له أن التراث هو المنطلق الأصلي لذاتيتنا الثقافية.. وانتماؤنا إلى الثقافة العربية يحمل إلينا سيلاً معرفياً وتجارب إنسانية تشترك في بناء شخصيتنا الحضارية.

وقال رئيس المجمع.. “المخاطر قادرة أن تسيطر على المقومات المادية الحاملة للتراث الحافظة له فهي تستطيع أن تقضي عليها قصداً أو عرضاً ولاسيما في زمن الحروب والكوارث الطبيعية” مشيرا إلى أن تراثنا عندما يكون حياً في أذهاننا سيصبح المسيطر على تعاملنا مع ما يحيط بنا من أحداث وظروف طارئة والناظم الوجداني لكل فرد في تعامله مع الآخر وداعيا في الوقت ذاته لاحاطة تلك المخطوطات بالرعاية والعناية الدائمة بها باعتبارها تحفا فنية علمية ثمينة يجب أن تكون في متناول الباحثين في أنحاء المعمورة.

وأشار الدكتور مصطفى الموالدي عميد معهد التراث العلمي العربي بحلب في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمود السيد إلى حزمة من الإجراءات الضرورية الواجب اتخاذها للمحافظة على المخطوطات منها تصوير كل المخطوطات الوطنية المملوكة من جهات عامة أو خاصة بطريقة رقمية دقيقة وتجليدها وحفظها في أماكن مختلفة آمنة.

كما دعا الموالدي إلى تكليف إحدى مديريات وزارة الثقافة بإعداد سجل رسمي لتسجيل كل المخطوطات مع صفاتها الدقيقة ومنع خروج المخطوطات الأصلية خارج حدود الوطن وسن القوانين والتشريعات الخاصة بحمايتها على مستويات وطنية وقومية وعالمية والانضمام إلى الاتفاقيات الدولية المهتمة بحماية التراث الثقافي وخاصة المخطوطات وإنشاء صندوق عربي خاص لتمويل حمايتها وغرس وتعميق روح الاحترام الواجب إزاء الثقافات والممتلكات الثقافية والإنسانية لدى المواطنين بمختلف شرائحهم.

وتناول الدكتور عبد المجيد مهنا في كلمته التي القتها نيابة عنه الدكتورة عبير العساف في قسم المكتبات بجامعة دمشق المخاطر التي تواجه المخطوطات وكيفية الحفاظ عليها في البيئة التقليدية متطرقا إلى محور الرقمنة من حيث المفهوم والأهمية إضافة إلى المتطلبات والمراحل الرئيسية لإطلاق مشروع الرقمنة  والإشكاليات المرافقة له ومستعرضا نماذج محلية تعمل حاليا على رقمنة مصادرها التراثية كمكتبة الأسد الوطنية ومركز الوثائق التاريخية بالمديرية العامة للآثار والمتاحف وغيرها.

وأشارت الباحثة أمينة حسن من مكتبة الأسد الوطنية في محورها بعنوان “مشروع صون التراث السوري العاجل” إلى ضرورة توحيد الجهود لانقاذ المخطوطات وحمايتها من قبل المؤسسات وليس الأفراد فقط لافتة إلى أن مشروع صون التراث السوري مبادرة مهمة لحماية هذا التراث من أعمال الدمار والتخريب التي قد تطال سورية .

ودعت إلى إعداد محاضرات وأنشطة في المراكز الثقافية والمجامع اللغوية ووسائل الإعلام الدولية والإقليمية والوطنية لتوعية المثقفين والعاملين وأصحاب الخبرة لفهم الواقع واتخاذ التدابير اللازمة والسريعة لحماية التراث وصونه.

وتحدث عضو مجمع اللغة العربية مأمون الصاغرجي عن آلية الحفاظ على المخطوطات وصيانتها معتبرا أن انتشار المخطوط على الشابكة هو من أهم الوسائل الناجعة في الحفاظ على المخطوطات من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها نتيجة عوامل داخلية وخارجية ولا سيما أن قراءة المخطوط على الحاسوب “أجدى وأنفع من رؤيته البصرية الحقيقة” وخاصة إذا كان مصورا بتقنية عالية الجودة وبالألوان الطبيعية وذلك لما يتمتع به الحاسوب من قدرة على التحكم بأوضاع التصوير .

وبدأ الاحتفال بيوم المخطوط العربي منذ عام 2013 عندما أقرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” الرابع من نيسان من كل عام يوما مخصصا لإقامة احتفالية سنوية للمخطوط العربي يشارك بها عدد كبير من المؤسسات البحثية ومراكز المخطوطات والجهات المعنية بالمخطوطات في البلدان العربية وصولا لتكريس هذا اليوم كتقليد عالمي.

شذى حمود

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

حفل تأبين الدكتور محمد شفيق البيطار في مجمع اللغة العربية بدمشق

دمشق- سانا برعاية الدكتور عبد المنعم عبد الحافظ وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة …