اللاذقية-سانا
يعتقد الكثيرون أن الانفلونزا الموسمية مرض بسيط يشفى خلال أيام فيما تصنفه منظمة الصحة العالمية من المشكلات الصحية العمومية الخطرة التي تسبب حدوث حالات مرضية وخيمة تؤدي للوفاة بين الفئات الهشة صحيا وتحمل الأسر والدول عبئا اقتصاديا من خلال ضياع إنتاجية القوى العاملة وتقييد الخدمات الصحية.
والانفلونزا وفقا لطبيب الأطفال جودت اسماعيل عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة بين البشر وتصيب أي شخص من أي فئة عمرية وقد تتسبب في وقوع أوبئة سنوية تبلغ ذروتها خلال فصل الشتاء في المناطق معتدلة المناخ.
وتصيب الانفلونزا كما يذكر الدكتور اسماعيل طفلا من ثلاثة وبالغا من عشرة فهي مرض وبائي جائح يحدث غالبا في الخريف أو الشتاء ويزداد انتشاره في الأماكن المغلقة المكتظة بالناس لذلك تعتبر المدارس ووسائل النقل الجماعية من أكثر أماكن انتشارها.
وتنتقل عدوى الانفلونزا كما يوضح الدكتور اسماعيل عن طريق الهواء الذي يحمل الرذاذ الحامل للعدوى ويعرض من يستنشقه لمخاطر الإصابة بالمرض كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الأيدي الملوثة به.
وتظهر الانفلونزا على الطفل المصاب وفقا للدكتور اسماعيل على شكل ارتفاع حرارة تصاحبها قشعريرة ووهن وألم عام بالجسم ورشح و سعال والتهاب بالحلق وتستمر الاصابة لفترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام وغالبا ما تمر دون مضاعفات.
ويحذر الدكتور اسماعيل من أن الإصابة بالانفلونزا قد تكون قاتلة عند فئة معينة من الأشخاص كالمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والربو وضعف المناعة أو لدى الأطفال والمسنين.
ويوصي طبيب الأطفال للوقاية بإعطاء الطفل اللقاح المضاد للانفلونزا لأنه يعتبر من أكثر الأساليب فاعلية لحمايتهم من المرض على أن يعطى سنويا قبل بداية فصل الشتاء وللأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر.
ويبين الدكتور اسماعيل أن المناعة المكتسبة من اللقاح لن تكون فاعلة في السنة التي تلي أخذ اللقاح لأن فيروسات الانفلونزا تتبدل جينيا كل سنة تقريبا وتشمل ثلاثة أنواع مختلفة وكل نوع له عدة أنماط ما يدفع الشركات المنتجة للقاح إلى تطويره باستمرار بمستحضرات لقاحية متوقع انتشارها في السنة المقبلة.
وتنصح منظمة الصحة العالمية الأشخاص لتوقي سريان العدوى بتغطية أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال وغسل أيديهم بانتظام وتوصي بأخذ التطعيم الذي يمنح وقاية للبالغين الأصحاء بنسبة تتراوح من 70 إلى 90 بالمئة وتحد بنسبة 60 بالمئة تقريبا من إصابة المسنين بمضاعفاته وحالات مرضية وخيمة والحد من نسبة وفاتهم.
والفئات الأكثر حاجة للقاح وفقا للمنظمة هم المسنون والمصابون بحالات مرضية مزمنة وفئات أخرى مثل الحوامل والعاملين الصحيين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وعامين.
نعمى علي