دمشق-سانا
اختتم مهرجان مسرح العمال دورته لهذا العام في مسرح اتحاد نقابات العمال حيث شهد الختام تقديم عرض “لعبة الموت” لفرقة عمال حلب عن نص الإيطالي دينو بوتزاتي وإخراج محمد الإدلبي الذي قدم مستوى جيدا على صعيد أداء الممثل وإدارة عناصر اللعبة المسرحية من أزياء وديكور وموسيقا متناولاً
جدلية الحياة والموت في ملامسة لما يحدث على الأرض السورية من هجمة إرهابية كونية ولا سيما في مدينة الشهباء التي تشهد اليوم اندحاراً لقوى الظلام والتطرف على أيدي بواسل الجيش العربي السوري.
وتكونت لجنة تحكيم المهرجان لهذه الدورة التي أتت بعد انقطاع منذ عام 2010 من المخرج مأمون الخطيب والممثلين يوسف المقبل ومحمود خليلي وأستاذ النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية موسى أسود والكاتب داود أبو شقرا بينما أدار الندوات اليومية التي أعقبت العرض رئيس تحرير مجلة الحياة المسرحية الناقد والكاتب جوان جان إذ تميزت هذه الندوات بمناقشاتها للعروض مع المهتمين والفرق العمالية الست القادمة من كل من حلب والحسكة والسويداء ودمشق وحمص وحماة.
وقال المخرج الخطيب في حديث لسانا الثقافية: “نلاحظ تراجعاً في آلية المسرح بالعمل مع الهواة مع أنني أشيد بعودة هذا المهرجان العريق إلى سابق عهده” معتبرا أن الأعمال “عكست هبوطاً في المستوى الفني بالنسبة للدورات السابقة سواء بالنسبة لنوعية الأداء أو انتقاء النصوص والشغل عليها وطريقة العمل مع الممثلين والتعامل معهم بطريقة الهواة بالمعنى السلبي لكلمة هواة وليس بالمعنى الإيجابي”.
وتابع إن بعض العروض نحت إلى ثنائية الممثل المخرج حيث قام مخرجو بعض العروض بلعب الأدوار الأولى بدلاً من إفساح الفرصة من قبل هؤلاء لممثلين جدد عوضوا عن تدريبهم بالصعود على الخشبة والجلوس في الكنترول في آن معاً.
ويضيف الخطيب إن الهدف النبيل من عودة المهرجان هو إيجابي للغاية من حيث إحياء مثل هذه الفعاليات المتعلقة بمهرجانات الشبيبة والعمال إضافة إلى المسرح الجامعي وخاصة بالنسبة لفئة الشباب في وقت الأزمة وقال إن “العروض الآتية من حلب وحمص والسويداء تفوقت على عرض فرقة عمال دمشق التي قدمت مسرحيتها /الضيوف/ اقتباس جوان جان عن نص كل من البريطانيين /إدوارد بيرسي ودين هام/ والمخرج رفعت الهادي قدم عرضه اللافت /سكن الليل/ عن نص لجون بريسلي / الوردة والتاج/ إذ قدمت فرقة عمال السويداء عرضاً قوياً منافسة على جوائز المهرجان كعرض احترافي حصل على جائزة أفضل ممثلة حازتها الفنانة ليال الهادي”.
ويضيف الخطيب لكنه “لم يشتغل على العرض كما يجب فسكن الليل أنقذه جودة الأداء وخبرة الهادي الطويلة في إبرام وحدة بين عناصر العرض المسرحي عبر ملامستها من الخارج فقط دون الغوص في التفاصيل حيث تناول سكن الليل موضوعة الحياة والموت وكيف نتعاطى مع قيمة الحياة بالنسبة لكل منا دون الاعتناء باللغة والإضاءة والاعتماد على عناصر تزيينية”.
عرض عمال حلب “لعبة الموت” للمخرج محمد الإدلبي كان عرضاً معقولاً لختام هذه الفعالية إلا أن المخرج حسب لجنة التحكيم تعامل بجدية أكثر مما جعله يفوز بجائزة أفضل عرض متكامل وكان هناك اشتغال على عناصر الأزياء والديكور وكانت أقرب إلى الاحتراف منها إلى عروض الهواة حيث تبدى كتجربة فنية قلقة تحاول أن تصيغ مفرداتها الفنية وفق دراية بشروط وطبيعة الفن المسرحي ودون الاستهتار بتفاصيل هذا الفن الصعب.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: