دمشق- سانا
على مدار يومي الجمعة والسبت الماضيين استمع جمهور مهرجان يا مال الشام لمجموعة من المواد الأدبية لشعراء وكتاب تنوعت بين القصيدة والمقطوعة والخاطرة.
وتباينت مستويات النصوص المقدمة التي تناولت في معظمها قضايا وجدانية وذاتية عبرت عن تجارب شخصية لدى المشاركين وظلت في أغلبها تدور في دائرة الكلمات البسيطة التي لا تتعدى المحاولات كما فعل الكاتب علي صقر في نصه الذي سماه يا مال الشام مازجا بين النص العامي والفصيح حيث يقول أمس يا سميرة أمس يعني من كام سنة ويوم سقوط بغداد شفنا على شاشات الفضائيات كيف هربوا المجانين.
في حين تجاوزته بسمة شيخو التي حاولت أن تقارب قضايا انسانية في حياة مجتمع وسط ظروف صعبة لتصل إلى مستوى فني وفق عباراتها وألفاظها التي اتكأت عليها كما جاء في نص عاشق جاهل فتقول كبدر معلق بحبال الغسيل يحاول تحريري وإفلاتي في الفضاء.
كما قدمت الفنانة ليزا ميخايل أفكارا شرحت من خلالها ملامح المسرح وتطوراته إضافة إلى الدعوة للوقوف بجانب الأطفال والمشردين الذين أصابهم أذى بسبب الأزمة.
في حين لم يقدم أحمد اسكندر سليمان ما كان متوقعا منه فقدم عبارات أدبية تدور في فلك النثر وتصل إلى الخاطرة حيث خلت من الموسيقا وانفلتت منها في معظم الأحيان محاولا أن يقدم نصا يصل فيه إلى مستوى الأدب كما جاء في عنوانه الحبر الضال أنا الاصابع النشوانة بين خيوط أنوالك أنا الثمل الذي تلطمينه ويقبل يديك أنا العطر المشتاق لأسبابه أنا الميسم المتباهي بين بتلاتك.
كما جاءت خاطرة أماني محمد ناصر معبرة عن عواطف امرأة تعيش تجربة اجتماعية حاولت أن تقدمها دون ارتكاز على رؤية فنية تسمح لها بإدراج ما قدمته تحت عنوان أو مسمى وتقول في نصها رقصة أغمضت عينيها الدامعتين وراحت في رقصة طويلة معه أحرقت بين يديه ذابت على كتفيه تاهت فى عينيه.إلا أن عائدة محمد كانت تجربتها تحمل بعض العبارات الابداعية المبتكرة التى ارتقت بمستوى نصها معبرة عن واقع نفسى شخصى من خلال نصها الذى جاء بعنوان مرت كنجمة حالمة ينبض في أحشائها الضوء مرت كغيمة مثقلة يتساقط طيبها فتعشب أرواح ظمأى عيون أكثرها نداء.
كما قدمت الكاتبة ريما عفلق بعضا من تداعيات الحب وفق دفق عاطفي أدت من خلاله عبارات أدبية دون أن تعتمد على نغم موسيقى محاولة أن تصوغ مشاعر امرأة بقالب أدبي وتقول في نصها سلاف الروح أيا سلطان العشق لا تلمني أراك ما زلت تهيم في فلك يتمي أتحسب اني مسرفة بالهوى ولا أملك قرارا.
في حين تطور النص الابداعي إلى درجة الشعر فيما قدمته ليندا ابراهيم وفق أدوات ودلالات وأسس شعرية امتلكتها فصاغت عباراتها وأدتها بالقاء أوجد رابطا عاطفيا بين نصها والحضور وبين كلماتها والموسيقا التي امتزجت بعباراتها تقول بقايا غمام على الروح يهمى سلام اذا يا أمير الغمام ويا درب الوعر ذابت خطانا عليك ونحن نحاول أهداب حلمك يا حب أسراب طيفك نحو الظماء اليك.
وقدمت الكاتبة الشابة دانا العقباني نصا أدبيا يحمل رؤية فتاة تقدم تجاربها الأولى بنجاح محاولة أن تطور عباراتها ضمن مفردات لغوية أدت الفاظها الدور المطلوب منها كما تملك طموحا واضحا في الوصول إلى نجاح قادم تقول في نص هل يكفينى الوقت يحق للموت الان أن ينتصر أن يرفع رايته على جسدي ويزغرد أن يشرب نخب انتصاره وهزيمتي ما عدت أرغب الياسمين ولا حتى أزقة من حجر أسود.
ورأى عدد من النقاد أنه يجب التحضير للمهرجان باهتمام أكثر وخاصة فيما يجب أن يقدمه لاغناء الساحة الثقافية السورية التي اعتادت على حضارة أدبية عريقة منذ آلاف السنين معتبرين أن المهرجان ظاهرة جديدة إلا أنها لم تخضع لانتقاءات سليمة واكتفت بالاعتماد على ما هو منشور عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وعن المهرجان قال الشاعر المحامي سمير بدرة إن ما سمعته في الملتقى بعيد عن الشعر الموزون سواء أكان من شعر الشطرين أو التفعيلة وما هو إلا كلام عادي أو محاولات نثرية وخواطر ابتعدت عن الانتقاء الصحيح باستثناء الشاعرة ابراهيم التي قدمت شعرا حقيقيا متمنيا أن تكون الملتقيات الاخرى أكثر حذرا ودقة في الانتقاء.
في حين رأى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق أن المستويات ضعيفة جدا ومليئة بالاخطاء ويجب أن تخضع إلى تدريب أكثر حتى تصل وترقى إلى مستوى الأدب.
محمد الخضر