دمشق-سانا
اعتمد التشكيلي سليمان العلي مبدأ التجريب منذ بداية رحلته الفنية مع اللوحة والألوان ساعيا دائما إلى زيادة سعة اطلاعه النظري والفكري والبصري لتطوير إدارته لسطح لوحته بشكل مستمر.
وعن منهجه الفني يقول العلي في حديث لسانا “البحث عن مضمون العمل وفكرته ليس له زمن وتوقيت محددان وكلما كان لدى الفنان الايمان بجدوى ما يقوم به وأهميته سوف تتكون لديه خصوصية اسلوبه الفني”.
ويتابع العلي..”حاولت من خلال تجربتي عدم الوقوف على اسلوب فني محدد لانني أعتبر الاسلوب هو السقف الذي يعيق حرية الابداع عند الفنان ويجعله مكررا لذاته ومحاصرا بحدود هو من وضعها لنفسه دون قصد”.
وأشار إلى أن اكتشاف الدهشة في اللون والخط ليس قرارا من الفنان وإنما يصل اليه من خلال العمل الدائم والبحث عما هو جديد مبينا أن التغذية الثقافية الدائمة للفنان مع التجريب المستمر تنتج بالنهاية عناصر ومفاهيم جمالية جديدة في عمله الفني.
ويقول ابن الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة.. “الهاجس الدائم الذي ينتابني بعد انتهائي من أي عمل فني هو الجديد المختلف الذي سأقدمه في العمل التالي سواء من حيث التقنية او الفكرة” لافتا الى انه سعى منذ بداياته الى أن يكون متحررا من أي قالب فني جاهز.
ويشير العلي إلى أنه يعمل حاليا للعودة للوحته وألوانه بعد أن أثرت الازمة بقسوة عليه كفنان حيث فقد مرسمه بما يحويه من اعمال فنية وذكريات تمتد لبدايات عمله الفني قبل عشرات السنوات وابتعاده عن الرسم طيلة خمسة أعوام.
ويرى المحاضر السابق في كلية الهندسة المعمارية أن التشكيل السوري اليوم بحالة جيدة حيث أنه لم يتوقف رغم الصعوبات التي تواجهه من حيث انحسار فرص العرض وهجرة عدد من التجارب الفنية مؤكدا أن التجارب الفنية السورية الجادة بما تقدمه في الخارج تصب في مجرى تطوير الحركة التشكيلية وتشكل دلالة واضحة عن مستواها المتطور لافتا في الوقت نفسه إلى وجود فنانين مغتربين يعتقدون ان التقليد الأعمى للفن الغربي يعطيهم صفة العالمية ما يحكم على تجاربهم بالفشل.
وحول رحلته مع تدريس الفنون يوضح العلي أنه ليس نادما على الوقت والجهد الكبيرين اللذين اخذهما منه الحقل التعليمي مبينا أنه بعد تفرغه للعمل الفني بات متفائلا بأن القادم أجمل واكثر غنى لتحقيق ما كان يطمح للوصول اليه بلوحته من خلال تجاربه التقنية لإنتاج العمل الفني المكتمل بعناصره اللونية وتعابيره الصامتة التي تختزل آلام البسطاء والفقراء وصولا إلى أمل يسكنه بإنجاز أعمال عن فلسطين المحررة.
ويعبر التشكيلي العلي عن تفاؤله بمستقبل التشكيل السوري وخاصة انه يملك جذورا تعود لآلاف السنين مما اسس لوعي فني وتاريخي لا يمكن تجاهلهما الى جانب نضج الحركة التشكيلية المحلية وتجاربها المتنوعة من جيل الرواد للاجيال التي تلته ليختم بالقول..”الفنان الذي يمتلك ذخيرة معرفية وبصرية وتراثية حضارية جدير ان يتجاوز المحن والازمات ويضيف على ما سبقه من انجازات على صعيد القيمة الجمالية والفكرية”.
والفنان سليمان العلي من مواليد دمشق عام 1957حاصل على الإجازة الجامعية ودبلوم الدراسات العليا من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1980 عمل في سلك التعليم الأكاديمي في معاهد الفنون الجميلة في الجزائر ثم في معاهد إعداد المدرسين بدمشق وسبق له العمل كمصمم ومخرج فني ورسام كاريكاتير في العديد من المجلات الفلسطينية والعربية كما شغل وظيفة موجه اختصاصي لمواد التربية الفنية في تربية دمشق وهو حائز مجموعة جوائز مادية وشهادات تقدير وعضو في اتحادي الفنانين التشكيليين في سورية وفلسطين ولديه مجموعة من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها.
محمد سمير طحان وشذى حمود
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: