S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
السويداء-سانا
انطلقت مساء اليوم فعاليات مهرجان السويداء الأول للأفلام القصيرة تحت عنوان “صور ومرايا” وذلك في مقر منظمة جذور سورية بمدينة السويداء.
وبين رئيس اللجنة المنظمة المخرج عصام الداهوك ان المهرجان جاء بمبادرة مجموعة من المختصين بهدف تفعيل ثقافة الصورة واثراء مشهد السرد البصري والمساهمة في تنشيط الحياة الثقافية والفنية وتبادل الخبرات في مجالات صناعة السينما.
وأشار الداهوك إلى أن الفيلم القصير لغة قائمة بذاتها ومثلما أن القصة ليست ملخصا للرواية كذلك الفيلم القصير ليس ايجازا لفيلم طويل انما هو فن يرتكز على الموقف وليس على البناء السردي المبني على الحبكة في الفيلم الطويل وهو ايضا فن الشذرات والمنمنمة والقصة القصيرة والسوناتا السينمائية.
وافتتح عروض المهرجان فيلم “افتقدك” للمخرج عصام الداهوك حيث يتناول في ست دقائق مدة الفيلم حسب مخرجه تأثير الحرب الارهابية وانعكاساتها المؤلمة على الأطفال وما تركته من شروخ عميقة مؤلمة وآثار نفسية في أعماقهم وذاكرتهم واثر ذلك على العملية التعليمية والتربوية.
ويبدأ الفيلم بمشهد الطفلة البطلة “شمس أبو لطيف” الجاثمة فوق جثمان الشهيد على الأرض المحترقة والمصبوغة بالسواد لتسترجع في تلك اللحظة حياتها الآمنة في مدرستها وأوقات اللهو والمرح مع صديقاتها ليعود المشهد المؤلم الذي دمر حياتها إلى مخيلتها حينما حدث الهجوم على مدرستها واستشهد مدرسها فتعود إلى الواقع وتشتاق العودة إلى المدرسة لتقرأ الكاميرا خلال تجوالها الدمار والخراب وما آلت إليه حالة المدرسة بعد الحرب.
وتابع المهرجان عروضه بفيلم “فولت حار جدا” للمخرج باسل طه والذي عرض في اكثر من 30 بلدا و شارك في الكثير من المسابقات السينمائية المحلية والدولية والحائز على العديد من الجوائز هو حسب مخرجه عمل سينمائي يتعلق بالوجود الانساني ككل والخطيئة التي كانت وراء وجود البشر والتي كانت سبب لسعادة او حزن أو صراع الانسان مع الحياة محليا ووجوديا حيث يثير الفيلم مجموعة من الاسئلة حول الحياة والوجود وأسباب الألم اليومي في تفاصيل حياتنا وينقل من خلال اللغة البصرية والحوارية الرمزية عبر ممثل واحد هو نفسه صانع وكاتب الفيلم “طه” رسائل مكثفة جدا في سبع دقائق ومن خلال فواصل زمنية عبر انقطاعات كهربائية مجازية.
تلاه عرض فيلم “العداء” للمخرج سامر نصرالله الحائز على المركز الأول في مهرجان “تروب فست أرابيا” لتطوير صناعة الافلام القصيرة في دورته الثالثة التي أقيمت في الإمارات العربية المتحدة ويتحدث في سبعة دقائق عن شخصية عداء شارك بالعديد من الألعاب الأولمبية مسجلا أرقاما قياسية ليصاب بعد تقدمه بالعمر بمرض التهاب المثانة النزفي فيصور الفيلم صعوبة تحركه في منزله الكائن في دمشق القديمة وسباقه الخاص للوصول الى الحمام بمشاهد مؤثرة تحمل العديد من الرسائل الانسانية.
واختتمت عروض اليوم الاول بفيلم “ثلاثة مسامير فقط.. زحل يلتهم ابنه” للمخرج أحمد الحاج حيث يتحدث بتكثيف في نحو سبع دقائق عن آلية تحويل الإنسان إلى مسمار ثم إعادته إلى إنسان مرة أخرى بأسلوب رمزي سريالي حيث يمكن ان يفسر باكثر من طريقة وفقا لحالة من يشاهده حسب مشرفه العام محمد موسى حيث يلامس كل شخص ويجسد قضايا اجتماعية حيث تختلط فيه أوجه المعذبين وصرخاتهم مع أصوات تنبئ بحجم الدمار والقهر القادم ربما كإشارة للعجز أمام القدر وفي النهاية تظهر لوحة “زحل يلتهم ابنه” وهي واحدة من 14 لوحة تسمى اللوحات السوداء رسمها الإسباني “فرانشيسكو جويا” وتصور الأسطورة اليونانية عن “كرونوس” الذي يخشى أن يطيح به أبناؤه فيقوم بأكلهم عند ولادتهم والتي يفسرها البعض على انها القدر او الحياة او المجتمع الذي يعتصر الناس.
وجرى عقب عرض كل فيلم مداخلات نقاشية تناولت مختلف جوانبه الفنية والاخراجية حيث اكد الحضور على جودة الافلام ورسالتها الهادفة وقيمتها المعنوية والفنية والتي تعكس حالات ابداعية لدى شباب استطاع من تجسيد موهبته وطاقاته رغم ان بعضها يعد التجربة الاولى له في صناعة الافلام القصيرة حيث رفدت الحالة السينمائية المحلية ولتشارك في العديد من المسابقات المحلية والدولية وتنال على جوائز هامة لتؤكد قدرة الشباب السوري على الابداع والمنافسة رغم كل الظروف.
حضر عروض المهرجان مخرجين وفنانين وكتاب سيناريو وحشد من المهتمين والشباب في المحافظة.
ويختتم المهرجان فعالياته غدا بعرض فيلمي مسرح الدمى إخراج رامي الحميدي و لو إخراج غالب فليحان على أن يسبقهما ندوة من محورين حول السينما والإعلام وتقنيات الفيلم القصير.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
