الشريط الإخباري

ملتقى الحوار القومي العاشر.. بقرادوني ونافعة: سورية لاعب أساسي بالمنطقة ودورها محوري-فيديو

دمشق_سانا

أكد المشاركون في ملتقى الحوار القومي العاشر بعنوان “سورية في مواجهة مشاريع الهيمنة الغربية رؤية عربية ” الذى نظمه مكتب الاعداد والثقافة والاعلام القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي بحضور الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال الهلال أن المشروع الصهيوني هو رأس الحربة في مشاريع الهيمنة الغربية وخاصة الامريكية منها على المنطقة.

وتركزت المداخلات خلال الملتقى الذي يقام بمشاركة اتحادي الكتاب العرب والصحفيين في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق على أهمية خلق جيل عربي مقاوم يتصدى للمخطط الامريكي الصهيوني الهادف الى تفتيت دول المنطقة وشعوبها وجعلها متناحرة فيما بينها على غرار سيناريو ما يسمى “الربيع العربي” من خلال محاولة تدمير الوجدان والفكر القومي والحاق الخراب بالبنى التحتية في المنطقة.

وفي كلمة له خلال الملتقى رأى المفكر والباحث اللبناني كريم بقرادوني ” أن ما يجمع سورية ولبنان اضافة للتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة وأواصر القربة هو تصديهما معا لأعداء أربعة هم ” اسرائيل وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية والإرهاب ” والتقاؤهما معا على أصدقاء أربعة يتمثلون بروسيا وإيران ومصر والمقاومة” .
وقال.. ” هناك قيامة عظيمة للسوريين بعد الآلام التي عانوها خلال هذه الحرب”.

وأوضح بقرادوني ان الحرب الإرهابية على سورية غايتها ” تقسيم سورية أولا وعبرها تقسيم لبنان والعراق ومصر وباقي دول المنطقة إضافة إلى إسقاط حل الدولتين في فلسطين وتحويل الدول العربية الى كيانات متقاتلة مع بعضها كما هو الحال في ليبيا “.

ولفت بقرادوني إلى أن لبنان تعرض مسبقا لحرب مدمرة بغية تقسيمه ولكن سورية في عهد القائد المؤسس حافظ الأسد ” تصدت سياسيا وعسكريا لذلك ومنعت مخطط التقسيم في لبنان ” مؤكداً أن ” الذي سيمنع الآن محاولات تقسيم سورية هو صمود السوريين شعبا وقيادة وجيشا ” بالإضافة إلى وقوف الأصدقاء بجانبها وفي مقدمتهم روسيا وحزب الله.

وأشار بقرادوني إلى أن ” واشنطن ما زالت تتجاهل أن سير المعارك في سورية بعد انتصار حلب وفي العراق بعد انتصار الموصل يبشر أن النصر على مرمى حجر من قبضة الجيشين السوري والعراقي”.

وأكد بقرادوني أن عدوان أمريكا السافر مؤخراً على دولة ذات سيادة هو دعم مباشر للإرهابيين فالولايات المتحدة لا تدرك موقع سورية في المنطقة كما أنها تتناسى الحضور الايراني والروسي الى جانبها مشددا على أن الحقيقة الصامدة هي “أن سقوط داعش بات محسوما وأن الدولة السورية باقية بإرادة السوريين الأحرار ولن يغير العدوان الأمريكي من هذا المسار”.

وحذر بقرادوني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اللعب بنار الشرق الأوسط قائلا.. “لقد أحرقت هذه النار كثيرين قبله ” مضيفا.. “إن سورية لاعب أساسي ومؤثر بالمنطقة وأثبت التاريخ أن كل احتلال يزول وكل مقاومة ستنتصر”.

واستعرض بقرادوني المعالم الأولى لمشاريع التقسيم منذ 1897 بمشروع تيودور هرتزل الذي نادى به في المؤتمر الصهيوني الأول إلى مراحل إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وتنفيذ وعد بلفور واتفاقيات سايكس بيكو موضحاً أنه منذ ذلك الوقت استعرت الحروب في الشرق الأوسط بمعدل ” حرب كل 10 سنوات”.

بدوره قدم المفكر والباحث المصري حسن نافعة اضاءات على المراحل التاريخية للهيمنة الغربية على العالم ابتداء من قيادة أوروبا للنظام العالمي وإلحاقها الأذى والضرر وسقوط ملايين الضحايا والاصابات جراء الحربين العالميتين الأولى والثانية وتقاسم بريطانيا وفرنسا النفوذ في العالم العربي في اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وفيما بعد ظهور مشروع الهيمنة الغربية الذي يقوده حلف شمال الأطلسي والذي وضع وحدة أوروبا تحت الجناح الأمريكي ولا سيما بعد مشروع مارشال الاقتصادي.

وشدد نافعة على أن “العالم العربي لا يستطيع تحقيق الاستقلال والتنمية الحقيقيين إلا من خلال مشروع قومي عربي موحد ” مشيرا إلى المحاولات التاريخية لبعض الدول العربية لتحقيق هذا المشروع والتي كان أهمها الوحدة العربية بين سورية ومصر ولكن تراجع هذا المشروع وخاصة أن الدول الغربية و”اسرائيل” حاولت جاهدة لتقويض أي جهود عربية تهدف لتكرار تجربة الوحدة.

وأكد نافعة أن سورية صمدت وكان دورها محوريا لكونها جسد المقاومة بمواجهة المشروع الإسرائيلي وتمدده بالمنطقة خدمة للمخططات الغربية التي تريد الهيمنة عليها.

من جهته أوضح المفكر والباحث الجزائري يوسف شقرا في كلمته ضرورة الحوار والتعاون والتكاتف لمساعدة بلاد المنطقة على تجاوز هذا الدمار الذي خلفته المجموعات الارهابية المسلحة والذي يخدم كيان الاحتلال الاسرائيلي مؤكدا أن أعداء الأمة يحاولون زعزعة أواصر العلاقة الاخوية بين أبناء الشعوب العربية.

وأضاف شقرا.. ” للأسف فقد دخل أعداء الأمة حتى في عقول المفكرين العرب” مؤكدا وقوف الشعب الجزائري والعرب الشرفاء إلى جانب سورية في كل الاوقات وفي الشدائد قبل الرخاء “لأننا نشأنا على حب سورية والقومية العربية”.

بدوره أشار مدير الحوار بالملتقى الدكتور على دياب مدير مدرسة الاعداد الحزبي المركزية إلى أن انعقاد الملتقى اليوم يأتي في وقت يشتد فيه التآمر على سورية والمنطقة عموما لافتا الى أن العدوان الأمريكي السافر على الأراضي السورية مؤخرا يؤكد ” التحالف الأمريكي الغربي الصهيوني لشد أزر العصابات الارهابية المسلحة بعد اخفاقها في تنفيذ ما وضعوه لها من غايات لإضعاف الامة واستهداف الهوية الجامعة وتغييب الصراع العربي الصهيوني وابقاء القضية الفلسطينية في زاوية النسيان”.

وبين دياب أنه ليس من المستغرب أن تكون السعودية الوهابية أول المرحبين بالعدوان الأمريكي إلى جانب الكيان الصهيوني وتركيا لافتاً إلى أن ما حصل في مصر يوم أمس من تفجيرات ارهابية يشير إلى حجم المخطط الاستعماري على المنطقة كلها ” فالإرهاب أداة واحدة أينما كان “.

ودعا المشاركون في الملتقى إلى إطلاق مشروع عروبي إعلامي ثقافي يشارك فيه الإعلاميون والباحثون والمفكرون للتأسيس لنهضة عربية فكرية تسعى إلى استقطاب الشباب العربي وحمايتهم من “الانجذاب” إلى الفكر الظلامي الإجرامي للإرهاب الذي يستهدف دول المنطقة.

وتوجه المشاركون بتساؤلات واستفسارات إلى المحاضرين في الملتقى أبرزها حول الدور المأمول من النخب المثقفة في سورية ومصر والجزائر ولبنان من خلال ” فضح أبعاد المشروع الذي تقوده الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لتقسيم دول المنطقة ” إضافة إلى ” العمل على تقوية أواصر الأخوة والعلاقات بين الدول العربية”.

وفي مداخلة له أشار عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح إلى الموقع المهم لسورية المتجسد بجغرافيتها السياسية ومواقفها الثابتة في ظل أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي موضحا أن أهم أسباب استهداف سورية هو أنها “تحمل المشروع القومي العروبي “.

ولفت المفتاح إلى الحاجة الملحة اليوم الى وجود حوامل للمشروع القومي العروبي على المستوى العربي لمواجهة العدوان الذي لا يستهدف سورية فقط وإنما المنطقة بأكملها مبينا أن أي مشروع “لا يمكن أن ينجح إلا اذا لاقى حاملا قويا له”.

ورأى المفتاح أن ” الوقوف الى جانب سورية اليوم يمثل حاجة عربية للمثقفين والمفكرين” عازيا مشكلة المشروع القومي العربي إلى كونه ” مشروعا نخبويا لم ينزل الى المواطنين في الشارع ويجب أن يصبح ثقافة شعبية ليشكل اساسا في بناء الدولة والسلطة”.

من جانبه قدم الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي صفوان قدسي نبذة تاريخية حول العلاقات السورية اللبنانية والموقف المتين الذي وقفته سورية إلى جانب لبنان الشقيق عندما اتخذ القائد المؤسس حافظ الأسد قرارا تاريخيا بدخول الجيش العربي السوري إلى لبنان موضحا أن القائد المؤسس ” تصرف في اللحظة المناسبة ووضع حدا لمؤامرة تفتيت لبنان وتقسيمه إلى كيانات طائفية”.

وحول التفجيرين الارهابيين في كنيستي المرقسية ومار جرجس في مدينتي الاسكندرية وطنطا المصريتين نبه قدسي إلى خطورة المخطط الإرهابي الذي يستهدف دولة مصر الشقيقة مبينا أن هذا المخطط الخطير إنما يهدف إلى تقسيم مصر على أساس ديني.

وفي رده على تساؤلات المشاركين أشار بقرادوني إلى أن ” القائد المؤسس حافظ الأسد كان واعيا تماما لمسألة أن تنفيذ المشروع الصهيوني الأمريكي بتقسيم لبنان يعني تقسيم سورية والعراق وباقي الدول العربية ولذلك اتخذ القرار التاريخي بدخول الجيش العربي السوري إلى لبنان”.

كما دعا بقرادوني إلى تكريس ودعم مفهوم الحوار بين المثقفين السوريين واللبنانيين والمصريين والجزائريين ومن كل الدول العربية إلى جانب الحوارات الداخلية في كل دولة عربية لتحصين الفكر العربي في مواجهة الفكر المتطرف الذي تعمل الولايات المتحدة وحليفتها “إسرائيل” على ترسيخه ودعمه في دول المنطقة بهدف بث الخلاف والفرقة بين أبنائها وصولا إلى تفتيتها كلا على حدة.

ولفت بقرادوني إلى أن مشروع التفتيت والتقسيم الذي يحاولون تنفيذه في المنطقة يدار من قبل الكيان الصهيوني مؤكدا وجوب أن يكون هناك مشروع عروبي نهضوي يدار من قبل الدول العربية لمواجهة هذا المشروع.

من جهته أشار الباحث والمفكر المصري نافعة إلى أهمية “استمرار الحوار بين المثقفين العرب والابتعاد عن الانفعالية والتعصب والوصول إلى حوار ثقافي عربي جامع” موضحا في سياق متصل أن مشاريع التفتيت التي يخطط لتنفيذها في الدول العربية تكشفت من خلال ما أعلن عنه متزعمو الصهيونية العالمية مثل بن غوريون وبرنارد لويس وغيرهما.

وحذر نافعة من “الخطورة التي يشكلها العقل الصهيوني على العالم العربي والتي تتبدى جلية من خلال ترويج الولايات المتحدة للفوضى الخلاقة ومحاولتها البدء بمشروع التقسيم من لبنان حيث تمكنت المقاومة اللبنانية من إفشاله في بداياته”.

ورأى نافعة أن المستهدف الأساسي من مشروع التقسيم الصهيوني هما “مصر وسورية”.

بدوره أوضح الباحث والمفكر الجزائري شقرا أن ما عاشته الجزائر من إرهاب أعطاها جرعة كافية وحصانة ووقاية من الفكر الإرهابي وتداعياته حيث خرجت الجزائر من أزمتها بإطلاق الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية لإعادة بناء العقل والمشروع الثقافي استنادا إلى مبادئ ثابتة كما تم تعزيز دور الشباب الجزائري المبدع في الجامعات والثانويات والمدارس.

ولفت شقرا إلى أن الدرس الذي تعلمته الجزائر من الإرهاب الذي استهدفها كان غاليا جدا كما أن ما يراه الشباب الجزائريون من أحداث إرهابية وتخريب ممنهج للبنى التحتية في الدول العربية يشكل داعما لهم في الثبات على مواقفهم المناهضة للفكر الإرهابي فتشكلت لديهم قناعة راسخة بشأن ذلك.

ونبه الباحث شقرا إلى خطورة انجراف الشباب في الدول العربية وراء وسائل التواصل الاجتماعي التي تقف خلفها مؤسسات تعمل بدقة على تدمير العقل العربي ومحاربة الفكر المبدع وتخريب الأوطان مبينا أن الإرهابيين حاولوا في السابق بتواطؤ ودعم غربي ” تفتيت الجزائر وتقسيمها ولكنهم فشلوا أمام إرادة الشعب الجزائري وصمود الجيش الجزائري”.

وفي تصريح للصحفيين أشار المفتاح إلى أن ملتقى الحوار دوري ويعقد كل “4” أشهر بتوجيه واهتمام من السيد الرئيس بشار الأسد مبينا أن حضور هذه القامات الفكرية والسياسية من الدول العربية في ظل هذه الظروف التي تتعرض لها سورية ولا سيما بعد العدوان الأمريكي دليل على ” أن الكتاب والمثقفين هم من يعبرون عن نبض الشارع العربي وليس الحكام الذين يرتهنون لقوى خارجية”.

ورأى المفتاح أن الملتقى يشكل ” رسالة تأييد لسورية وموقفا داعما لشعبها وجيشها” موضحا أن البعض حاول تغييب سورية كحاملة لرسالة العروبة والمقاومة واعتقدوا انها ستغادر موقعها المهم بحكم الارهاب الذي أرسلوه إليها ولكن ذلك لم يتحقق وها هي ملتقيات الحوار القومي المنعقدة فيها تدل على ” ان سورية متمسكة بخطها العروبي والقومي وتمثل خط المقاومة في مواجهة المشروع الصهيو أمريكي”.

وشدد المفتاح على أن سورية لا تدافع فقط عن شعبها وجيشها وإنما “عن الأمة العربية والدولة الوطنية والفكرة القومية بأبعادها الحقيقية” مبينا أن بعض المرتزقة الذين باعوا اقلامهم حاولوا ان يصدروا فكرة ان الكتاب والمفكرين في الصف الاخر المعادي لسورية ولكن الحقيقة أن “وهج الفكر اليوم اقوى من وهج المال والمعادلة اليوم تتجه نحو الانتصار وإعادة ولادة جديدة للأمة العربية”.

وفي تصريح ل “سانا” رأى بقرادوني أن سورية ستكون أقوى بعد العدوان الأمريكي الذي “سيرتد على أمريكا على الأقل في علاقاتها الخارجية لأنها خسرت روسيا دفعة واحدة بفعلتها هذه ” مؤكدا أن انعقاد ملتقى الحوار اليوم يثبت ” أن العروبة والقومية باقية وأن الباقي مجرد تفاصيل”.

وحول الأحداث التي يشهدها مخيم عين الحلوة في لبنان بين بقرادوني أن ما يحدث فيه “جزء من المؤامرة المستمرة على لبنان وأن “اسرائيل” هي التي تحرك مخيم عين الحلوة من الداخل ” لافتا إلى أن ما يجري من أحداث في أي دولة عربية مرتبط بغيره من الدول العربية وكل ذلك هو ” خدمة لإسرائيل بتحقيق هدفها المتمثل بإحداث الاقتتال العربي العربي داخل الدولة الواحدة ومن ثم تقسيمها”.

حضر الملتقى نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية عمران الزعبي وعدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والأمناء العامون لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ووزير الثقافة محمد الأحمد وعدد من أمناء فروع حزب البعث العربي الاشتراكي ورؤساء الجامعات ومحللين سياسيين.


تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency