اللاذقية-سانا
“الدبق” مادة لاصقة تصنع من ثمار شجرة الدبق مضافا إليها العسل الصافي بنسب محددة وتدهن حول أعواد مخصصة تستخدم لصيد الطيور وهي إحدى وسائل الصيد في الارياف السورية.
وذكر عيسى أبو علوش الباحث في التراث الشعبي أن ثمار الدبق تجمع بعد أن تنضج في بداية فصل الخريف ويصبح لونها أصفر وتكون بحجم حبات الخوخ الصغيرة وكروية الشكل بذرتها كبيرة تحيط بها كتلة شحمية تقشر الثمرة وترمى القشرة خارجا وتوضع البذرة داخل وعاء ويخلط باليدين لفترة معينة قبل أن تتم إضافة العسل الصافي غير المغشوش إليه بنسبة وقية لكل 5ر2 كيلو غرام دبق ويمزج جيدا ويحرك باليدين حتى يصبح قطعة واحدة
عندما ترفع من الوعاء وتصبح كتلة متماسكة لايبقى في الوعاء شيء.
وأضاف أبوعلوش أنه يتم تحضير العيدان التي تكون قد أعدت لهذه الغاية وتسمى “كوش الدبق” وهي بطول 50 سنتمير تقريبا وتقطع من أغصان أشجار الطرف أو الزرود وتقشر وتيبس ثم يوضع حول كل عود كمية من السائل السابق وتترك في أسفل العود أو آخره مسافة 10 سنتمير فارغة وذلك كقبضة لليد وعندما تثبت مادة الدبق على العود يحرك دائريا بكلتا اليدين لابعاد البذور العالقة ثم تعلق عيدان الدبق حول خشبة كبيرة مغروزة في الأرض لتشميسه لمدة أسبوع لإزالة الرطوبة منه التي تؤدي إلى تلفه ويجمع ليلا ويوضع في سلة طويلة تدعى قنديل الدبق ويسمى عود الدبق بعد أن تصبح عليه المادة “خلف دبق” وهو أشبه بسيخ لحم الكباب قبل سحبه وهذا الدبق لونه بني ويسمى “الدبق العسلي”.
وبين أن هناك نوع ثان للدبق وهو “دبق الزرنيخ” وهو مادة حجرية تدق بمدقة حتى تصبح كالطحين وتخلط بالماء وتحرك بقطعة رخام من الأعلى والأسفل وتفرك حتى تذوب ثم يضاف الماء بنسبة 1/2 ليتر إلى أوقية الزرنيخ حيث يضاف الى الدبق بعد إضافة العسل ومن ثم مادة الغليسيرين حيث تضاف بنسبة كل 2 كيلو غرام دبق 1/2 أوقية غليسيرين.
وتابع أبو علوش يضاف إلى المزيج النيلي أو الصباغ الأخضر حتى تعطي الدبق لونا أخضر يموه على الطير حيث يصبح بلون الشجر وهذا النوع من الدبق يلصق به الطائر مهما كان اتجاه الرياح بينما الدبق العسلي السابق فإنه لايصلح في الرياح الشمالية والشرقية .