بوتين: تحرير حلب من الإرهابيين خطوة مهمة نحو حل الأزمة في سورية

موسكو -سانا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يجب وقف الأعمال القتالية فى كامل الأراضي السورية والبدء بالحوار السياسي.

وقال بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي الموسع اليوم “إنه يجب في المرحلة القادمة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار على كل الأراضى السورية والبدء بعده مباشرة بالحوار السياسي” مضيفا إنه “تم عرض ساحة حيادية لهذا الأمر فى العاصمة الكازاخية أستانا والرئيس الكازاخى أعرب عن موافقته واستعداده للمساعدة كما أن الرئيس بشار الأسد موافق على ذلك وأطرافا أخرى موافقة على هذا الموضوع”.

وكان بوتين أكد خلال لقائه وزير الدفاع الروسى سيرغى شويغو فى وقت سابق اليوم أن تحرير مدينة حلب من الارهابيين يشكل خطوة مهمة للغاية باتجاه حل الأزمة فى سورية مشيرا إلى أن الجهود المبذولة لاعلان وقف الأعمال القتالية على كامل أراضى سورية “ستتواصل من قبل جميع الاطراف المهتمة”.

وردا على سؤال حول التعاون مع تركيا وايران بشأن تسوية الأزمة فى سورية قال بوتين “إن التعاون الثلاثى الروسي التركي الايرانى لعب دورا مهما للغاية فى تهدئة الأمور فى حلب وفك الحصار عن عدد من المناطق السكنية.. جرى ذلك دون عمليات عسكرية وهناك نظمنا العديد من الممرات لإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين والمسلحين وجرى اخراج أكثر من 100 ألف شخص من حلب والآلاف من مناطق أخرى”.

وأضاف بوتين “انه ما كان من الممكن القيام بذلك لولا الرئيسان التركى والايرانى ومشاركتنا الفعالة والارادة الطيبة والعمل الذى قام به الرئيس الأسد”.

وأشار بوتين الى أن روسيا مستعدة للعمل مع الجميع بهدف التوصل الى حل للازمة فى سورية.

وحول اغتيال السفير الروسى فى أنقرة قال بوتين.. ان “المأساة التى جرت مؤخرا باغتيال سفيرنا فى تركيا تمثل دون أدنى شك اغتيالا موجها ضد روسيا وهناك أشخاص أرادوا الاضرار بالعلاقات الروسية التركية” مؤكدا أن هذا الواقع لن يعوق تطوير العلاقات الروسية التركية.

وشدد بوتين أنه لا يجوز الربط بين الارهاب والاسلام مشيرا الى أن ربط تنظيم “داعش” الارهابى نفسه بالاسلام هو ربط باطل.

من جهة أخرى جدد بوتين التزام روسيا باتفاقية الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية معربا عن دهشته من رد الفعل العنيف من قبل واشنطن على تصريحات سابقة له حول أهمية ثلاثية “القوات النووية البرية والبحرية والجوية” بالنسبة للأمن القومي الروسي وحول كون روسيا أقوى من أي معتد محتمل في الوقت الراهن.

وأوضح بوتين أنه لا يحاول إنكار التفوق العسكري الأمريكي في جميع المجالات تقريبا مبينا ان تصريحاته خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع الروسية امس تؤكد أن موسكو لا تخشى من أي هجوم من جهة الولايات المتحدة.

وتابع بوتين “لماذا بدأ مسؤولون من الإدارة الأمريكية الحالية بالتأكيد أنهم الأقوى” مضيفا “فعلا لديهم عدد أكبر من الصواريخ والغواصات وحاملات الطائرات ونحن لا نحاول إنكار ذلك بل نقول إننا أقوى من أي معتد وهذه هي الحقيقة”.

ولفت بوتين إلى أنه لا يرى شيئا جديدا في تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول عزمه تعزيز القدرات النووية للولايات المتحدة مشيرا إلى أن الاخير تحدث عن نيته هذه بالتفصيل خلال حملته الانتخابية.

ورأى الرئيس الروسي أن ترامب فاز في انتخابات الرئاسة الأمريكية لأنه أدرك “مزاج المجتمع وعمل في إطار هذا النموذج حتى النهاية”.

ولفت بوتين إلى إن الإدارة الأمريكية الحالية وكذلك قيادة الحزب الديمقراطي الأمريكي تحاول تحميل قوى خارجية المسؤولية عن فشلها مشددا على “أن ذلك غير صحيح ويدل على وجود مشاكل بنيوية لدى الإدارة الحالية”.

وأعرب الرئيس بوتين عن أمله في أن يستخلص المجتمع الأمريكي دروسا من الانتخابات الرئاسية الأخيرة في البلاد مشيرا إلى أن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة “عفا عليه الزمن وأن ذلك يمثل مشكلة للبلاد”.

وبين بوتين أن مسألة تحسين العلاقات الروسية الأمريكية ستتصدر مباحثاته مع ترامب في أول لقاء بينهما مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تدهورت ووصلت إلى أدنى مستوياتها.

وبشأن الأزمة في اوكرانيا أعلن الرئيس بوتين أن رباعية النورماندي آلية غير فعالة لتسوية الأزمة إلا أنها الآلية الوحيدة وسيستمر العمل في إطارها موضحا أن الوضع سيتدهور بسرعة في حال فشل هذه الآلية وهو ما ينبغي تجنبه.

ودعا الرئيس الروسي إلى تبادل الأسرى في منطقة دونباس وفقا لمبدأ “الجميع مقابل الجميع” وقال في هذا السياق “إذا تحدثنا عن مبدأ الجميع مقابل الجميع فإنه يجب اتخاذ قرار بشأن العفو عنهم وإخلاء سبيلهم وإلا فإنه سيكون من الصعب جدا التوصل إلى اتفاق”.

من جهة أخرى أكد بوتين أن موسكو مهتمة بتطوير العلاقات مع أوروبا إلا انها بحاجة إلى شريك موحد يمكن إجراء الحوار معه وأوضح في هذا المجال “نحن مهتمون بتطوير العلاقات مع أوروبا وسنسعى إلى ذلك ونريد بالطبع أن تتحدث أوروبا بصوت واحد وأن تكون شريكا يمكن الحوار معه وذلك هو ما يهمنا وإلا فإننا سنبحث عن إمكانيات للحوار على مستوى الدول”.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن زيادة المركزية في الاتحاد الأوروبي تثير اعتراضات بعض الدول الأوروبية التي تعارض السياسة الأوروبية الحالية في مجال الهجرة مبينا أن تلك الدول غير راضية عن فرض حلول تعتبرها غير مقبولة بالنسبة لها.

وأكد بوتين استعداد موسكو لرفع العقوبات التي فرضتها على الدول الأوروبية في حال رفع الاتحاد الأوروبي عقوباته ضد روسيا موضحا ان خطوات روسيا بهذا الشأن كانت خطوات مقابلة ردا على العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية ضد الاقتصاد الروسي.

وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في استئناف التعاون مع الغرب في مجال مكافحة الإرهاب وقال “تحدثت كثيرا من منبر الأمم المتحدة وقلت إنه يمكن العمل على مواجهة هذا الخطر بفعالية فقط من خلال توحيد الجهود”.

وفى اطار آخر اعلن بوتين أن محصول الحبوب فى روسيا عام 2016 سيصل الى رقم قياسى يتجاوز 119 مليون طن.

وقال بوتين “شعرنا بالسعادة فى الفترة الاخيرة من أجل المزارعين وأسعدتنا نتيجة جنى المحصول وسيكون لدينا أكثر من 119 مليون طن وانه لمؤشر رائع” موجها الشكر للمزارعين الروس على هذه النتائج.

وتابع بوتين ان “التغيير فى البنية التحتية الحالية فى القطاع الزراعى يظهر أن تلك النتائج التى توصلنا اليها مميزة وتخلق امكانية جيدة لمزيد من التقدم فى هذا القطاع”.

وحول دور روسيا فى سوق النفط العالمى أعلن بوتين أن موسكو تعول على استقرار أسعار النفط العالمية عند سعر 55 دولارا للبرميل خلال النصف الثانى من العام المقبل.

وقال بوتين فى هذا الصدد “نحن نعتقد أنه فى النصف الثانى من 2017 سيتقلص الفائض من النفط والاسعار فى السوق ستتجه لتحقيق الاستقرار ونتوقع أن يستقر عند المستويات الحالية”.

وعن تعاون روسيا مع منظمة أوبك أوضح بوتين “بكل تأكيد دون حسن النية التى أبديناها بالعمل جنبا الى جنب مع أوبك لما توصلنا الى اتفاق خفض الانتاج وسنستمر فى التعاون مع المنظمة وسنفى بالتزاماتنا علما أننا لسنا أعضاء فيها ونعتقد أن هذا التعاون مفيد لجميع البلدان من داخل أوبك ومن خارجها”.

وأكد بوتين أن سعر النفط عند 40 دولارا جيد وفى حال ارتفع 10 دولارات فان الميزانية الاتحادية الروسية ستتلقى 75ر1 تريليون روبل اضافية العام المقبل.

غاتيلوف: عقد مباحثات سورية في كازاخستان يشكل تكملة للعملية السياسية في جنيف

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن عقد مباحثات سورية سورية فى العاصمة الكازاخستانية أستانا الشهر المقبل يمثل تكملة للعملية السياسية فى جنيف و ليست بديلا عنها”.

واستبعد غاتيلوف في حديث صحفي وفق ما ذكر موقع قناة روسيا اليوم مشاركة وفد “معارضة الرياض” في مباحثات كازاخستان كونها “معارضة خارجية “مرجحا أن يمثل وفد “المعارضة” القوى الموجودة على الأرض في سورية ومشددا على وجوب استثناء إرهابيي تنظيمي جبهة النصرة وداعش من وفد هذه المعارضة.

وكان وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف أعلن ترحيب بلاده بمقترح عقد مباحثات سورية فى العاصمة الكازاخستانية أستانا مؤكدا عقب اجتماعه مع نظيريه الإيرانى محمد جواد ظريف والتركى مولود جاويش اوغلو فىي موسكو الثلاثاء الماضي الإتفاق على التسوية السياسية للأزمة في سورية مع التأكيد على الاستمرار بمحاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة الارهابيين وعلى الحفاظ على سيادة ووحدة أراضى الجمهورية العربية السورية واحترام التنوع الذى تتمتع به.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أن اجتماع أستانا سيركز على المسائل المتعلقة بفرض نظام وقف الأعمال القتالية فى كامل أراضى سورية مشيرا إلى أن بيان روسيا وايران و تركيا ينص على استعداد الدول الثلاث لإعداد اتفاق بهذا الشأن وتقديم ضمانات للاتفاق المستقبلى بين الحكومة السورية و”المعارضة”.

وحول احتمال مشاركة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في اجتماع أستانا قال غاتيلوف إنه “غير قادر على تأكيد هذه المشاركة “.

وفيما يتعلق بإعلان دي ميستورا عقد الحوار السوري السوري في جنيف في شباط القادم بإشراف الأمم المتحدة أكد غاتيلوف استعداد موسكو للمشاركة في هذا الحوار في الموعد المذكور أو أى موعد أقرب لأن ذلك يتفق مع الموقف الروسي الداعي إلى عقد الحوار في أسرع وقت ممكن موضحا أن الحضور الروسي سيفترض تقديم ” دعم استشاري” على مستوى الخبراء .

ولفت غاتيلوف إلى أن روسيا ليست طرفا في هذا الحوار الذى يجري بين الأطراف السورية بإشراف الأمم المتحدة 0
وكان دي ميستورا دعا خلال مؤتمر صحفي في جنيف امس إلى بذل الجهود المشتركة لإعادة إطلاق العملية السياسية في سورية وقال ..”نخطط لاستئناف العملية السياسية فى 8 شباط القادم”.

غاتيلوف : يجب الاتفاق مع دمشق في تحديد مهام بعثة المراقبة الدولية في حلب

من جهة ثانية دعا غاتيلوف إلى ضرورة الإتفاق مع الحكومة الشرعية في سورية على تحديد مهام بعثة مراقبي الأمم المتحدة في الاحياء الشرقية لحلب موضحا ان موسكو تعتبر أن الاتفاق مع الحكومة السورية بهذا الشأن “ضمن الممارسة العادية” التي تلتزم بها الأمم المتحدة .

وكان مجلس الأمن الدولي تبني بالإجماع في التاسع عشر من الشهر الجاري مشروع قرار بشأن إرسال مراقبين دوليين الى حلب من أجل الاشراف على إجلاء الإرهابيين وعائلاتهم وإيصال المساعدات إلى الأحياء الشرقية من المدينة مؤكدا على سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها.

وأشار غاتيلوف إلى أن موسكو لا ترى وجود حاجة ماسة إلى إرسال مراقبين دوليين إلى المناطق الشرقية من حلب كون ممثلي الصليب الأحمر الدولي و الهلال الأحمر العربي السوري يقومون بمراقبة الوضع الإنساني فيها وهي صوتت الى جانب القرار رقم 2328 مع غيرها من أعضاء المجلس انطلاقا من “عدم استبعادها امكانية تطلب الوضع في مرحلة معينة اللجوء إلى جهود أممية إضافية”0.

ولفت نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن الغرب سعى إلى تبني قرار مجلس الأمن دون تحديد مهام البعثة وغيرها من المسائل بشكل دقيق موضحا أن موسكو تنتظر من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير حول أبعاد بعثة المراقبة ومهام وصلاحيات المراقبين لتحديد طابع عمل هذه البعثة الدولية في حلب مع الاتفاق مع سورية مهما كانت توصيات الأمين العام.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

بوتين: سنرد بشكل حاسم في حالة تصعيد الأعمال العدوانية على روسيا

موسكو-سانا أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده سترد بشكل حاسم وبطريقة مماثلة في حالة …