موسكو-سانا
أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر مرفوض بالمطلق ويجب القيام بكل ما من شأنه “الحيلولة دون إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية”.
وقال بيسكوف في تصريح للصحفيين في موسكو اليوم.. إن الكرملين “دعا إلى تقييم متوازن للحادث الذي وقع في إدلب وهو يحث على عدم القيام باستنتاجات متسرعة”.
وأضاف “بالطبع كنا نظن أنه من الضروري اتباع نهج أكثر حذرا بكثير في التقييم ولا نعتبر من الممكن الانغماس في تقديم بعض التقييمات المتسرعة لما حدث في ريف إدلب”.
وتابع بيسكوف “إنها حقاً تطورات تهديد فعلي وهي جريمة خطيرة جدا وبشعة” معتبراً في الوقت نفسه” أن إعلان اللافتات على المواقع الالكترونية هو من وجهة نظرنا خطأ ونحن لا نتفق مع التقييمات التي تعطى هناك”.
وأوضح بيسكوف أن عدم اتفاق الكرملين مع التقييمات يعود إلى أنه مباشرة بعد وقوع هذه المأساة لم يكن لدى أحد إمكانية الوصول إلى المنطقة التي وقعت فيها وبالتالي لا يمكن لأحد أن يمتلك معلومات موثوقة.
وحول عرض ممثلة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيللي في اجتماع مجلس الأمن لصور ضحايا الحادث في إدلب بين بيسكوف أنه في مجلس الأمن كثيرا ما تعرض مواد غالبا لا تكون لها علاقة بالواقع وقال “إن إظهار الصور وبطبيعة الحال قد يكون دليلا مهما على وقائع معينة ولكن قد لا تكون هذه الصور من هذا القبيل ويمكن أن تكون نوعا من لفتة عاطفية لا أكثر ولا أقل ونحن نعلم أن في مجلس الأمن عرضت مواد مختلفة وليس فقط على الورق ولكن أيضا في عبوات زجاجية وغالبا ما كانت لإثارة المشاعر التي لا علاقة لها إطلاقا بالحالة الفعلية”.
وأكد بيسكوف أن وفاة الأطفال هو الأمر الذي تحاول روسيا تفاديه في سورية في السنوات الأخيرة وهو ما تعمل عليه بجدية كبيرة لأنه فقط بطرد الإرهابيين من الأراضي السورية يمكن أن تعود البلاد مرة أخرى إلى حالة الهدوء حيث لن يموت فيها الأطفال.
واعتبر بيسكوف أن الحادث بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب “يمكن أن يكون مفيدا على حد سواء كما لأولئك الذين يحاولون نزع الشرعية عن القيادة السورية المشروعة وكذلك للإرهابيين”.
وقال “بالطبع إن هناك قوى مستفيدة من الحادث وهي تدفع بالعمل لنزع الشرعية عن القيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية وهناك أيضا قوى الإرهاب وأولئك الذين يدعمون الإرهابيين” مشيرا إلى أنه عشية الحادث قدمت وزارة الدفاع الروسية توضيحات حول هذه المسألة.
وبشأن تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في الحادث لاحظ بيسكوف أن هذه المسألة هي فنية بحتة “والفكرة الأساسية فيها هي منع التوصل إلى استنتاجات متسرعة ضرورية لتبادل المعلومات فمن المهم جدا مقارنة المعلومات المتوافرة ثم يجري التوصل إلى الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها فيما بعد وليس قبل ذلك”.
وبين بيسكوف أن “أي استنتاجات تتخذ قبل هذا التبادل في المعلومات وقبل إجراء التحقيقات فإنه بالتأكيد لا يمكن اعتبارها الاستنتاجات التي تعكس الواقع”.
وكان بيسكوف أكد أمس أن روسيا ستواصل عملياتها لدعم جهود مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش العربي السوري بينما اعتبر رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف أن مزاعم الدول الغربية حول استخدام الجيش العربى السوري أسلحة كيميائية فى خان شيخون بريف إدلب تندرج في اطار محاولات عرقلة محاربة الارهاب في سورية.
بدوره أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا تدعو من جديد إلى إجراء تحقيق موضوعي وغير منحاز بشأن الحادثة الأخيرة المرتبطة بالمواد السامة في ريف إدلب.
وقال ريابكوف في تصريحات للصحفيين بموسكو اليوم “إننا نصر ونعلن بكل ثقة أنه لم يكن هناك أي استخدام للأسلحة الكيميائية بأي شكل كان سواء المواد السامة أو المواد الكيميائية المصنعة يدويا مثل الكلور التي يزعمون أن أحدا ما استخدمها في زمان ما في سورية”.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي أن المعطيات التي بحوزتنا تفيد وكما أكدت وزارة الدفاع الروسية بأن “ما حدث هناك كان عبارة عن إصابة ورشة لإنتاج العبوات الناسفة المحشوة بمواد سامة التي استخدمتها المجموعات الإرهابية وهناك أسس للقول بأنهم سيستخدمونها أيضا ليس في سورية فحسب بل في العراق كذلك”.
ودعا ريابكوف إلى إجراء تحقيق نزيه من قبل منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية “وخاصة أنها تمتلك جميع الأدوات اللازمة ومنها اللجنة الخاصة التي يتوجب عليها إرسال خبراء للتأكد مما حدث هناك وجمع الأدلة والعينات وما إلى ذلك”.
وقال “نحن ضد التحقيق عن بعد بواسطة جمع معلومات ما والتي تطلقها هذه “الخوذ البيضاء” سيئة الصيت والتي فقدت مصداقيتها نهائيا لانها تعمل لتحقيق مهمات وأهداف جيوسياسية كما أن موسكو ترفض عند التحقيق بمثل هذه الحوادث استخدام معطيات ما يسمى المرصد السوري في لندن”.
وأضاف ريابكوف “على خلفية الأحداث في الكثير من مناطق العالم وبديهي مع الأخذ بالاعتبار المأساة التي وقعت في بطرسبورغ أننا منفتحون ومستعدون للتعاون مع الولايات المتحدة بالحجم الأكمل وبأي شكل وبأي كثافة وعمق في هذه المسألة المهمة والأساسية بالنسبة للأمن الدولي اذا كان الجانب الاخر مستعدا لذلك طبعا”.
ولفت إلى أن التصريحات التي صدرت عن ممثلي الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة وما قبل السنة الماضية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً “تبعث على تفاؤل معين بالرغم من أنها لا تزال مجرد تصريحات بعد ويجب تحويلها الآن إلى لغة الأعمال الفعلية” داعيا زملاءه في واشنطن إلى التعامل مع هذه المسألة بمسؤولية وتفهم لوحدة الوضع وطابعه الفوري.
أوليانوف: المزاعم حول عدم وفاء سورية وروسيا بالتزاماتهما المتعلقة بالتخلص من الأسلحة الكيميائية لا أساس لها
بدوره أكد رئيس قسم منع انتشار الأسلحة والرقابة على التسليح في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف أن جميع مكونات الأسلحة الكيميائية أخرجت من سورية عام 2014.
وأشار أوليانوف وفق ما نقلت عنه وكالة نوفوستي الروسية للأنباء إلى أن اتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية في ريف إدلب متسرع وقال “لا بد من إجراء تحقيق معمق ونوعي”.
وردا على مزاعم ساقها نائب الرئيس الأميركى مايك بنس بعدم وفاء سورية وروسيا بالتزاماتهما المتعلقة بالتخلص من الأسلحة الكيميائية قال أوليانوف “إنها مزاعم لا أساس لها وحشو إعلامي” مضيفا “أنا لا أريد استخدام كلمات سيئة وخاصة أن الكلام موجه للشخص الثاني في التسلسل الهرمي في الولايات المتحدة ولكننا في هذه الحالة نتعامل ليس فقط مع انعدام للمسؤولية وانما مع جهل كامل بهذه القضية فالادارة الأميركية الجديدة بدأت مؤءخرا فقط بمراجعة السياسات الأميركية وعندما تنتهي هذه المراجعة نأمل أن نستمع إلى تصريحات أكثر دقة من المسؤولين الأميركيين”.
وتابع أوليانوف “ليس هناك من أساس أو أرضية للزعم الأميركي بأن اتفاق التخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية الذي رعته موسكو وواشنطن فشل ففي منتصف عام 2014 كانت كل المكونات الكيميائية أخرجت من سورية”.
وأضاف “أن الحمل الأكبر كان على دمشق وموسكو في هذه المسألة غير أن واشنطن بدورها كانت لها مساهمة مهمة في العملية” وقال “إن نائب الرئيس الأميركي يسعى من خلال تصريحاته إلى اتهام دمشق بإخفاء جزء من الأسلحة الكيميائية وتوجيه مثل هذه التهم يتطلب حججا وذلك ما يفتقده الأميركيون”.
وكان القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الامم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر أكد خلال جلسة لمجلس الأمن أمس أن سورية مستمرة فى تنفيذ جميع تعهداتها التي التزمت بها حين انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وترفض رفضا تاما تزوير الحقائق وفبركة الاتهامات.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: