دمشق-سانا
يعتمد الشاعر علي جمعة الكعود فيما يكتبه من نصوص على الأصالة الشعرية غير أنه يعمد لإلباسها شكلا معاصرا يتحاشى التقليد إضافة إلى العاطفة الإنسانية التي تزخر بها قصائده ومنشؤها ثقافة ووعي الشاعر.
وفي حديث لـ سانا قال الكعود “الأصالة هي الجذور الحقيقية للقصيدة لأن القصائد كالورود لا تنمو بلا جذور ومهما تأخذ ألوان القصيدة المتعددة فإنها تنتمي لذات الجذور المتعانقة مع التراب” معتبرا أن الموهبة هي الرحم الأول الذي يمنح الصيرورة والدفء لاكتمال نمو القصيدة حتى تخرج إلى النور.
والقصيدة كما يراها الكعود لا تكتمل إلا بوجود الإحساس الذي هو “جواز سفر” الشاعر للدخول عبر بوابة القصيدة غير أن الشاعر بحسب الكعود بحاجة أيضاً إلى “إرهاصات شعرية” لعملية خلق الحالة الإبداعية والمعاناة التي يتلمسها الشاعر كغيره من الناس ترتقي بإحساسه ليواكب جودة القصيدة.
ورفض صاحب مجموعة فراشة الوقت مقولة إن “الشعر يخضع للتحول” لكنه يؤكد أن الشعر بحاجة للتغيير حسب متطلبات الحالة الشعورية ومنطق التعبير “لأنه كائن حسي يتطور بتطور اللغة والمفاهيم الحداثية”.
وتحدث الكعود عمن اعتبرهم “استسهلوا مطية القصيدة ودخل بها إلى عوالم غير شعرية” مبررين لأنفسهم تقليد الغرب البعيد عن المنبت العربي
الأساسي للقصيدة وهويتها وبيئتها ليصل إلى نتيجة مفادها أن اطلاع الشاعر على التجارب الأخرى والثقافات الموازية لا يعني أن يتخلى عن التاريخ لأن الشعر العربي له امتداد عريق يجب أن يبقى حاملاً هويته في أي أرض يحل بها.
وعلى الشاعر وفقا للكعود مواكبة التطورات الاجتماعية والثقافية مع الحفاظ على السوية الإبداعية وعلى ماء وجه القصيدة لأن لها مسؤوليات
ملقاة على عاتق الشاعر وخاصة في ظل الظروف الحالية التي تستهدف مصيره ومصير وطنه وما يواجهه هذا الوطن من تحديات وتآمر على ترابه ونسيجه الإجتماعي ووجوده.
وحول مستوى النقد الأدبي حاليا اعتبر مؤلف مجموعة يوميات مواطن عربي أن “النقد مغيب تماماً” مشيرا إلى أن بعض ما نراه اليوم على صفحات المجلات والجرائد محاولة لمدح نتاجات البعض “لمصالح خاصة أو مجاملات للأصدقاء وللهواة من الرجال والنساء ممن يفتقرون لأبسط أسس الكتابة”.
وأضاف الكعود “رحل النقاد الكبار تاركين مريديهم يتخبطون في نقدهم ضائع الهوية دون إنكار وجود بعض الأقلام الصادقة لكن نظراً لقلتها لا تستطيع مواكبة ما ينشر لغزارته” لافتا في الوقت نفسه إلى أن الدراسات النقدية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب وعن الهيئة العامة السورية للكتاب تتميز بالجدية والصدق نتيجة وعي من قبل مسؤولي هاتين الجهتين لموضوع تقصير النقد عن أداء دوره.
ويحمل الكعود بعض وسائل الإعلام جزءا من مسؤولية “تراجع الشعر لأنها تكرس أسماء معينة على حساب أسماء أخرى فضلاً عن نشرها لنصوص تجعل القارئ يحجم عن قراءة الشعر ولا سيما ما يسمى قصيدة النثر التي لم ينته الجدل بشأن شرعيتها”.
وعما إذا كان يرفض الاعتراف بقصيدة النثر أعرب الكعود عن اعتقاده بأن الإنسان العربي الذي اعتاد طوال قرون خلت على الموسيقا الشعرية من الصعب إقناعه بكلام خالٍ من تلك الموسيقا وإقناعه بوجود موسيقا داخلية في قصيدة متجردة.
والشاعر علي جمعة الكعود من مواليد القامشلي حاصل على إجازة في الدراسات القانونية من جامعة الفرات ودكتوراه فخرية في الآداب.. ترجمت بعض قصائده إلى اللغات الفارسية والإنكليزية والسلوفاكية وصدر له في الشعر 11 مجموعة منها “أجراس الحب” “فراشة الوقت” وأناشيد بريئة للأطفال” ونشر نتاجه في دوريات محلية وعربية كما حاز العديد من الجوائز محليا وخارجيا وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب وعضو شرف في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
محمد خالد الخضر-سامر الشغري
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: