دمشق-سانا
أكثر من مئة وأربعين عملاً تشكيلياً بين تصوير ونحت وغرافيك احتشدت في فضاء خان أسعد باشا ضمن المعرض السنوي التي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة حيث شهدت دورة هذا العام مشاركة واسعة من فنانين شباب ومخضرمين كرمت عبره المديرية كلا من الفنانين نعيم شلش وأسماء فيومي وممدوح قشلان وسط حضور فنانين ونقاد وصحفيين ومهتمين تابعوا دورة هذا العام.
وتنوعت الأعمال المقدمة في هذا المعرض الذي تكونت لجنة اختيار أعماله لهذا العام من معاون وزير الثقافة بسام أبو غنام ومدير الفنون الجميلة عماد كسحوت ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين إحسان العر وسعد القاسم والدكتور طلال معلا وطلال عبد الله وباسم دحدوح ونشأت الزعبي.
وقال وزير الثقافة محمد الأحمد لدى افتتاحه المعرض لسانا : “أعتقد أن معرض الخريف عاد إلى الألق السابق الذي ميزه في السنوات الماضية والذي كان انحسر قليلاً في سنوات الأزمة نتيجة الظروف التي مر بها الوطن” معربا عن سعادته لوجود عدد كبير من الفنانين التشكيليين المتميزين الذين لم يشاركوا في السنوات السابقة.
وأوضح الأحمد أن المعرض يحوي على كل مدارس الفن التشكيلي من البورتريه والانطباعي والتجريدي والسريالي في تجسيد لحقيقة أن سورية في مقدمة الدول التي تعنى بالفن وبالمواهب الكبيرة التي رفعت من شأنه في العالم مثل لؤي كيالي وفاتح المدرس وحمود شنتوت وفتحي محمد وأحمد معلا ونزار صابور وآخرين.
وقال وزير الثقافة: “تقاوم اللوحة التشكيلية اليوم كما الجندي في ساحة المعركة لأن دور الثقافة والفن ليس له زمن وعندما ستنتهي الحرب الشرسة الكونية على سورية سيبدأ العمل الحقيقي لوزارة الثقافة في مختلف مجالات الإبداع لاسيما الفن التشكيلي كونه فنا مفتوحا على أمداء لا اتساع لها ولا يمكن أن يؤطر بلحظة أو بحالة راهنة ويعبر عن سورية التي تقاوم القبح والفكر التكفيري بكل ما هو له علاقة بالحق والخير والجمال”.
وفى تصريح مماثل قال الناقد سعد القاسم عضو لجنة اختيار الأعمال المشاركة: “حاولنا هذا العام أن نقدم تجربة جديدة لمعرض الخريف الذي بدأ منذ عام 1950 ومر بمراحل متعددة من نظام الجوائز للاقتناء خاصة في السبعينات والثمانينات من القرن الفائت حيث ساهم اقتناء اللوحات بتشجيع الفنانين المشاركين”.
وبين القاسم أن تقسيم المعرض السنوي إلى معرضين بدأ على أساس جغرافي بمعرض الربيع في حلب ومعرض الخريف في دمشق عام 1959 ثم على أساس الشريحة العمرية فاختص معرض الربيع بتقديم أعمال الفنانين الشباب دون الأربعين عاماً بينما اختص الخريف بتقديم أعمال الفنانين المخضرمين.
وقال القاسم: “الفكرة الأهم بالنسبة للجنة اختيار الأعمال الحفاظ على حضور الشباب وعلى التنافس بينهم وبين جيل الفنانين المخضرمين وكان القرار بأن نترك معرض الربيع في وضعه الحالي وأن نعيد معرض الخريف كمعرض سنوي تشارك فيه كل الفئات العمرية من الفنانين مع تضييق الاقتناء للأعمال لأقل قدر ممكن عكس السنوات السابقة التي كانت تقوم مديرية الفنون فيها باقتناء أعمال المعرض برمتها” مشيرا إلى أن المديرية ستعمل في دورة معرض الخريف الحالية على اقتناء الأعمال التي تملك قدراً من الجدة إضافة إلى أعمال فنانين ليس لدى المديرية مقتنيات لهم.
الدكتور طلال معلا قال بدوره “كنا بحاجة في لجنة اختيار الأعمال أن نوازن بين المستوى الذي يقدم به هذا المعرض ويستمر وبين الإصرار على إقامته لأن الانقطاع فيه يؤثر على تجربة المعرض السنوي السوري وحصول قطع في الذاكرة البصرية لدينا”.
واعتبر معلا أن الأعمال التي قدمت كثيرة ولم تكن كلها بالمستوى المأمول من الوسط التشكيلي السوري وهذا ما استدعى من مديرية الفنون دعوة فنانين لأن يأتوا بأعمالهم ليرفعوا من سوية المعرض.
وقال معلا: “الإصرار على وجود المعرض بأي شكل من الأشكال حالة إيجابية لكن أيضاً يجب تحسين العلاقة بين المؤسسة والفنانين وهذا مرتبط أيضاً بالجانب الاقتصادي أي اقتناء اللوحات” داعيا وزارة الثقافة لدراسة هذا الجانب والبحث عن جهات داعمة للفن وأن تحضر سلفاً لعمليات الاقتناء من قبلها ومن مختلف الوزارات والمؤسسات.
ولاحظ الناقد والفنان معلا “غياب تجارب ما بعد الحداثة وما بعد المعاصرة وافتقاد المعرض لحالات تجادل بين ما هو معروض وما يجري في سورية” ورأى أنه ينبغي دعوة المفكرين والمهتمين بالشأن المستقبلي
للثقافة البصرية السورية للتداول حول المعرض السنوي برعاية وزارة الثقافة والإسراع بإنجاز المركز الوطني للفنون المعاصرة ومتحف الفن الحديث لتوفير فضاء مناسب لعرض الأعمال الفنية السورية.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: