دمشق-سانا
لبنى أرسلان فنانة تشكيلية يغلب عليها الإحساس خلال تعاطيها مع سطح اللوحة فتشكل ألوانها وفقاً لعواطفها التي تجعل من لوحتها انعكاسا حقيقيا لواقع اجتماعي وإنساني.
وفي حديث خاص لنشرة سانا الثقافية قالت أرسلان أنا فنانة أرسم بالعاطفة والحنان وأرى أن المرأة هي محور الحياة وعندما أذهب إلى الرسم أعود إلى طفولتي حيث انفصل إلى اللاوعي وابدأ بتكوين انعكاسات الواقع على أنغام موسيقا تتوافق دائما مع حالتي النفسية.
وأضافت تلك الحالة الفنية التي أعيشها تحتاج إلى تقنية مختلفة مكونة من خبرات وصدق وموهبة ومعرفة بماهية الألوان ومعانيها مشيرة إلى أن هذا النوع من الفن يحتاج إلى معرفة بكيفية مزج الألوان لابتكار ألوان أخرى عبر تكنيك متفرد يعتمد على الصلة الكاملة بين الفنان ومجتمعه وبين اللوحة والمتلقي.
وتكره أرسلان العتمة ولا تحب أن تتعامل معها فنياً لأن الضوء بحسب رأيها هو النافذة الجميلة التي يخرج منها الإنسان ويذهب إلى عالمه الجميل لذلك فالألوان الغامقة هي أكثر ما تعتمد عليها لأنها تساهم في انتشار الضوء التي تتسم به أكثر لوحاتها ومن خلال الضوء تعبر عن الفرح والحزن باستخدام الألوان الغامقة.
ورأت أرسلان ان أكثر الألوان يمكن للفنان الموهوب أن يكتسب خبرة بالتعاطي معها خلال دراسته الأكاديمية ويمكن له أن يستخدمها إلا أن هناك حالة قد يتميز بها الفنان وهي حالة تشكيل لون جديد عبر المزج بين الألوان وهذا اللون يخدم الفكرة المبتكرة أيضاً.
وتبتعد أرسلان في لوحاتها عن التجسيد والتجريد محاولة أن تقدم أسلوباً تعبيرياً سهل التلقي وصعب الإبتكار وهذا يتطلب بحسب ما أشارت إليه الاعتماد على الألوان الزيتية والابتعاد عن الاكريليك والمائي وغير ذلك من الألوان الأخرى لافتة إلى أن الألوان الزيتية هي التي تساعد الفنان بالنهوض بالتلوين والتكوين الذي تعتمد عليه معاني اللوحة التشكيلية.
وأشارت إلى أنها تبتعد عن اللونين الأبيض والأسود في الرسم لأنهما بنظرها عنوان الكآبة ولا يمتلكان بنى تركيبية معقدة تدلان على مهارة الموهبة وخبرة الفنان إضافة إلى افتقادهما للغزارة اللونية التي تتمكن من التعبير عن تحولات الإنسان وتبدلاته.
أما عن أثر الأزمة في لوحاتها فأوضحت أرسلان أن الأزمة أرقت حياتنا وقضت مضاجعنا ودخلت إلى حياتنا الاجتماعية فأورثتنا القهر والحزن ولا بد لأي فنان أن يتأثر بها لذلك عبرت في لوحاتي عن الخوف وأسبابه وعن الحزن وآثاره ونتائجه.
وأشارت أرسلان إلى أن كل شيء ترسمه في لوحاتها هو من ابتكارها ولا تعتمد على النقل أبداً لأن الابتكار هو عنوان الموهبة وهو الذي يعبر عن إمكانية الفنان لذلك فإن الوصول إلى سطح اللوحة الأبيض يحتاج إلى كثير من التأني والحيطة والحذر وامتلاك ثقافات بصرية واجتماعية وفكرية حتى يتمكن الفنان من تقديم شيء حضاري يفخر به ويدخل به التاريخ لأن كل الفنون الخالدة بنيت على ثقافة ومعرفة وابتكار.
وتابعت لقد اطلعت على رسومات أكثر الفنانين التشكيليين الذين دخلوا التاريخ في العصر الحديث وأكثر ما ادهشني الفنان زهير حسيب لأنه اهتم بالمرأة وعبر عن مكنوناته من خلالها وهذا أكثر ما جعلني أقف عنده إلا أنني خرجت من التأثر به وبغيره لأكون شخصية فنية متفردة خاصة بي ولا تشبه أحداً تحمل رؤى وأفكاراً وتطلعات أسعى لأن تظهر بأعمالي لتصل إلى الجميع وتدخل التاريخ.
وتمنت أرسلان على المؤسسات الثقافية واتحاد الفنانين التشكيليين أن يعملوا على دعم الفن بكل جوانبه وأنواعه حتى يحافظ على وجوده داخل البلاد وخارجها والحد من تراجع دور الفن التشكيلي في الحياة العامة السورية.
يذكر أن لبنى أرسلان فنانة تشكيلية درست فن التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة وتخرجت منها عام 1998 تفرغت للعمل الفني وشاركت بالعديد من المعارض في سورية وخارجها وبشكل إفرادي وجماعي.
محمد الخضر