دمشق-سانا
يبحث كتاب عظماء القرن العشرين الصادر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب في تاريخ 14 شخصية عالمية أسهمت بنهوض بلدانها وتحررها من الاستعمار ونيل استقلالها بعيدا عن الاملاءات والتدخلات الأجنبية حتى أصبحت ايقونات النضال السياسي العالمي ضد المستعمرين.
وكتب وزير الثقافة محمد الأحمد في مقدمته للكتاب الذي الفه الدكتور بهجت سليمان أن هذا الكتاب “يسلط الضوء على شعلة الأمل التي تجعل النصر في معارك التحرر من ربقة التبعية للغرب الرأسمالي ممكنا وضروريا وتصور الخوض في هذه المعارك بكل بسالة واقتدار كحتمية لا بد منها إذا أردنا لأوطاننا أن تنعم باستقلالها وحريتها وكرامتها”.
وبحسب وزير الثقافة ارتكز مؤلف الكتاب في اختيار شخصيات كتابه على معارك التحرر الوطني التي خاضتها شعوب ما يعرف بالعالم الثالث وحتى في اختياره لشخصيتين أوروبيتين من بين الشخصيات الـ 14 في كتابه كان مرتبطا إلى حد كبير بدور هاتين الشخصيتين في دعم ومساندة معارك التحرر هذه.
وتضمن الكتاب الذي يقع في 199 صفحة من القطع المتوسط السير الذاتية لهؤلاء القادة الكبار منذ ولادتهم الى رحيل بعضهم والانجازات التي قدموها في سبيل بقاء بلدانهم عزيزة كريمة اضافة الى اهم المحطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثورية في تاريخهم الحافل.
ورأى مؤلف الكتاب أن القرن العشرين هو “قرن العمالقة الذين أبدعوا في صناعة التاريخ وبدأ بلينين الذي كان له الفضل التاريخي في نهوض روسيا العالمي المعاصر ولم يثنه شيء عن تحقيق “معجزته” في بناء الاتحاد السوفييتي والتاثير على العالم والفكر السياسي المعاصر والإسهام بفعالية في بناء نظام عالمي جديد وما زالت اثاره شاخصة حتى اليوم”.
ويتطرق مؤلف الكتاب إلى حياة ومواقف الزعيم الصيني ماوتسي تونغ الذي انجز الثورة الشيوعية الكبرى في الصين والزعيم الهندي الكبير جواهر لال نهرو الذي ناضل من أجل استقلال الهند وتحررها من الاستعمار الانكليزي إضافة إلى المناضل اليوغسلافي جوزيف تيتو الذي “وقف موقفا صلبا ومبدئيا داعما للحقوق العربية وبخاصة قضية فلسطين وكان صديقا جريئا للعرب انطلاقا من انسجامه مع مبادئه المعروفة في تبني حق الشعوب المناضلة في تقرير مصيرها”.
وتضمن الكتاب مسيرة “هو شي منه” رائد النهضة القومية في الهند الصينية ومؤسس الدولة الفيتنامية إضافة إلى الزعيم العربي جمال عبد الناصر المعروف “بمواقفه القومية الأصيلة والصريحة ضد كل اشكال الاستعمار واغتصاب الأرض والحقوق والصهيونية واسرائيل ومختلف اشكال الرجعية العربية حيث ترك رحيله فراغا كبيرا في الوجدان والعاطفة العربيين وفي مشروع التحرر القومي العربي والنهضة الفكرية والسياسية القومية”.
ويقول الدكتور سليمان إن “الفجوة التي تركها عبد الناصر لم تدم طويلا حيث برز في سماء الامة العربية والفكر القومي العربي حافظ الاسد هذا القائد العربي التاريخي الكبير الذي عمل ليل نهار لسد الفراغ القومي العربي في مسيرة التحرر من الاستعمار والدفاع عن المقدسات وترسيخ الفكر النضالي العربي في اثار شاهدة حتى يومنا هذا”.
ويشير سليمان إلى أن الرئيس الجزائري الأسبق هواري بو مدين “لا يمكن أن ينساه السوريون وشرفاء العرب في مواقفه المشرفة سواء في حرب تشرين التحريرية عام 1973 او في الدفاع الصلب عن القضية الفلسطينية او في الوقوف الفعلي ضد اتفاقيتي كامب ديفيد ولكن الموت لم يمهله وفارق الحياة في ريعان شبابه وفي عز حاجة امته العربية اليه”.
وبحسب مؤلف الكتاب يعد الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو من “أنبل ثوار القرن العشرين حيث كان لنظامه الفضل الكبير في الانتقال بكوبا من نظام اجتماعي راكد ومجتمع متأخر الى مجتمع علمي ونجح في الحفاظ على استقلال بلاده بوجه الولايات المتحدة”.
ويرى مؤلف الكتاب أن قائد الثورة الإسلامية في إيران روح الله الخميني هو “أحد أكثر الزعماء السياسيين نشاطا في العالم وهو فيلسوف ومرجع ديني ورجل سياسة من الطراز الحازم وقاومت ايران في عهده وبعده الكثير من الضغوطات من أنظمة عربية والابتزاز الامبريالي والعقوبات الاقتصادية الجائرة بحق الشعب الايراني”.
ومن عظماء القرن العشرين نيلسون مانديلا الذي يعد بحسب مؤلف الكتاب “أيقونة من أيقونات النضال السياسي في القرن العشرين حيث قضى حياته سياسيا وثوريا ومناضلا مناهضا للتمييز العنصري وستبقى عزيمته النضالية مثالا خالدا للبطولة والوقوف في وجه الظلم العالمي وبحثا عن قيم التحرر والعدالة في العالم والتاريخ”.
ويؤكد صاحب كتاب “الحرية والعبودية بين الماضي والحاضر” أن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله يعد من “رموز مقاومة الاحتلال وقوى الاستعمار في العالم المعاصر وهو قائد اسطوري تاريخي سيبقى خالدا على مر الاجيال حيث قدم أنموذجا حقيقيا للإسلام ابتعد به عن جميع أنماطه الحديثة والمعاصرة الاخرى”.
ويشير الدكتور سليمان إلى أن “السيد الرئيس بشار الأسد هو آخر العظماء في هذا العصر حيث انصب اهتمامه على العمل لإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة واستعادة الجولان المحتل وعدالة الحق العربي في فلسطين المحتلة وسائر الاراضي والحقوق الاخرى المستلبة او المستباحة وتكريس مفاهيم الحق والسيادة والعدالة والشرعية الدولية في العلاقات العالمية”.
ويؤكد أن الرئيس الأسد “بات ظاهرة تختزل مفردات ومفاهيم أساسية وجوهرية في اللغة الضرورية والواجبة ومن اهمها انه مستقر منبع أمل وطني وقومي وانساني ومحط ثبات رجاء وابتسار ضرورات مستقبل مشرق قادم”.
يشار إلى أن الدكتور بهجت سليمان من مواليد اللاذقية 1949 حاصل على دكتوراه في الاقتصاد السياسي عام 1982 من اكاديمية العلوم الاقتصادية والسياسة في بوخارست وشهادة دكتوراه في العلوم العسكرية بالمراسلة من موسكو وهو سفير سابق لسورية في الأردن ولديه العديد من الاعمال الفكرية المنشورة في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.
شذى حمود
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: