“الزراعة دون تربة”…مشاريع صغيرة لها روادها في محافظة اللاذقية

اللاذقية-سانا

بدأت ظاهرة الزراعة بالماء بدلا من التربة تجد طريقها الى بعض بيوت مدينة اللاذقية الذين وجد أصحابها فيها مشروعات صغيرة لها مردودية اذا تمت بشكل مناسب إضافة الى ميزاتها من سهولة القيام بها وانخفاض تكاليفها.

يثرب صالح من قرية فيديو بريف اللاذقية أحد المزارعين الذين اختبروا هذه الزراعة مؤخرا أوضح لنشرة سانا سياحة ومجتمع أنه بدأ تجربته بزراعة هنغار في حديقة منزله تبلغ مساحته 25 مترا بالطول وعرضه 8,40 أمتار حيث قام بزراعة الخيار والفاصولياء “العيشة” ضمن فلينات بما يقارب 420 فلينة.

وأضاف…أن “إنتاجه كان جيدا ومشروعه حقق له دخلا معقولا” ومواده الأولية غير مكلفة.

وذكر المهندس الزراعي محمد ابراهيم أنه من فوائد هذه الزراعة عدم الحاجة للفلاحة والتعشيب والتعقيم والتخلص من  أمراض التربة. والزراعة بواسطة الماء بحسب ابراهيم هي مجموعة نظم لإنتاج المحاصيل بواسطة محاليل معدنية مغذية فقط عوضا عن التربة التي تحتوي على طمى وطين لافتا الى انه يمكن تنمية النباتات الأرضية وجذورها منغمسة في محلول معدنى مغذي فقط أو في وسط خامل مثل البرليت “الفيرموكيوليت أو الصوف المعدني” وأن هناك العديد من تقنيات الزراعة دون تربة.

ويشير ابراهيم الى أن من إيجابيات هذه الطريقة أنها تساعد المزارعين على التخلص من مشاكل التربة من حرث وتسميد وعناصر غذائية بالإضافة الى توفير كمية كبيرة من المياه قد تصل الى 90 بالمئة مقارنة بالزراعة التقليدية موضحا أنه “يمكن استثمار أسطح وحدائق المنازل وزراعتها بمحاصيل تكفي أصحاب المشروع وتفيض عن حاجتهم وبالتالي يمكنهم بيع الباقي وتحقيق ربح صغير”.

ويبين ابراهيم أن من مميزات هذه الزراعة أيضا انه يمكن تحويل أسطح المنازل في المدن الى حدائق مثمرة تعطي مظهرا جماليا إضافة الى محافظتها على نسبة الأوكسجين في الهواء والتخفيف من أثر أشعة الشمس التي تسقط على أسطح المنازل.

بدوره يشير المهندس ظهير صالح أحد الذين قاموا بتجربة هذا النوع من الزراعة في منزله في قرية تل صارم بجبلة الى أنه حصل على نتائج إيجابية حيث قام بزراعة البندورة والفريز والبطيخ الأصفر والخس.

وعن طريقة الزراعة أوضح انه يجب تنظيف المكان المعد للزراعة جيدا لاستقبال النباتات فيه و يجب أن يكون معرضا للشمس بين 4 و 5 ساعات على الأقل وبعد ذلك يتم اختيار أحد نظم الزراعة المناسبة سواء بسيطة أو مكثفة مفضلا البدء بالنظم البسيطة حتى يمتلك الشخص الخبرة الكافية على أن يتم تقسيم المكان الى مربعات وتحديد أماكن الضوء والظل ليناسب كل نوع من أنواع النبات ويتم غرس الشتلات فى إطارات خشبية واذا لم تتوفر فيمكن تحضير بعض الصفائح البلاستيكية او المعدنية المناسبة وبعد ذلك نقوم بتوزيعها وتحضيرها للزراعة.

وحول أنواع الخضراوات والفواكه التي يمكن زراعتها في حدائق البيوت وفوق الأسطح أشار ابراهيم الى انه يمكن زراعة المحاصيل الثمرية مثل البندورة والفراولة والخيار والفلفل والفاصوليا والمحاصيل الورقية مثل السبانخ والملوخية والفجل والجرجير.

وعن بداية ظهور الزراعة دون تربة لفت المهندس شادى داغر صاحب شركة “نافكو” الزراعية الى أن اول ظهور لهذا النوع من الزراعة كان فى حدائق بابل المعلقة وفي مرحلة لاحقة في الحدائق العامة بالمكسيك وتم استخدامها أيضا في الصين وذكرت هذه الزراعة في الكتابات المصرية القديمة منذ مئات السنين قبل الميلاد.

وكان العلماء قاموا في عام 1930 باختبار هذا النوع من الزراعة وانتشرت في بلاد غرب أوروبا وتستخدم الآان على نطاق واسع في هولندا وتليها كندا وتم تطبيق هذا النظام في بعض الغواصات لسد حاجتهم للغذاء وكذلك استخدمته وكالة ناسا الأمريكية في تجاربها الفضائية.

صفاء علي

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency