دمشق-سانا
ناقش مجلس الشعب في جلسته السابعة عشرة من الدورة العادية الثانية للدور التشريعي الثاني التي عقدها اليوم برئاسة الدكتورة هدية عباس رئيسة المجلس أداء وزارة الكهرباء والقضايا المتصلة بعملها.
وذكرت الدكتورة عباس أنه على الرغم من الاستهداف الإرهابي الممنهج الذي تعرض له القطاع الكهربائي منذ بداية الأزمة إلا أن العاملين في شركات الكهرباء بمختلف المحافظات تابعوا جهودهم لإصلاح ما دمره الإرهابيون وقدموا الكثير من الشهداء والجرحى وهم يقومون بواجبهم الوطني والوظيفي.
ودعت الدكتورة عباس وزارة الكهرباء إلى “بذل أقصى ما بوسعها لتوفير الخدمات للمواطنين والحد من انقطاع التيار الكهربائي حتى تكون إنجازاتها مرادفة لانتصارات الجيش العربي السوري في شتى الجبهات والميادين”.
وفي كلمته أمام المجلس أوضح وزير الكهرباء المهندس محمد زهير خربوطلى أن “المنظومة الكهربائية بكل مكوناتها بدءا من محطات التوليد والتحويل وصولا إلى خطوط النقل جاهزة تماما لتلبية الطلب على الطاقة الكهربائية” مبينا أن محطات توليد الكهرباء التي تعمل على مادتي الغاز والفيول تولد ما يقارب 4580 ميغا واط وهي تكفي لتلبية الطلب على الكهرباء إذا توافرت هاتان المادتان.
وقال إن الوزارة تعمل على “تنفيذ مشروع كهربائي حيوي جديد خلال أقل من شهر سيولد طاقة كهربائية تعادل 750 ميغا واط وهي قيمة مضافة على ما يتم توليده حاليا ومشروع استراتيجي آخر سيكون بالخدمة خلال ستة أشهر لتوليد نحو 450 ميغا واط”.
واعتبر وزير الكهرباء أن صمود القطاع الكهربائي رغم سنوات الأزمة الطويلة في سورية يمثل إنجازا كبيرا للدولة مبينا أن “الخسائر التي لحقت بالمحطات والشبكات والخطوط الكهربائية فى سورية فاقت 850 مليار ليرة سورية وآخرها لحق بمحطة التوليد الحرارية في حلب التي تم تخريبها من الإرهابيين بشكل ممنهج”.
وفي مداخلاتهم طالب أعضاء المجلس الوزارة بـ “تحسين واقع الشبكات الكهربائية والإسراع بإصلاح الأعطال الطارئة عليها وضمان العدالة في التقنين في مختلف المحافظات وتخفيض ساعات التقنين لتلبية احتياجات المواطنين من التدفئة” مؤكدين ضرورة الشروع فورا بمشاريع جديدة تعتمد على الطاقة البديلة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
ودعت عضو المجلس أشواق عباس إلى معالجة مسألة “فواتير الكهرباء المرتفعة” في بعض المناطق و”فساد بعض قارئي العدادات” بينما دعا عضو المجلس موعد ناصر إلى تخفيض ساعات التقنين في محافظة السويداء وزيادة عدد قارئي العدادات الكهربائية.
وطالب عضو المجلس عمر الحمدو بتأمين الكهرباء لمنطقة السفيرة في محافظة حلب وإعادة تأهيل عدد من المراكز التحويلية فيها وتأمين رافعة وسيارة خدمة لقسم الكهرباء فيها بينما دعا عضو المجلس سمير الحجار إلى معالجة الواقع الكهربائي في معرة صيدنايا بريف دمشق.
بدوره دعا عضو المجلس جميل الجبه جي إلى دعم العمال في وزارة الكهرباء وخاصة عمال ورشات صيانة خطوط التوتر العالي بالمكافآت التشجيعية والحوافز الإنتاجية والآليات والمعدات اللازمة بينما أشار عضو المجلس بطرس مرجانة إلى “غياب استراتيجية واضحة للوزارة بالنسبة لمدينة حلب”.
عضو المجلس نضال الشريطي طالب بمعالجة مسألة ارتفاع رسوم ترخيص البناء لصالح وزارة الكهرباء والتي تقدر بـ 4 آلاف ليرة سورية على متر البناء
الواحد بينما أكد عضو المجلس ساجي طعمة تحقيق العدالة في تقنين الكهرباء بين المحافظات وفي المدينة نفسها.
كما بين عضو المجلس عدنان سليمان ضرورة تحسين واقع الكهرباء في محافظة الحسكة مطالبا بجدولة فواتير الكهرباء المتراكمة على مزارعي الحسكة بينما أكد عضو المجلس عمار الأسد أن يكون هناك “شرح واضح” للمواطنين من الوزارة حول التحديات والظروف الصعبة التي يعانيها قطاع الكهرباء وضرورة مكافحة الفساد في الوزارة.
وتساءل عضو المجلس عباس صندوق عن الإجراءات التي تقوم بها الوزارة لتأمين استقرار شبكة الكهرباء ومعالجة القصور الحاصلة بها بينما تساءل عضو المجلس مصطفى خيربك عن خطة الوزارة للاستفادة من الطاقات البديلة في توليد الطاقة الكهربائية.
ودعا عضو المجلس اسكندر حداد إلى رفد الضابطة العدلية في وزارة الكهرباء بعناصر كفوءة ومدربة جيدا وإنشاء لجنة مختصة عالية المستوى على مستوى المحافظة لقمع ظاهرة الاستجرار غير المشروع في المعامل الصناعية بينما أكد عضو المجلس محمد رعد ضرورة معالجة الفواتير المرتفعة للمواطنين والمهجرين من منازلهم.
كما دعا عضو المجلس محمد ماهر موقع إلى دعم شركات الكهرباء ورفدها بمزيد من الآليات لإعادة تأهيل ما دمره الإرهابيون في مرافق خدمية بينما اقترح عضو المجلس محمد قبنض تقسيط الفواتير الكهربائية المرتفعة للمواطنين المتضررين من الإرهاب.
وتساءل عضو المجلس عارف الطويل عن المعايير المتبعة لتوزيع الكهرباء بين المحافظات وبين المدن والأحياء وإلى أين وصلت مشاريع الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء بينما دعا عضوا المجلس طريف قوطرش وموفق جمعة إلى معاملة الأندية والمنشآت الرياضية العامة بنفس أسعار الكهرباء المنزلية.
وفي رده على مداخلات أعضاء المجلس أكد خربوطلي أن الوزارة تواصل العمل على تأمين الطاقة الكهربائية للمواطنين ومختلف القطاعات الصناعية والزراعية وقال إن “كل منطقة يتم تحريرها من الإرهاب تقوم الوزارة بتوصيف حالة الشبكة ومستلزمات التغذية الكهربائية فيها لتتمكن ورشات الكهرباء من إعادة تأهيلها وتأمين الكهرباء للمواطنين”.
وأضاف إن الوزارة “وقعت مذكرة تفاهم مع الصين يقوم بموجبها خبراء صينيون بإعادة تأهيل محطة حلب الحرارية وهذا الحل مجد بشكل أكبر من غيره فيها” داعيا المواطنين الذين يشتكون من فواتير الكهرباء العالية إلى مراجعة شركات الكهرباء التي يتبعون لها وتبليغها بآخر تأشيرة على العداد لمعالجة هذه المسائل.
ولفت خربوطلي إلى أن الوزارة ستشكل لجنة تبحث موضوع توسيع الشبكات الكهربائية لتقديم خدمات أكبر للمواطنين في كل المحافظات وستنشئ مركزا مختصا بالرقابة على العدالة في ساعات تقنين الطاقة الكهربائية مؤكدا الدور المهم لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية وتعزيز التعاون بشكل أكبر بين المواطنين وعمال شركات الكهرباء.
وأشار خربوطلي إلى الأهمية الكبيرة لتسديد الفواتير الكهربائية من المواطنين حيث تقوم الوزارة من خلال المبالغ التي تتم جبايتها بشراء المستلزمات والقطع الضرورية لضمان الاستمرار في تلبية الطلب على الطاقة الكهربائية وتشغيل محطات التوليد والتحويل.
وبين خربوطلي أن مسألة الحوافز والمكافآت لعمال الكهرباء وصيانة الآليات وتزويد شركات الكهرباء بمعدات وآليات جديدة تحتاج إلى بحثها بالتشاور مع مجلس الوزراء مؤكدا أن الوزارة تواصل مكافحة الفساد من أي عامل لدى الوزارة والجهات التابعة لها.
ولفت إلى أن الوزارة ماضية بالاعتماد على مشاريع الطاقة البديلة ولاسيما الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع ونفذت عددا من هذه المشاريع بهذا المجال وستعمل على معالجة كل القضايا الخدمية في المحافظات التي تقدم بها أعضاء المجلس من خلال مداخلاتهم مختتما بالتأكيد على أن الوزارة تواصل العمل الدؤوب لتأمين الطاقة الكهربائية للمواطنين.
وكانت الدكتورة عباس أكدت في مستهل الجلسة أن “الانتصار في حلب سيغير مجرى المعركة وسيقود إلى انتصارات وإنجازات ميدانية وسياسية في أكثر من مكان” مشددة على أن سورية شعبا وجيشا وقيادة “ترسم اليوم بدعم من أصدقائها وحلفائها مستقبل المنطقة الذي سيكون بخط أبنائها الوطنيين بدمائهم وكبريائهم وكرامتهم وليس بسواطير الحقد والتكفير والتهجير”.
وأضافت رئيسة المجلس إن “أبناء حلب وكل السوريين يعيشون فرحة الانتصار لكن مشغلي الإرهاب وداعميه يحاولون التعكير والتشويش على هذا الانتصار عبر محاولات مستميتة لتحصيل هنا أو هناك ومن ذلك هجومهم الآثم على مدينة تدمر الحضارة والتاريخ” مؤكدة أن الإرهابيين وداعميهم سيهزمون كما هزموا سابقاً على أدراج هذه المدينة العريقة بفضل سواعد الجيش العربي السوري.
وفي سياق آخر أكدت رئيسة المجلس أن الإرهاب الذي يضرب المنطقة واحد ومشغله واحد وقالت إن “الإرهاب الذي يضرب الأشقاء في العراق هو نفسه الذي فجر بالأمس الكنيسة البطرسية في مصر الشقيقة وهو الذي يستهدف الأشقاء في اليمن وليبيا”.
وأدانت عباس باسم المجلس كل العمليات الإرهابية التي تستهدف مصر وخاصة التفجير الإرهابي الذي استهدف المصلين في الكنيسة البطرسية مضيفة “هذه الأعمال الإجرامية لا تمت بصلة لثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا في المنطقة بل تعكس الفكر التكفيري المتطرف للعصابات الإرهابية الإخوانية التي تنفذ مثل هذه التفجيرات الجبانة في الأماكن المقدسة وهذه الجريمة تشكل إدانة لداعمي هذه التنظيمات مالياً وسياسياً وإعلامياً وعسكرياً”.
ورفعت الجلسة إلى الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر غد الأربعاء.
حضر الجلسة وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب عبدالله عبدالله.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: