اللاذقية – سانا
تتفنن سارة بتزيين وجه طفلتها ريتا ابنة الخمسة أعوام بالكثير من الألوان الساطعة والبراقة لتتناسب مع زي الساحرة الصغيرة الذي اختارته ليكون اللباس التنكري المعتمد للطفلة للاحتفال بيوم البربارة بينما اختارت صديقاتها ازياء فريدة وغريبة أعطت طابعا مميزا للعيد في هذا العام.
والاحتفال بعيد القديسة بربارة كما تقول سارة “لا يزال طقسا اجتماعيا يجذب مختلف الشرائح من أبناء مدينة اللاذقية الذين يجتمعون ليل الرابع من شهر كانون الأول ليعيشوا طقوس العيد الذي يعتمد على التنكر بارتداء أزياء مبتكرة يحاول السوريون التفنن بها في كل عام”.
ولم تغب الأزمة السورية عن العيد وظهرت في الازياء التي اختارها الأطفال واليافعون على حد سواء حيث تشير سارة إلى أن لباس الجيش كان حاضرا كدلالة على مساندة الشعب للمقاتلين في صفوفه لافتة إلى أن ابنتها لعبت دور الساحرة في قصة ساندريلا الشهيرة التي تحقق الأمنيات الطيبة راجية أن تعيد الأمن والأمان لبلدها بعصاها السحرية.
حي الاميركان الذي غص بأعداد كبيرة من المشاركين كان مسرحا للاحتفال الذي سادت فيه أجواء كرنفالية من المرح والضحك والأهازيج الشعبية ولم تكتمل الفرحة الا بحضور بابا نويل بأجراسه الرنانة والتقاط الصور التذكارية بجانب الأشخاص الذين تنوعت ازياؤهم بين شخصيات من المسلسلات الدمشقية وأخرى من أفلام الرعب والبعض الآخر حاول استحضار مطربين عالميين كمايكل جاكسون والليدي غاغا.
من جهته يؤكد باسل ديب ان الإصرار على الاحتفال بهذا العيد والحفاظ على طقوسه رغم ظروف الأزمة وصعوباتها يعتبر انتصارا للشعب السوري واشارة على صموده وجنوحه للسلام والفرح ونشر المحبة والسعادة وهي معان يحملها العيد الذي يؤلف بين السوريين ويوحد قلوبهم فالجميع تبادل التهاني والأمنيات الطيبة والتقط صورا مع أشخاص لا يعرفهم لمجرد انه أعجب بأزيائهم ولفتته فكرتها.
القمح المسلوق الذي خلط مع الكثير من السكر وأعشاب اليانسون والشمرة المجففة او ما يسمى بالعامية سليقة او حبوبية يعتبر أيضا واحدا من أهم طقوس هذا العيد وتقول السيدة ميرا الياس “إن تبادل سكبات القمح وإرسالها للأحبة في هذا اليوم ركن ينتظره الجميع في عيد البربارة”.
قصص مختلفة يتداولها المحتفلون حول حقيقة الاحتفال بعيد القديسة بربارة الذي ينتشر بشكل كبير في بلاد الشام لكن كثيرين اجمعوا على ان بربارة التي اعتنقت المسيحية هربت من والدها الذي توعد بقتلها نتيجة إيمانها فعمدت الى إخفاء ملامح وجهها والاختباء بين حقول القمح حتى وجدت طريق نجاتها ما يفسر خروج المحتفلين في العيد بأزياء تنكرية واعتمادهم القمح كطبق رئيسي للدلالة على العيد.
ياسمين كروم
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: