دمشق-سانا
تحول لقاء العائلة في مسرحية زيتون بعد طول غياب من استحضار ذكريات الطفولة إلى مواجهة بين الأخوة على ميراث الأب والأم المتوفيين فالأخت الكبرى علياء مع شقيقها حسان قررا أن يبيعا كرم الزيتون لتاجر عقارات عاد من السويد برؤوس أموال غامضة حيث تتحول لمة الأشقاء إلى حلبة صراع في المسرحية التي ألفها طارق مصطفى عدوان وأخرجها الفنان مأمون الخطيب.
المسرحية التي تعرض حاليا على خشبة الحمراء تناولت أحلام الشباب في الحرب ومناكفة ذوي القربى وصراعهم على إرث الآباء بين وجهتي نظر الأولى قررت الانتهاء من هذا الإرث لتوظيفه في حياة استهلاكية عابرة والهجرة عن البلاد والثانية تمسكت بجذورها وبيتها متمثلة في شخصيتي مجد وأمل جنباً إلى جنب مع خطيبته صبا لنكون أمام ما يشبه مرافعة بين جيلين وضعهما كل من كاتب العمل ومخرجه في مجابهة لا تلبث أن تنتهي بصد المشروع الرأسمالي وتنحيته بعد إصرار كل من الشقيقين والخطيبة على موقفهما برفض بيع حصصهما من بيت الآباء والأجداد.
العرض الذي أنتجته مديرية المسارح والموسيقا – المسرح القومي عاد إلى مناقشة هادئة لمآلات الشخصيات مرتكزاً على سينوغرافيا الفنان نزار بلال وموسيقا عاصم مكارم ووفق مسرح مؤسلب “الابتعاد عن المحاكاة التصويرية للواقع والاكتفاء بتقديم علامات تدل عليه” في لغته المشهدية فاتحاً الفضاء على شبه مساحة فارغة مرمزاً قبر الأب والأم بلوحتين ضوئيتين في عمق الخشبة بينما كانت لغة التجريد واضحة في قسمات السينوغرافيا التي ذهبت إلى التخييل في أقصى درجاته مبدلةً شجر الزيتون بمربعات متشابكة انعكست عليها إضاءة ريم محمد تاركة لطخاتها المتوازنة على فضاء العرض.
بالمقابل استطاع الممثلون في هذه التجربة نقل الاختلافات القائمة بين وجهتي نظر أطلت على ظواهر اجتماعية قاربها النص على ألسنة الممثلين مرة بحوارات لاذعة لشريحة تجار الأزمات ومرة عبر معالجة درامية فسرت تلك الالتباسات بين من التزموا بحبهم للمكان وبين من غادروه وغدروه بعد أن سرقوا كحله وزيته وخانوا تراب آبائهم لتبدو زيتون تجربة معقولة في محاكاة الواقع من خلال تشريح هادئ للأسرة عكست واقع الأسرة الكبيرة في ظل الأزمة.
مخرج العرض قال في حديث لـ سانا.. “خصوصية هذه التجربة بعد عروضي السابقة “نبض هدنة كلهم أبنائي” أنها استمرت في التطرق إلى أثر الحرب على سورية بحيث أنها أثرت حتى في تفكير أهل البيت الواحد والاختلاف في وجهات النظر والتعرض إلى مشكلة النفاق الاجتماعي والشخصي والاستفادة من الظرف الراهن لتحقيق مآرب شخصية مقابل وجهة نظر ترفض كل هذا الخراب في الأفكار عن طريق رفض فكرة التقسيم والبيع والتشبث بالأرض بما تحوي من رموز الزيتون ودلالاته والشهيد وقبور الأقدم”.
أما عن التعاون مع الموءلف طارق عدوان فبين الخطيب أنه كان عن طريق التشارك في الأفكار ومحاولة تجسيدها برؤية إخراجية تلتزم الأمانة بنقل الفكرة بعد التشاور الكامل والتحاور مع الكاتب يذكر أن عرض زيتون من إنتاج وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا وهو من تأليف طارق مصطفى عدوان وإخراج مأمون الخطيب وتمثيل كل من الفنانين.. “رنا جمول غسان الدبس مازن عباس وئام الخوص إبراهيم عيسى ميريانا معلولي” فوتوغراف يوسف بدوي أزياء ولاء طرقجي معالجة درامية.. سهير برهوم ماكياج منور العقاد تنفيذ فني للديكور حسان حيدر تنفيذ الإضاءة عماد حنوش تنفيذ الصوت.. راكان عضيمي مدير منصة.. سمير أبو عساف مسؤول إكسسوار.. أحمد عبد الغني مسؤول ملابس.. عماد سعيدان.
والعرض مستمر يومياً الساعة السادسة مساء على مسرح الحمراء ما عدا يوم الجمعة.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: