موسكو-سانا
أكدت روسيا في “رؤيتها الجديدة للسياسة الخارجية” تمسكها بالتوصل إلى تسوية للأزمة في سورية تقوم على أساس ضمان وحدة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها.
وجاء في الوثيقة التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم “أن روسيا تؤيد وحدة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها كدولة علمانية ديمقراطية تعددية يعيش أبناؤها بكل فئاتهم فيها بسلام وأمان ويتمتعون بحقوق وإمكانيات متساوية”.
وأعربت موسكو في الوثيقة عن عزمها مواصلة نهج التسوية السياسية الدبلوماسية للنزاعات في الشرق الأوسط دون التدخلات الخارجية مضيفة أنها “تعتبر العمل على تعزيز الشرعية الدولية أمرا ذا أولوية بالنسبة لها”.
وأشارت الوثيقة إلى أن تهديد الإرهاب الدولي وتناميه بلغ مستوى عاليا جديدا مع ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي وأمثاله وان تشكيل تحالف دولي واسع على أساس قانوني راسخ وتعاون فعال ومنتظم بين الدول بعيدا عن أي تسييس أو معايير مزدوجة يجب أن يصبح اتجاها رئيسا في محاربة الإرهاب.
وحول العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة أكدت الوثيقة اهتمام موسكو ببناء علاقات ذات منفعة متبادلة مع واشنطن مع الأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الخاصة التي تتحملها الدولتان عن الاستقرار الاستراتيجي العالمي وحالة الأمن الدولي عامة وكذلك امتلاكهما قدرات كبيرة على التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والعلوم والتقنيات وغيرها من أنواع التعاون.
وتابعت الوثيقة.. ان “روسيا تنطلق من أن التطور المتنامي والقابل للتنبؤ في الحوار مع الولايات المتحدة حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الأهمية العالمية ممكن فقط على أساس المساواة واحترام المصالح المتبادل وعدم التدخل في الشؤءون الداخلية لاي من الدولتين من قبل الدولة الأخرى”.
واضافت.. أن روسيا تفضل تعاملا بناء مع الولايات المتحدة في مجال الحد من التسلح لافتة إلى أن المفاوضات بشأن مزيد من التخفيضات في الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ممكن فقط اذا اخذ في الاعتبار العوامل التي تؤثر على الاستقرار ومن بينها انشاء نظام الدرع الصاروخي الأميركي العالمي الذي يشكل تهديدا للأمن القومي للاتحاد الروسي حيث تحتفظ موسكو لنفسها بحق الرد واتخاذ التدابير المناسبة.
وحول العلاقات بين روسيا وحلف شمال الاطلسي “الناتو” أكدت موسكو عزمها على تطوير هذه العلاقات مع الاخذ بعين الاعتبار مدى استعداد الحلف للشراكة المتكافئة مع روسيا واشارت إلى أن روسيا تنظر بشكل سلبي إلى “توسع الناتو واقتراب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية وتفعيل نشاطاته العسكرية في مناطق متاخمة لروسيا”.
وأكدت الوثيقة أن موسكو تعتبر هذه التصرفات “انتهاكا لمبدأ الأمن المتكافئ غير المجزأ وأمرا خطرا يقود إلى تعميق الخطوط الفاصلة القديمة وظهور خطوط تقسيم جديدة منها في أوروبا”.
وحول الملف الافغاني اكدت الوثيقة أن الوضع غير المستقر في هذه البلاد يشكل خطرا على روسيا والبلدان الأخرى في رابطة الدول المستقلة خاصة على خلفية انسحاب الجزء الأكبر من القوات العسكرية الدولية التي سبق أن كانت منتشرة في أفغانستان وتعهدت روسيا بمواصلة بذل الجهود من أجل حل مشاكل هذه الدولة في أقرب وقت ممكن مع احترام حقوق كل المجموعات الإثنية ومصالحها المشروعة وبغية إعادة إعمار أفغانستان في مرحلة ما بعد الصراع كدولة محايدة ذات سيادة محبة للسلام تتميز باقتصاد ونظام سياسي مستقرين ولفتت الوثيقة الانتباه إلى أن تنفيذ حزمة إجراءات متكاملة لمواجهة الخطر الإرهابي يجب أن يصبح جزءا من الجهود الدولية علما بأن هذا الخطر موجه ضد دول أخرى بما فيها جيران أفغانستان مشيرة الى ان من بين حزمة الإجراءات هذه خطوات للقضاء على الإنتاج غير الشرعي للمخدرات في أفغانستان والاتجار بها وداعية في هذا الخصوص إلى تكثيف الجهود الدولية برعاية الأمم المتحدة من أجل دعم أفغانستان والدول المجاورة في التصدي لكل هذه التحديات.
بوتين يبحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي الأوضاع في سورية ومواصلة تقديم المساعدات لسكان حلب
كما بحث الرئيس الروسي مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي اليوم الأوضاع في سورية مركزا على ضرورة مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لسكان مدينة حلب.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أنه تم خلال الاجتماع بحث عدد من القضايا المتعلقة بتحقيق المبادئ الأساسية في رسالة بوتين السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية.
وأشار بيسكوف إلى أن بوتين تطرق خلال الاجتماع إلى الشأن السوري حيث تم التشديد على ضرورة مواصلة الجهود المكثفة التي تبذلها روسيا من أجل تقديم مساعدات إنسانية إلى سكان مدينة حلب.
وكان بوتين أعرب عن أمله بإقامة تعاون مع واشنطن لمحاربة الارهاب في سورية لافتا الى أن القوات الروسية كبدت الإرهابيين في سورية خسائر ملموسة.
وقال بوتين فى رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي اليوم نأمل بتوحيد جهودنا مع جهود الولايات المتحدة فى محاربة خطر واقعي وغير وهمي وهو خطر الإرهاب الدولي مشيرا الى أن العسكريين الروسيين يعملون حاليا على تحقيق هذا الهدف.
وتعليقا على العملية العسكرية التى بدأتها روسيا ضد مواقع الارهابيين في سورية فى أيلول من العام الماضى لفت بوتين إلى أن الجيش والأسطول الروسيين أثبتا بوضوح قدرتهما على العمل بفعالية بعيدا عن حدود الوطن مبينا أن روسيا ستواصل أيضا حربها ضد الإرهاب داخل أراضى البلاد.
وكانت القوات الجوية الروسية بدأت في الثلاثين من ايلول من العام الماضي عملية عسكرية بناء على طلب من الدولة السورية دعما لجهود الجيش العربي السوري في محاربة الارهاب اسفرت عن تدمير الاف الاهداف للتنظيمات الإرهابية وحدت بشكل كبير من قدرات تنظيم “داعش” الإرهابي.
وجدد بوتين استعداد روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة في المجالات الأخرى مشددا على ضرورة تطبيع العلاقات الثنائية والشروع في تطويرها على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة مبينا أن التعاون بين موسكو وواشنطن في حل القضايا العالمية والإقليمية يصب في مصلحة العالم برمته وأن البلدين يتحملان مسؤولية مشتركة عن ضمان الأمن والاستقرار العالميين.
وحذر الرئيس الروسي في الوقت نفسه من أن محاولات الإخلال بالتكافؤ الاستراتيجي خطيرة للغاية وقد تؤدي لكارثة عالمية وقال إنه لا يجوز أن ننسى ذلك أبدا ولو للحظة واحدة.
بوغدانوف: روسيا تؤيد تطبيق الاتفاقات الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية للأزمة في سورية
إلى ذلك أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزيرالخارجية ميخائيل بوغدانوف ان روسيا تؤيد تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل اليها في إطار عمل المجموعة الدولية لدعم سورية ومجلس الامن الدولي الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية للازمة في سورية.
وقال بواغدانوف في تصريح للصحفيين اليوم “إننا نؤيد تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار عمل المجموعة الدولية لدعم سورية ومجلس الأمن الدولي والتي تتحدث عن التسوية السياسية القائمة على العملية التفاوضية الشاملة بين الأطراف السورية بمشاركة الحكومة والقوى المختلفة من المعارضة بما في ذلك المعارضة الداخلية” مشيرا إلى موقف روسيا الداعي لإجراء حوار يشمل جميع أطراف الأزمة كما تنص عليه هذه الاتفاقات.
وأشار بوغدانوف إلى إمكانية إجراء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الإيطالية روما محادثات بشأن الوضع في سورية مع المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا يوم غد أو بعده.
وقال بوغدانوف إن روسيا “تواصل اتصالاتها المباشرة مع ممثلين عن المعارضة السورية على مختلف المستويات” مشيرا إلى أنها “لا تحتاج إلى أي وسطاء في ذلك بمن فيهم الولايات المتحدة”.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: