الشريط الإخباري

ندوة لأدب الأطفال وأثره في بناء الشخصية بثقافي أبو رمانة- فيديو

دمشق-سانا

النهوض بثقافة الطفل والوصول إلى صيغة تربوية متكاملة تشمل الجوانب النفسية والسلوكية والصحية والاجتماعية كانت الهدف الأساسي للندوة التي أقيمت ظهر اليوم بعنوان (ندوة أدب الأطفال وأثره في بناء الشخصية وتنمية الإبداع) في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.

وركزت الندوة التي شارك فيها مختصون في الكتابة الإبداعية للطفل وعلم النفس التربوي على مجموعة من المحاور الأساسية التي شملت القيم التربوية ودور المؤسسات التربوية في أدب الطفل والتربية ومنهجية البحث إضافة إلى منشورات الطفل بين الورقيات والالكترونيات.2

وأكد الدكتور وضاح الخطيب مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب خلال افتتاح الندوة أن الهدف هو الإستفادة من خبرات المختصين من مشارب مختلفة في مجال أدب الطفل بهدف التركيز على ثقافة اجتماعية متكاملة لافتاً إلى سعي هيئة الكتاب الدائم لنشر ثقافة القراءة وخاصة عند الطفل لبناء مجتمع متكامل بكل فئاته.

ويعتبر العمل على رفع ثقافة الطفل هدفا أساسياًً من الأهداف التي تعمل عليها وزارة الثقافة وفق برامجها وهذا ما أكد عليه توفيق الإمام معاون وزير الثقافة في تصريح ل سانا مشيراً إلى أن أهمية الندوة تكمن في استقطابها لعدد كبير من الأدباء والمفكرين والمختصين بأدب الأطفال مترافقة مع معرض وورشة عمل تعليمية للأطفال مع سعي الوزارة الدائم لتنمية قدرة الأطفال بالندوات أو بالأمسيات أو حلقات الكتابة وورشات العمل وغيرها.

واختارت وزارة الثقافة أن تكون الندوة مترافقة مع ورشة للكتابة الإبداعية يتعلم خلالها الأطفال بشكل عملي طرق الكتابة بإشراف متخصصين فالورشة حسبما أشار غسان كلاس مدير منشورات الطفل في الوزارة هي إحدى مرتكزات الفعالية لدورها في تكريس مسألة التفاعلية بين الأطفال والمشرفين على الورشة وبين الكتاب الالكتروني والكتاب المقروء إضافة إلى تعزيز مسألة الكتابة للتمييز بينها وبين الريشة فالأطفال يرغبون بالتعبير عن مكنوناتهم إما بالألوان أو الكتابة.

ويعطي مدير منشورات الطفل أهمية كبيرة لدعم الكتابة بشكل مواز للرسم بحيث يشرف على الأطفال أساتذة متخصصون في أدب الأطفال تصحيحاً وتنقيحاً وإرشاداً والتركيز على مسائل التقويم والتقييم في المسائل اللغوية والنحوية.15

ويبقى الهم بالنهوض بالواقع الثقافي للطفل السوري هو الهدف الذي اجتمع عليه المشاركون في الندوة والذين أشاروا إلى أن الأمل بنهوض سورية هو تعزيز ودعم ثقافة أطفالها حيث تحدثت الدكتورة بثينة الخير الخبيرة التربوية في مجال التعليم عن دور المؤسسات التربوية والمجتمعية في مجال أدب الأطفال بالإطلاع
على واقع الطفل في سورية أولاً والوطن العربي ثانياً ومعرفة سلبيات برامج الأطفال التي يشاهدها ليأتي بعدها دور المؤسسات التربوية التي تبدأ بالأسرة ثم المدرسة ثم المنظمات المعنية في ممارسة الأنشطة اللاصفية.

وتشير الخير إلى أن تأليف الكتاب للطفل يجب أن ينطلق من حاجاته الغذائية والتعليمية وتنمية الثروة اللفظية والحس الخيالي والشعور الروحي والوطني وحس المواطنة لديه والتركيز على العودة إلى تراثنا وخلق شخصيات منه والإهتمام بعالم النبات والحيوان البحري والبيئة.

بينما كانت القيم التربوية في أدب الأطفال العنوان الأساسي الذي انطلقت منه الدكتورة أميمة ابراهيم عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية أدب الأطفال حيث قدمت تعريفات عامة عن أدب الأطفال ومفهوم الكتابة للأطفال والقيم التربوية الموجودة في المناهج في سورية وحالة التلائم والتلازم بين الحالة الجمالية في أدب الأطفال والقيم التربوية بحيث لا تطغى القيم التربوية على الناحية الجمالية مع التركيز على زرع القيم الوطنية والجمالية والذاتية المتعلقة بحياة وصحة الطفل وقيم العدالة والحق والخير والجمال وحب الوطن وعالمه وترابه.11

بينما اختار الكاتب أحمد قرانيا الحديث عن أدب الأطفال والهوية حيث أشار إلى أن الهوية هي مشاعر يحملها الطفل من خلال قراءته للقصص والشعر ليتشكل ضميره ووجدانه وانتماؤه واستخدام الرموز المتعلقة بحب الوطن.

ولأن المنهج العلمي هو عامل أساسي في تطوير أدب الطفل فقد اختار الكاتب نزار نجار الحديث عن التربية وأهدافها ومنهجية البحث في الكتابة والتأليف للأطفال مبيناً أهمية تربية الطفل تربية حقيقية متفوقة تجعله ينخرط في المجتمع ويصبح إنساناً بحق وهذه مسؤولية المدرسة والبيئة الحاضنة للطفل.

ولم تغب التكنولوجيا عن محاور الندوة للدور الكبير الذي باتت تلعبه في ثقافة الطفل حيث تحدث الكاتب خليل البيطار عضو اتحاد الكتاب العرب عن الكتاب الورقي والالكتروني ودوره في تعميم أدب الأطفال مقارباً نظرة المعلمين لأدب الأطفال ومستوى النشر للكتب والدوريات التي تصدر ومشاركة المعلمين وتعميم أدب الأطفال
وتوصيله بوسائل مختلفة مثل المراكز الثقافية والمراكز الجوالة والمكتبات المدرسية.

بينما قدمت المترجمة ميرنا اوغلانيان عضو اتحاد الكتاب العرب ورقة عمل عملية عن وسائل تنمية الإبداع عند الأطفال من خلال عالم متكامل من الخيال والسحر وترك الطفل يختار أي جنس أدبي يميل إليه لأن كل واحد يدخله إلى عالم مختلف نعبر به إلى مرحلة مقبلة لبناء جيل لصيق بالادب للنهوض بالحالة الثقافية بشكل عام.7

ولم تغفل الندوة التطرق إلى الدوريات الطفلية السورية ومدى تحقيقها لاحتياجات الأطفال من خلال ورقة عمل الدكتورة أمل دكاك التي تحدثت عن هذه الدوريات واعتمدت مجلتي أسامة وشامة كنموذج فالأولى حسب دكاك مجلة عريقة يكتب بها كبار الأدباء المهتمين بتنشئة الطفل تنشئة ثقافية سليمة استطاعت أن تعد أجيالاً من خلال أبوابها المتنوعة في القصة المكتوبة والمصورة والزوايا الثقافية والمسابقة والتعارف.

أما مجلة شامة فهي حسب دكاك موجهة للأطفال دون السابعة وتضم ما يناسب هذه المرحلة لافتة إلى أهميتها ودورها في تنشئة الأطفال وبناء شخصيتهم والتركيز على القيم.
بينما تطرقت راما عمر باشا كاتبة للأطفال إلى أدب الأطفال وتأثيره والوسائل التربوية المختلفة لبناء الفكر والسلوك عند الأطفال.

وعن تقييمه للورشة تحدث الدكتور جهاد بكفلوني معاون مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب مبيناً أهميتها لأن اكتشاف موهبة الطفل لا تقل أهمية عن اكتشاف ثروة معدنية وإبداع الطفل ينتقل من جيل إلى جيل وكان لزاما على الهيئة من خلال السياسة العامة لوزارة الثقافة البحث عن المواهب الكامنة ورعايتها ولاسيما أننا نمر بمرحلة عصيبة وعلينا أن نواجه الموت والدمار والبارود بالثقافة والعلم.