“كفر اللحف” من أقدم القرى العامرة في جبل العرب وآثارها تروي حضارتها

السويداء-سانا

تروي قرية “كفر اللحف” الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة السويداء بنحو 15 كم تاريخ حضارات مرت على هذه المنطقة وتركت آثارها في أرجاء القرية.

وشكلت “كفر اللحف” إحدى أقدم القرى في منطقة اللجاة والواقعة فوق صبة بازلتية على لحف “اللجاة” الجنوبية عقدة مواصلات خلال العصر الروماني حيث كان يمر بقربها الطريق القادم من بصرى باتجاه دمشق وتوجد فيها آثار واضحة للطرق الرومانية ومن بينها طريق مرصوف بالحجارة البازلتية قادم من مدينة بصرى الشام ويمر بين بلدتي مجدل الهنيدات وريمة اللحف ثم الى عريقة وخربة الرصيف.

وتتميز  القرية بطبيعتها الخلابة وخاصة خلال فصل الربيع حيث ترتفع عنسطح البحر نحو 870 مترا ويمر منها وادي قنوات وتتبع لها مزرعة تسمى “دير اللبن” وترجح بعض المصادر تسميتها الى شكل الصبات البازلتية التي تغطي أرضها والتي تكونت كتقلبات اللحاف.

ويشير الباحث في آثار المنطقة  حسن حاطوم الى أن إعمار القرية قديم ويعود الى عهود الأنباط والرومان والغساسنة والبيزنطيين والعرب المسلمين ومن آثارها الباقية الى يومنا هذا بقايا معبد وثني حول الى جامع في العهد العربي الإسلامي وبقيت في جدرانه الجنوبية أقواس منحوتة ومزخرفة بالإضافة الى مطاحن مائية في شرقي القرية على طريق الوادي حيث تهبط شلالات صغيرة تعرف باسم “الكتان” .

ويلفت  حاطوم الى أن كفر اللحف تضم عددا كبيرا من المعالم الأثرية التي تحتوي على عناصر معمارية قديمة وزخارف وأفاريز وسواكف وأبواب حجرية وكتابات ونقوش مختلفة مشيرا الى أن الباحث ج.ل.بركهاردت ذكرها في مؤلفه..”رحلات في سورية والأرض المقدسة” “جبل حوران في القرن التاسع عشر” حيث بين أن القرية تقع على حدود اللجاة وجبل حوران وتوجد فيها بركتان تمتلئان في أيام الشتاء بواسطة فرع من “وادي قنوات” وبقربها توجد بقايا جدران ضخمة وعلى تل منفرد ونحو الجنوب الشرقى منها توجد قرية “دير اللبن”.

فيما وصفها الباحث ج.ماسكل عام 1944 بأنها تقع في أطراف منطقة “اللجاة” وفي منتصف الطريق بين السويداء وشهبا وفيها مدفن موقعه في الطرف الغربي من القرية يعود الى القرن الثاني أو الثالث الميلادي ويتمثل كبرج بثلاثة طوابق وفي القاعدة المعتبرة طابق تحت الارض توجد غرفة تحتوي على ثلاثة نواويس حجرية ثابتة وموجهة من الشرق الى الغرب.

كما تضم القرية مدفنا برجيا بارتفاع نحو7 أمتار في طابقه الأرضي غرفة للموتى وهي بحالة جيدة ومسقوفة ببلاطات بازلتية مع مدخل على الواجهة الجنوبية تعلوه كتابة يونانية تذكر أن هذا المدفن لشخصية تدعى سيليستينوس والزوايا الخارجية للمدفن مزخرفة بأعمدة نصفية مربعة ذات طراز أيوني مع أفريز حيث يمثل هذا المدفن نموذجا للمباني التاريخية في جبل العرب.

كما ينتشر حولها العديد من الخرب القديمة مثل “كوم التينة” و”خربة الصوان”.

ويعمل معظم سكان القرية الذين يبلغ عددهم نحو 3000 نسمة في زراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والعدس بالإضافة الى زراعة الاشجار المثمرة مثل الزيتون واللوزيات والليمون الى جانب تربية المواشي .

يشار الى أن القرية تقع على بعد نحو 9 كيلومترات الى الجنوب الغربي من مدينة “شهبا” الأثرية ويحدها قرى المجدل وجديا وريمة اللحف.

سهيل حاطوم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency