الشريط الإخباري

تمكين اللغة العربية والحفاظ عليها في ندوة بمكتبة الأسد الوطنية

دمشق-سانا

ركزت ندوة يوم اللغة العربية التي أقامتها الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع اللجنة الفرعية لتمكين اللغة العربية صباح اليوم حول ضرورة الحفاظ على اللغة العربية وتمكينها في كل المجالات باعتبارها رمز هويتنا وقوميتنا وعروبتنا.

وأشار عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح في تصريح للصحفيين إلى أن اللغة العربية “لغة عابرة للحدود والجغرافيا” وتعد من أهم اللغات في العالم والأكثر انتشارا بين اللغات الست ومن أقدم اللغات السامية وتحمل مخزونا حضاريا للأمم والشعوب عبر التاريخ مبينا أن اللغة العربية تعتبر أحد أعمدة هويتنا القومية والوطنية.

ولفت المفتاح إلى أن الحفاظ على اللغة العربية هو أحد الأساليب لمواجهة الغزو الثقافي وذلك من خلال التأكيد عليها بشكل أساسي في إطار التعليم في جميع مراحله مشيرا إلى أن الابداع الحضاري هو الذي يجعل اللغة العربية أكثر اثراء وحضورا في إطار الهجمة الشرسة على اللغة الفصحى الأمر الذي يحتم إيجاد آليات لضبط عناصر تكوين هذه اللغة ولا سيما في مجال الإعلام والثقافة وغيرها.

وبين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور ثائر زين الدين في كلمة وزارة الثقافة أن سورية طرحت مشروعها اللغوي على أعلى المستويات السياسية وبدأت العمل على ذلك منذ عام 2003 إلا أن “الدول العربية الاخرى أثبتت أنها أمة بلا مشروع لغوي ولم تكن مخلصة لأسلافها في التعامل مع اللغة العربية الجميلة والعظيمة والواحدة” محذرا من أننا “سنجد أنفسنا بعد خمسين سنة دون لغة قومية عروبية إذا لم يتم العمل على النهوض باللغة العربية وتمكينها عند جميع شرائح المجتمع ولا سيما عند الأطفال والأجيال الشابة”.

وأشار الدكتور محمود السيد نائب رئيس مجمع اللغة العربية في مداخلته التي جاءت بعنوان “لجنة التمكين للغة العربية.. نشأتها وتاريخها وإنجازاتها” إلى الصعوبات التي تعانيها اللغة العربية وتتمثل بالأخطاء اللغوية التي يرتكبها المعلمون في العملية التعليمية ومناقشات رسائل الماجستير والدكتوراه التي تكون بالعامية إضافة إلى الهجين اللغوي الذي يستعمل أحيانا في الدعايات إضافة إلى القصور في التعليم اللغوي وفي اكساب المتعلمين مهارات التعلم الذاتي وقلة الصناعة الثقافية الموجهة إلى الأطفال وغياب القدوة الحسنة من الكبار والصغار.

وشدد السيد على ضرورة مواجهة التحديات أمام اللغة العربية عن طريق تعزيز الانتماء إلى اللغة في جميع المجالات والتركيز على أساسيات المعرفة و”تشريع قوانين لحماية اللغة” موضحا أن حماية اللغة هي “مسؤولية جماعية” وعلى أبناء المجتمع كافة أن يكونوا حريصين على النهوض باللغة والارتقاء بها.

ولفت السيد إلى أن لجنة التمكين للغة العربية وضعت خطة عمل وطنية للنهوض بواقع اللغة تضمنت 29 بندا لوزارة التربية و16 بندا للتعليم العالي و23 بندا للإعلام و 18 بندا للثقافة و14 بندا لمجمع اللغة العربية و6 بنود لاتحاد الكتاب العرب وغيرها حيث ينبغي لجميع الوزارات والمؤسسات أن تؤدي دورها في حماية اللغة العربية عن طريق لجنة التمكين للغة الموجودة فيها.

وبين رئيس لجنة التمكين للغة العربية أن سورية “قطعت خطوات في تمكينها للغة العربية وما زال أمامها خطوات كثيرة ونحن واثقون من أننا نسير في المسار الصحيح رغم الصعوبات والعقوبات التي نواجهها ولكننا مستمرون بالعمل من أجل لغتنا العربية لأن من يخدم لغته يخدم أرضه وكيانه وهويته وتراثه وأباءه وأجداده”.

وبين الدكتور عبد الناصر عساف في مداخلته التي جاءت بعنوان “الوعي اللغوي وأثره في التمكين للعربية” أن الوعي اللغوي إصطلاحا هو معرفة ما ينبغي معرفته عن اللغة وطبيعتها وخصائصها وواقعها ومكانتها وأثرها في بناء الأمة وتكوين الثقافة والحضارة لافتا إلى أن اللغة العربية هي لغة هوية بأبعادها المختلفة ولغة تواصل وتفاهم وتعاون وأن امتيازها بالامتداد الزماني الطويل والانتشار الجغرافي العظيم مكنها من أن تكون لغة دولية فكانت اللغة الخامسة عالميا ومن اللغات الست التي اعترفت الأمم المتحدة باستعمالها في منظماتها.

رافق الندوة حفل توقيع كتابي “قضايا راهنة للغة العربية” لمؤلفه الدكتور محمود السيد و”العربية.. مختارات من أسرارها وأخبارها” لبيان الصفدي الصادرين عن الهيئة العامة السورية للكتاب حيث يرفض السيد في كتابه مصطلح اللغة العربيزية التي انتشرت بين أوساط الشباب على الشابكة والهاتف المحمول وانتقلت إلى الاستعمال التجاري والدعاية والإعلان مبينا مخاطرها وآثارها السلبية على لغتنا العربية وداعيا إلى التمسك بلغتنا رمز هويتنا ووجودنا وما سماه بذاتيتنا الثقافية ومتطرقا في فصول كتابه إلى ضرورة استخدام التقانة في تعليم اللغة من خلال الرزم التعليمية والمختبرات اللغوية ومبيناً أهمية التعليم الإلكتروني في تعليم اللغة.

كما يتناول الصفدي في كتابه جملة من أسرار وأخبار اللغة العربية على صعيد النحو والصرف في نصوص كلاسيكية معروفة متطرقا إلى الاشتقاق وعلم اللغة والمعجم والبلاغة وفقه اللغة متعرجا على جملة من الطرائف التي عرفها تاريخ النحو.

شذى حمود

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency